صرّحت الشاعرة الجزائرية شويرب حليمي خيرة أن الإعلام مطالب بالإهتمام بالمواهب الشابة التي تبدع في عالم الشعر بالدرجة الأولى، لأن هناك الكثير من الطاقات الإبداعية التي تكتب في الظلام وتحتاج للدعم الإعلامي حتى تبرز على الساحة الأدبية من خلال أعمالها، مؤكدة أن ولاية وهران تضم العديد من الأسماء الهامة في الكتابة الشعرية وتحتاج فعلا للمساعدة والتوجيه، خصوصا أن الحركة الأدبية التي تحتاج هي الأخرى إلى الإنتعاش في ظل انعدام المبادرات الثقافية والأمسيات الشعرية التي تحفّز الشاعر على الكتابة والمنافسة في جوّ أدبي راقي يبعث على الفخر والإعتزاز. كما أعربت ذات الأخيرة عن إعجابها الشديد بالخطوة التي قامت بها مديرية الثقافة لوهران من خلال تنظيمها لهذا الملتقى الأدبي الأول الذي لم شمل أدباء الجزائر وأتاح فرصة الإحتكاك بين الشعراء وكتاب القصة القصيرة لتزدان الحركة الأدبية بروائع إبداعية ذات كلمات تعبيرية مؤثرة لها صداها الخاص على نفسية المستمع الوهراني الذي يبدو أنه أعجب بهذا الفضاء بعد أن شدّته الكلمة المعبّرة والإحساس الراقي الذي جاء على ألسنة شعراء جزائريين حضروا بقوة إكراما للأديب الطاهر وطار وقدموا قصائد جميلة ومعبّرة عالجوا من خلالها عدة مواضيع وقضايا تهم المواطن الجزائري بالدرجة الأولى، وقد كان هذا الملتقى بمثابة الحضن الدافىء لمبدعي وهران على وجه الخصوص الذين طالمنا انتظروا هذه الفرصة وهي العثور على متنفّس لهم للتعبير عن أفكارهم وإطلاق العنان لخيالهم الجامح خصوصا أن شعراء وهران لم يستضيفوا من قبل أصدقاءهم من الشعراء بالولايات المجاورة بل كانوا دائما ضيوفا بملتقيات أدبية أخرى وقد جاءت الفرصة للإفتخار بمؤسساتنا الثقافية ومسؤولينا الذين اهتموا بأدبائهم ن خلال هذا الملتقى بعد أن خصّصوا لهم فضاءا واسعا للإبداع دون أية قيود أو قوانين، والأهم من ذلك أن هناك مسابقة وطنية في الألوان الأدبية الثلاث لجميع الموهوبين في عالم الشعر والقصة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على نجاح التنظيم والبرنامج المسطر من طرف الهيئة المنظمة. والجدير بالذكر أن الشاعرة شويرب حليمي خيرة قد عشقت كتابة الشعر منذ الصغر فخطّت أولى الكلمات وهي في سن 14 سنة أين أطلقت العنان لإحساسها البريء وصارت تكتب ببراءة عمّا يستهويها في الحياة وما يؤلمها، فلم تجد سوى القلم والأوراق لتعبر عمّا يخالجها من إحساس دون أن للعالم موهبتها التي تمت معها، فهي لم تدرس فن الشعر ولم تدخل معهد الأدب بل حملت قلمها بكل سهولة لتملأ ورقة بيضاء وتطبع عليها إحساسها الداخلي والعميق المتسع بمشاعر الحب والحق لم تنو قط أن تظهر كشاعرة بل كانت تفضل أن تكون موهبتها الخفية وهوايتها السّرية إلى أن اكتشفها بعض الأصدقاء الذين سمعوا شعرها وأحبّوا صوتها وكلماتها فألحّوا على ضرورة دخولها عالم الشعر من بابه الواسع لتصدر أول ديوان لها سنة 2010 بعنوان »المروحة« تضم 22 قصيدة تناولت من خلالها العديد من المواضيع الهامة ومن أبرز العناوين نذكر »الوالدين« المتاهمة »الطريق الضائع« آهات إمرأة، الغرور، النصف الآخر و»الحقيبة« وغيرها من العناوين التي ألهمت الشاعرة وجعلتها تغوص بخيالها في متابعات أدبية بكلمات ساحرة ومعبّرة. مع العلم أنها تحضر حاليا لإصدار مولود أدبي جديد بعنوان »الحلم الجميل« الذي سينشر قريبا ويوزع بالأسواق، إضافة إلى كتاب »فلسفة الصّمت« الذي يتناول قصة إمرأة صمّاء وبكماء تعتمد على الإيحاءات في تصرفاتها وحياتها العادية مبرزة بذلك الإرادة القوية التي تتمتع بها كل امرأة جزائرية رغم مشاكلها ومعاناتها في الحياة. وعليه فإن الشاعرة شويرب حليمي خيرة قد استدعيت للمشاركة في هذا ا الملتقى الأدبي لتفتح قلبها بكل حبّ وتقرأ البعض مما كتبته طوال هذه المدة التي كانت تختبىء فيها وراء الأوراق، فصحيح أنها كتبت قصيدة »فحان الموعد« والتي تقصد بها وقت الوفاة ورحيل الروح عن هذه الحياة، لكن في الحقيقة نقول لها »حان الموعد يا خيرة« لتفجير طاقتك الإبداعية والظهور كشاعرة جزائرية متألقة على ركح هذا المسرح الأثري الجميل.