اختتمت أمس الدورة الثالثة من مهرجان الشعر العربي بالجزائر تحت شعار "القدس في ضمير الشعر العربي "، وقد تضمنت أعمال العكاظية التي نظمتها وزارة الثقافة مجموعة من الندوات والأمسيات الشعرية، التي شارك فيها عدد من الشعراء من الجزائر : "عاشور فني،تومي عياد الأحمدي، عبد الرزاق بوكبة .."، تونس والمغرب وليبيا والسعودية والإمارات العربية واليمن وعمان ولبنان، حيث تناوب في اليوم الأخير الشاعرة البحرينية سوسن دهنيم واللبناني إسكندر حبش، والجزائري عبدا لله طموح والعراقي سارة طالب السهيل، والإعلامي عبد الرزاق بوكبة والمصري أحمد بخيت، والفلسطيني عبد الرحيم محمد، أما مداولات الندوة الفكرية المدرجة ضمن فعاليات المهرجان، فتناولت موضوع القدس في الشعر الشعبي من تنشيط الدكتور العربي دحو، ثم القدس الأرض والهوية في خطاب الفكر العربي المعاصر من تنشيط الدكتور بومدين بوزيد، ثم القدس في النص الأدبي من إلقاء الدكتور أحمد منور. أصداء من عكاظية الجزائر للشعر العربي شاعر الرسالة في مسابقة أمير الشعراء، الشاعر رابح ظريف عكاظية الشعر في الجزائر، هي الطبعة الثالثة على التوالي، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على نجاح هذا النشاط بعد نجاح الطبعتين السابقتين، غير إن هذه العكاظية تبدو لي من أهم الاحتفاليات الشعرية المقامة حاليا على مستوى كل الوطن العربي، من حيث التنظيم وقوة الأسماء المشاركة، وكثافة البرنامج والمحاور التي تتناول رهانات حول شعر المقاومة في إطار القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية، ما يوحي بتكاتف جهود كل الشعراء من أجل رفع راية الإنسانية، وعكاظية الشعر تمنح فرصة للشعراء العرب للاطلاع على المشهد الثقافي الجزائري، كما تمنح أيضا الشعراء الجزائريين فرصة الاحتكاك بالآخرين، هي فرصة للتواصل ومحاولة لوضع خطوة هامة في مجال الكتابة الشعرية، كما أن العكاظية ساهمت في ظهور بعض الوجوه الجديدة، وحتى وإن كانت هناك أسماء متداولة، فالأكيد أنها تحمل إلينا تجارب جديدة، إضافة إلى أن أحسن وسيلة للرقيّ هي الاستفادة من خبرات الآخرين، والشيء الجديد الذي أضافته عكاظية الشعر إلى المشهد الشعري الجزائري، هي أنها منحت للجزائر صوتا شعريا وحضورا عربيا، لأنه ما كان متداولا في المشرق العربي، هو أن الجزائر لا تملك شعراء في المستوى، والآن أصبح الشعراء الذين يأتون إلى الجزائر يحسبون لذلك ألف حساب، ما يجعلنا نفخر بما تقدمة. ومن هذا المنبر أشكر رئيس الجمهورية "عبد العزيز بوتفليقة "ووزيرة الثقافة "خليدة تومي" وديوان الثقافة والإعلام، وأتمنى أن تتواصل هذه الفعاليات في طبعات أخرى قادمة. الشاعر أحمدالدلباني أعتقد أن العكاظية أصبحت تقليدا دأب عليه الديوان الوطني للثقافة والإعلام، والتقليد في حدّ ذاته كاف لأن يجمع الشعراء العرب في عكاظية تفتح الفضاء للأصوات الشعرية وتتناول قضايا الأمة العربية، وهذا إنجاز في حدّ ذاته، غير أنه يبقى مستوى الطرح ومستوى النقاش مسألة أخرى، وكل ما أرجوه هو أن تخرج هذه العكاظية وباقي المهرجانات الشعرية من طور الاحتفاء والخطابية والمنبرية والبكائيات إلى طور المناقشة الجادة، للقضايا المصيرية للأمة العربية، خاصة ونحن الآن نحتفل بالقدس كعاصمة أبدية للثقافة العربية، لذلك فأنا أدعو لأن تكون هناك التفاتة إلى مسائل الكتابة في حد ذاتها مع تناول الراهن الثقافي والسياسي والحضاري للأمة العربية . عيسى لحيلح الحمد لله أن صار للجزائر منبرا شعريا ثابتا إسمه عكاظية الشعر العربي، وكما تتلاقح أفكار العلماء بالتلاقي كذلك تتلاقح قرائح الشعراء بالتلاقي، فقط أرجو أن تكون الأسماء المشاركة ممثلة لأوطانها، أما بالنسبة للقدس ضمير الأمة ومصيرها ومسيرها فهي تحتاج لأكثر من عكاظية. نجم شاعر المليون، الشاعر السعودي سعود السبيعي تفاجأت بهذه الضيافة في زيارة تعتبر الأولى للجزائر، إضافة أن الطبيعة والجود هنا تحسدون عليها. المسابقات تلعب دورا في شهرة الشاعر ولكن كبار الشعراء الذين صنعتهم هذه القنوات كانوا مجرد أسماء، والشاعر هو من يدفع نفسه بنفسه، ورغم أن هذه المسابقات أوجدت مجالا للشعر، يبقى جانب التصويت هو المجال السلبي لهذه المسابقات، وهو ما يعتمد على الدفع مقابل الفوز بمعنى أن الشاعر هو من يشتري الجائزة. نور الدين درويش العكاظية هي الآن تجمع كل الشعراء العرب ولا بد في كل مرة أن يبرز صوت جديد، والجزائر الآن أثبتت جدارتها في المشهد الثقافي العرب، وأصبح لديها واجهة شعرية تستطيع أن تصنع موقفا مشرفا لها في الساحة الشعرية .