تؤكد كل الأرقام أن الجزائر لطالما استفادت من الرياضات النسوية الفردية مقارنة بالجماعية و ذلك في مختلف المحافل الدولية و على مر التاريخ و في رياضات مختلفة على رأسها ألعاب القوى. و كانت أول ميدالية ذهبية تحصلها الجزائر في الألعاب الأولمبية من إنجاز العداءة حسيبة بولمرقة التي توجت في أولمبياد برشلونة 1992 في سباق 1500 متر ليرفع العلم الوطني عاليا في سماء إسبانيا بفضل امرأة أفنت مشوارها الرياضي الحافل في تشريف الألوان الوطنية بمجموعة من الألقاب من أبرزها الميداليتين الذهبيتين في سباقي 800 متر و 1500 متر بالبطولة الأفريقية لألعاب القوى بعنابة 1988 ، و الحصيلة نفسها في البطولة الأفريقية لسنة 1989 التي أقيمت بلاغوس . وكذلك الحصيلة نفسها في ألعاب البحر الأبيض المتوسط لسنة 1991 و الميدالية الذهبية في 1500 متر في بطولة العالم بطوكيو سنة 1991 دائما ، إلى جانب ذهبية كأس العالم في 1500 متر بلندن سنة 1994 و ذهبية بطولة العالم في 1500 متر بغوتبرغ سنة 1995. أما ثاني ميدالية ذهبية نسوية للجزائر في الأولمبياد فكانت من نصيب العداءة نورية بنيدة مراح بمناسبة الألعاب الأولمبية لسيدني 2000 في سباق 1500 متر و التي توجت أيضا بالذهب في بطولة العالم 2006 ببامبوس (جزر الموريس) في سباق 1500 متر و بالمعدن نفسه و الإختصاص نفسه في البطولة الأفريقية لسنة 2000 بالجزائر . و كانت الجزائر قد تألقت أيضا بفضل مواهب كتبت أسمائها بأحرف من ذهب على غرار باية رحولي في ألعاب القوى و صورية حداد و سليمة سواكري في الجيدو. و إذا غابت الميداليات الجزائرية النسوية في الأولمبياد الأخيرة ، فقد عرفت دورة ريو 2016 تألق أمينة روبة في التجديف بعدما بلغت الدور ربع النهائي و هو ما يعد إنجازا بحد ذاته حيث اختيرت مؤخرا كأحسن رياضية جزائرية لسنة 2016 من طرف اللجنة الأولمبية الجزائرية إلى جانب أمال مليح. و كانت أمينة روبة قد أهدت الجزائر الميدالية الذهبية سنة 2014 خلال البطولة الأفريقية للتجديف التي أجريت بتيبازة. و في السباحة برزت في الآونة الأخيرة بوادر إيجابية من خلال تطور ملموس للسباحة الجزائرية النسوية على غرار تألق السباحة أمال مليح التي توجت السنة الفارطة بالميدالية الذهبية في البطولة الأفريقية للسباحة بجنوب أفريقيا و ذلك في اختصاص 100 متر سباحة حرة. و تحمل أمال مليح آمال السباحة الجزائرية خلال المحطات الدولية القادمة بالنظر إلى المؤهلات التي تتمتع بها و التي جعلتها تختار كأحسن رياضية جزائرية لسنة 2016 رفقة أمينة روبة كما ذكرنا. و خلال البطولة نفسها توجت السباحة الجزائرية رانية حميدة نفسي بالميدالية الفضية في اختصاص 400 متر. كما برزت خلال أولمبياد ريو 2016 الشابة فاطمة الزهراء حيرش صاحبة ال16 سنة و التي تألقت في رياضة رفع الأثقال ما جعلها تفوز بلقب أحسن رياضية جزائرية شابة لسنة 2016. و لدى ذوي الإحتياجات الخاصة أهدت نسيمة صايفي الميدالية الذهبية للجزائر في الألعاب شبه الأولمبية لريو 2016 في رمي القرص و الميدالية الفضية في رمي الجلة. بالمقابل تسجل الرياضات النسوية الجماعية في السنوات الأخيرة إخفاقات بالجملة سواء في كرة اليد التي لم تحقق أي لقب منذ الألعاب الأفريقية لسنة 1978 أو كرة القدم أين تتواجد الجزائر في المرتبة 74 عالميا حيث يعود آخر تتويج إلى لقب كأس العرب سنة 2006 بمصر أو حتى كرة السلة حيث يعود آخر تتويج للسلة الجزائرية النسوية إلى سنة 1985 عندما توجت بلقب الألعاب العربية لكرة السلة ، فيما اكتفت بالمرتبة الثالثة في المنافسة نفسها لسنة 2004. وكان نادي المجمع البترولي لكرة السلة إناث قد حفظ ماء وجه الجزائر مؤخرا في البطولة العربية 2016 التي أقيمت بالعاصمة الأردنية عمان بإحرازه للقب