إسترجعت الجزائر يوم الأحد الذكرى الواحدة والخمسين للتفجيرات النووية الفرنسية برڤان التي تعد أكبر التجارب النووية للإسراع بالإلتحاق بالنادي النووي هذا التفجير الذي كان انطلاقة لمخطط إجرامي على مدى 3 سنوات رڤام، بني ونيف بولاية بشار وتمنراست في سلسلة تجارب سطحية وباطنية، هي إذن الذكرى الأليمة التي تعود إلى أذهان سكان رڤان الذين ودعت أرضهم الخيرات وتأثرت صحة أبنائهم وثروتهم الحيوانية وظهرت الولادات المشوهة لدى الأطفال واكتشفت أمراض لم يعتدها سكان المنطقة والتي باتت تفتك بالعديد منهم لحد الآن، كل ذلك بفعل النفايات النووية والإشعاعات التي لا تزال بهذه المنطقة بسبب قوة التفجير الذي يعادل ثلاث مرات قنبلة هيروشيكا، رڤان كان لها موعد مع المناسبة، وذلك من خلال أنشطة موسعة تضمنت ندوة مفتوحة مع المواطنين حيث استمعوا إلى الضحايا الذين كانوا في ميدان التجارب بإستغلال استعماري، كما سطرت اللجنة الوطنية الإستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان بالتنسيق مع جمعية أمل لمساعدة مرضى السرطان، وجمعية 13 فبراير 1960 وفعاليات رسمية ومدنية برنامجا انطلق منذ أيام تضمن حملات توعوية وتحسيسية حول الإكتشاف المبكر لمرضى السرطان وكيفيات التعامل مع الإشعاعات النووية وأكد أساتذة وأطباء متخصصون على أهمية المتابعة رغم عدم وجود سجل صحي لإحصاء المرضى قبل وبعد التفجيرات النووية. وأدرج حقوقيون واستشاريون أهمية تشكيل ملف صحي وإيكولوجي للضحايا والمناطق المتضررة قصد محاسبة فرنسا وإلزامها بدفع تعويضات وتطهير المناطق المتضررة وأماكن دفن النفايات النووية المجهول لحد الآن في غياب الأرشيف، كما أكد المؤرخ محمد القرصو أن آثار التجارب النووية برڤان لازالت حية تقتل سكان المنطقة وتحرمهم من الحياة داعيا إلى التكفل العاجل بهؤلاء المرضى، وإقامة مستشفى خاص لعلاجهم فضلا عن ادراج سكان منطقة رڤان المتضررين من هذه التجارب ماضيا وحاضرا ومستقبلا في قائمة ضحايا الجرائم الفرنسية وتعويض أهاليهم وفي رده عن تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المتضمنة قيام فرنسا بتنظيف مكان هذه التجارب النووية قال محمد قورصو أن هذه التصريحات بقيت مجرد كلام ولم ينظف المحيط لحد الآن، وقد أكد رئيس الجمعية الفرنسية لقدماء التجارب النووية جوان لوك سون يوم الجمعة بأدرار على هامش يوم علمي حول السرطان وعلاقته بالإشعاعات النووية أكد أن القانون المصادق عليه سنة 2009 بفرنسا، حول تعويض ضحايا التجارب النووية الفرنسية لا يتضمن أي إجراء ملموس لفائدة هؤلاء الضحايا وتجدر الإشارة أن اللجنة الوطنية الإستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان قد أشرفت بأدرار على توقويع 6 برتكولات تعاون حين مستشفيات ولاية أدرار والمراكز الصحية الوطنية المتخصصة حول تكوين أطباء وممرضين في اختصاص الكشف المبكر لأمراض السرطان وتمويل المستشفيات والمرضى بأجهزة كشف ومتابعة فضلا عن مساعدة المتضررين اجتماعيا من خلال توزيع كراسي وأجهزة أدخلت البهجة كثيرا على الضحايا، وكشفت اللجنة أنها وقعت برتكول تعاون مع وزارة التربية الوطنية تقرر بموجبه تخصيص درس حول الإشعاعات النووية، وجرائم فرنسا الإستعمارية بالجزائر في 13 فبراير من كل سنة وعلى هامش هذه التظاهرة دعا الأستاذ محمد عفيان رئيس مصلحة الأشعة بمركز يباروماري كيري لمكافحة داءالسرطان بمستشفى مصطفى باشا الجامعي يوم الأحد برڤان إلى ضرورة وضع سجل للأمراض السرطانية والتشوهات الخلقية بالصحراء الجزائرية المتضررة من التفجيرات النووية ، وأوضح أن هذه الدراسة تسمح بإقامة علاقة بين حالات الإصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية الناجمة عن تأثير الإشعاعات النووية برڤان معترفا بصعوبتها بالنظر لطبيعة السكان الذين يعدون في معظمهم من البدو الرحل، وقد نظمت وقفة في هذه الذكرى الأليمة ببلدية رڤان بحضور السلطات المحلية ومنتخبين وممثلين عن اللجنة الوطنية الإستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، وفي الذكرى جددت المنظمات والحركات الجمعوية دعوتها لمقاضاة فرنسا، ومطالبتها بالإعتراف والتعويض وتعكف هذه الفعاليات الجمعوية على إعداد ملف كامل حول أثار التفجيرات النووية على المنطقة وجمع الأدلة والشهادات حول هذه الجريمة.