الشاعرة العراقية: سارة طالب السهيل في زيارتي الأولى للجزائر سعيدة جدا بهذه الدعوة الكريمة التي أتاحت لنا فرصة للتعرف على الجزائر كبلد وشعب وثقافة وكمبدعين وشعراء، والمبادرة الرائعة من الجزائر هي إهداء هذه الدورة إلى القدس، كعاصمة للثقافة العربية، أحب أن أتعرف إلى الشعراء الجزائريين ومن فترة طويلة تراودني فكرة التعرف عليهم والاستماع مباشرة لهم، لأن اللهجة الجزائرية فيها رنة لطيفة وكتابتي لا تقتصر على الشعر الفصيح فقط، فأنا أكتب الشعر الشعبي والحر والقصيدة النثرية والقصص التعليمية للأطفال، ولدي تنوع في الكتابة يمتد إلى الكتابة في المجلّات والجرائد، والكثير يسأل عن التوفيق بين مجالات الكتابة العديدة لدي، لذلك أنا أقول أن الإبداع يصب رغم تعدد روافده في بحر واحد. الشاعر المصري : أحمد بخيت كانت أحد أحلامي أن أزور الجزائر، فالجزائر في ذاكرة الشعر العربي هي بلد النضال وبلد الشجعان وبلد الأبطال والثورة ، قرأنا عنها وأحببناها والحب أعمق باللقاء الأجمل، وبمناسبة القدس عاصمة للثقافة العربية وستكون لي في ليلة الختام قراءة موسعة لبعض قصائدي الشعرية، وعكاظية الشعر فرصة جميلة جدا للقاء شرق الوطن العربي بمغربه، وهي فرصة للتقارب العربي العميق وربط الخبرات ببعضها البعض. الشاعر سعيد حمودي الأكيد أن مثل هذه الملتقيات تساهم بشكل فاعل وفعال في لقاء الشعراء وستظل هذه الصفحات هي خير الفرص التي تستطيع أن تعيد للشعر حضوره ، وأن تعيد له أيضا جماهيريته المغيبة في الموت الذي نسمع فيه بموت الأدب بشكل عام ، والذي طغى فيه زمن الرواية على الأغراض الأدبية الأخرى ، وفي الحقيقة لا نرجح هذا الزمن على ذاك ولكن سيظل زمن الإبداع وزمن الجمال وزمن المحبة. الشاعر الزبير دردوخ لكل دورة طابعها ومذاقها، قد لاتتغير الوجوه ولكن النصوص بالتأكيد هي من تتغير، وبالتالي فهناك الجديد دائما، وما دام هناك مبدعون فإن الإبداع يتجدد. الشاعر عاشور فني حتى وإن لم أتابع كل المشاهد الشعرية، أو كل المحاضرات فإنني أبارك هاته المبادرة المتمثلة في العكاظية التي ساهمت بشكل كبير في وتلاقح الأفكار وتبادلها. السيناريو الحائز على جائزة المهرجان الدولي للفيلم الأمازيغي المخرج عبد "المجيد جبور" يتحدث عن الحرڤة في "الحلم القاتل "سيشرع في شهر جوان المقبل بمدينة الغزوات بولاية تلمسان تصوير مشاهد فيلم "الحلم القاتل" للمخرج "جبور عبد المجيد"، الذي يتناول أخطار الهجرة السرية، ويروي سيناريو هذا الفيلم الذي نال جائزة خلال الطبعة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم الأمازيغي الذي احتضنته مؤخرا ولاية "سيدي بلعباس "، قصة شاب جامعي متخرج حديثا أثقلت البطالة كاهله فبدأ التفكير في الهجرة السرية، ورغم نصائح صديقه الحلاق وتحذيرات والدته بالعدول عن الفكرة، يقرر الشاب الإبحار بطريقة غير شرعية إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، وينفذ مغامرته انطلاقا من ميناء الغزوات على متن زورق صغير رفقة العديد من "الحراڤة "، لكن الرحلة تعترضها اضطرابات جوية فيغرق الزورق، وأمام هذا المصير المحتوم وقبل الموت يكتب الشاب رسالة تعثر عليها فيما بعد أمه على الشاطئ، فتلتحق بابنها نتيجة شدة الصدمة، ويجسد أدوار هذا الفيلم نخبة من الفنانين المعروفين أمثال "بهية راشدي" و"محمد عجايمي "و"بشرى" "ونوال زعتر "و"كمال بوعكاز" و"مراد خان"، وحسب المخرج" جبور" فإن هذا العمل السينمائي يهدف إلى تحسيس الشباب حول أخطار الهجرة السرية التي غالبا ما تتحول إلى "حلم قاتل"، وأوضح من خلاله أن مستقبل كل الشباب الجزائري يبقى في الجزائر و ليس في الدول الأجنبية، كما أكد على ذلك المخرج الذي يقدم الفيلم كرسالة للشباب، خاصة و أنه يحتوي على مقاطع تبرز المنجزات الكبرى التي تحققت في البلاد.