ينشط فريق غالي معسكر حاليا بقسم ما بين الرابطات الخاص بالجهة الغربية ، ويحتل المرتبة الأولى برصيد 26 نقطة ويطمح الفريق من خلال هذا الموسم إلى العودة إلى مكانته الحقيقية والأقسام العليا التي ودعها منذ سنين بعدما توالت المشاكل والنّكسات إبتداء من موسم 2004 / 2005 حين لعب آخر مرة بالقسم الأول، ليشهد الفريق سقوطا حرّا أدى به إلى الغرق في دوامة الأقسام الجهوية، بعدما كان يعتبر خزّانا حقيقيا لمختلف أصناف المنتخب الوطني في سنوات خلت. يعتبر فريق غالي معسكر أحد أعرق الفرق على المستوى الوطني، وهو الذي تأسس بمدينة معسكر خلال الحقبة الإستعمارية، وتحديدا في 26 جوان 1925، ومع مرور السنين اتخذ مستوى غالي معسكر منحى تصاعديا من حيث النتائج وظهر ذلك جليا عندما حقق الفريق الصعود 4 مرّات متتالية من سنة 1946 إلى غاية 1950 ليتوّج بطلا للبطولة الجهوية الخاصة بالجهة الغربية، مستفيدا من انهزام اتحاد بلعباس أمام »لوزمو USMO« بنتيجة كبيرة ( 4 2) وعرف الغالي آنذاك ظهور أسماء كبيرة صنعت أفراح الفريق من بينها القطني، غوش، صادق، عواد، دحو، جاكر، كروش، فيتاليس، مهور، بوخدمي... بعد الإستقلال ، نشط غالي معسكر بالقسم الشرفي الذي أنشأ سنة واحدة بعد الإستقلال، أي 1963 ليصبح الغالي أحد أهم الفرق المنشطة لهذا القسم، لكن وابتداء من سنة 1964، أخذ مشوار غالي معسكر منعرجا كارثيا جعله يتخبّط في المراكز الأخيرة بعد سلسلة من النتائج السلبية خاصة وأنه تواجد في مجموعة تضرّ فرق كان لها وزن ثقيل آنذاك ، في صورة مديوني وهران، رائد وهران، وداد تلمسان، إتحاد بلعباس وسريع غليزان، ليتأزم وضع الفريق أكثر فأكثر بعد وفاة مدرّب الغالي مفلاح عواد في حادث مرور. وفي موسم 1965 1966 حاول غالي معسكر اللعب من أجل الصعود إلى القسم الثاني في ظل وجود لاعبين موهوبين في صفوفه أمثال روميس، باكر، وبوطيش، تشيكو، بن مصابيح، باباجي ونكروف، لكن وكما يقال »تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن« حيث صاحبت مباراتي غالي معسكر ضدّ كل من مديوني وهران واتحاد بلعباس أحداث وصفت بالخطيرة إنعكست على الفريق المعسكري الذي عوقب ملعبه لمدة 3 أشهر ، كما عوقب الفريق بالإنهزام في مباراتين على البساط الأخضر لتتأجل طموحات الفريق مرّة أخرى بعد أن كان قريبا من تحقيق الصعود حيث احتل المركز الثالث في سلم الترتيب، في حين فقط صاحبي المركز الأول والثاني هم المعنيان بالصعود، حينها صعد كل من اتحاد بلعباس وشباب تموشنت. سنة 1968، إستقبل فريق غالي معسكر وافدا جديدا في صفوفه، ويتعلق الأمر باللاعب ماجي، عائدا من فرنسا بعد 12 سنة من الغياب، ليلتحق بالمجموعة التي أصبحت تضمّ أحد أقوى التشكيلات التي شهدها الفريق إلى يومنا هذا، خاصة بعد ظهور عناصر أخرى أعطت دفعا قويا للفريق من بينهم : كساس، قداوي، ڤديم وبوطالب، وفي هذا الموسم (1968) لعب غالي معسكر مصيره في آخر جولة بتلمسان أمام الوداد المحلي وأمام 10 آلاف متفرّج تنقلوا إلى الملعب في ساعات مبكرة من الصباح، وانتهت المباراة بفوز الفريق المحلي بهدف من بن طاهر، لتخيّم الحسرة والحزن مرة أخرى على الغالي ومناصريه، لكن هذه الحسرة سرعان ما تحولت إلى أفراح بعد تغيير نمط المنافسة وإقرار مجموعتين للقسم الثاني بدل مجموعة واحدة، ليصعد كل من وداد تلمسان وغالي معسكر ، إلتحقت بالفريق بعد هذا الصعود عناصر جديدة في صورة امبارك، حنكوش وبلكدروسي، ليتعزّز الفريق الذي أصبح يضم إحدى أحسن العناصر على المستوى الوطني، لكن الصعود إلى القسم الأول لم يكتب للفريق قبل سنة 1972، عندما حقق الغالي أول صعود له في تاريخه إلى حظيرة النخبة ، لكنه لم يعمّر طويلا بهذا القسم ليعود من حيث أتى في الموسم نفسه، بعد هذا الشوط إحتل الفريق المركز الأول مرة أخرى وهو المركز الذي يؤهله للعودة إلى القسم الأول، لكن وفي ظروف غامضة عوقب الفريق وعاد إلى القسم السفلي، واضطرّ الأنصار إلى الإنتظار لغاية سنة 1979 من أجل رؤية فريقهم يعود إلى حظيرة الكبار، بعد أن أصبح فريق غالي معسكر مدجّجا بألمع النجوم على المستوى الوطني وعلى رأسهم: لخضر بلومي، إلى جانب بن ميلود، داود، بوط، شعبان، معمر، بن عطية، بغدوس، بلعوني، هبالي، شيباني، خليلي، بلحاج، مخلوفي ومايدي، ليصل الفريق سنة 1984 إلى القمّة ويتوّج بطلا للجزائر، كما توّج فريق الشباب هو الآخر بطلا للجزائر، وفي السنة نفسها وصل الفريق إلى الربع النهائي أقوى منافسة على المستوى القارّي وهي منافسة كأس إفريقيا للأندية البطلة، وكذا إلى نصف نهائي كأس الجزائر. بعد هذه المرحلة عاد الفريق إلى الأقسام السفلى وأصبح هاجس السقوط يلاحقه مرة أخرى رغم قيمة الأسماء التي كان يضمّها. عاد الفريق إلى القسم الثاني ونشط هناك لعدة مواسم ليحقق الصعود مرة أخرى إلى القسم الأول موسم 2003 2004 بقيادة المدرب محمد لكاك والرئيس عريف، لكن مشاكل عدة جعلت الفريق يغادر القسم الأول مبكرا وفي الموسم نفسه (2004 2005) ليجد نفسه اليوم يتخبّط في الأقسام الجهوية، حيث ينشط حاليا في قسم ما بين الرابطات (الجهة الغربية) ، ويحتل حاليا المركز الأول، حيث يعوّل الأنصار كثيرا هذا الموسم على العناصر الشابة التي تحمل ألوان الفريق ، من أجل العودة إلى القسم الثاني (الرابطة الإحترافية الثانية)، وإعادة غالي معسكر إلى الواجهة.