يعرض الفنان التشكيلي محمد شافع وزاني إلى غاية فيفري المقبل برواق باية بقصر الثقافة بالجزائر العاصمة لوحات ذات أشكال هندسية ثرية بالألوان تعكس أحاسيس و تأملات روحانية ،يضم هذا المعرض المنظم من طرف قصر الثقافة مفدي زكرياء والمعنون ب "ألوان من النثر" حوالي 50 لوحة تروي مسار 20 سنة من الفن كرست جلها لحرية الإبداع إضافة إلى 10 أعمال جديدة للفنان . و تكشف الأعمال الجديدة للفنان محمد شافع وزاني في غالبيتها اقتراب الفن المعماري والفن التشكيلي في عالم غني بالألوان، ففي لوحات "شظايا الخريف " و"مدينة وحيدة" يطرح الفنان تحرر الفكر بأسلوب تجريدي مستعملا الأشكال الهندسية بطريقة غريبة لاستحضار مفاهيم لا نماذج جامدة، و في أعمال أخرى مثل "علامات الماضي " و "علامات الزمن"، حيث يبرز الفنان الحكمة المكتسبة عبر السنين من خلال خطوط مذهبة ترمز إلى التجاعيد المنقوشة على المدن، إلى جانب رموز و أوشام تقليدية كما في لوحة "نبض" ، في حين قدم في أعمال سابقة نظرة غريبة عن المدينة و البنايات برسم أشياء لا يمكن انجازها في الفن المعماري وكأنه يرغب في التعبير عن أحاسيس مدينة بلا روح و خالية من الناس. و قد استعمل الفنان في هذه النظرة القريبة من الفن التشكيلي المعماري عدة أساليب من الفن المعماري منها المدينة الشرقية والمدينة العصرية مرورا بالمدن الموريسكية، وذلك عبر ألوان غنية تعطي أحاسيس للمباني بعد تحريريها من قواعد الهندسة المعمارية ،كما عرض الفنان بورتريهات مستعملا الرمزية تعود لأكثر من 20 سنة استلهمها من أعمال امحمد ايسياخم ليتحضر مجتمع "منهك " جراء سنوات من الإرهاب . ولد الفنان في 1967 بالجزائر و هو مهندس معماري و صمم عدة مباني، دخل إلى عالم الفن التشكيلي بعرض أعماله الأولى بأسلوب شبه رمزي في بداية التسعينات قبل الخوض في أعمال تجريدية بدء من 2011 عرضها في عدة مناسبات بالجزائر وفرنسا.