أكدت »كارولين مولون« مديرة مهرجان »شايو« ببوردو ورئيسة جمعية الفنون والكلمة وكذا الشبكة الفرنسية للحكاية وفنون الكلمة أن سرد القصص والحكايات لا يقتصر على الأطفال فحسب كما يعتقد الكثير من الناس بل هو أيضا موجه للكبار الذين بإمكانهم الإستمتاع بسرد القصص وحضور ومتابعة مختلف عروض الحكاية لما تحمله من قيمة فنية وتراثية وتاريخية تعكس خصوصية الشعوب وما تحمله أيضا من دلالات ودروس يعتبر منها الصغار والكبار على حد سواء وفي سياق آخر ترى »كارولين مولون« أن قدر وبراعة الحكواتي تكمن في مدى إثبات حضوره وقوته وطاقاته الفنية أمام الجمهور وجعل هذا الأخير ينصت بإهتمام كبير ويركز معه بل ويعيش تفاصيل القصة التي يسردها الحكواتي دون أدنى تقنيات عكس الفنان الذي يمارس المسرح الكلاسيكي الذي يتطلب توفير تقنيات ووسائل من أجل تقديم عمل متكامل على خشبة المسرح وتضيف المتحدثة أن الحكواتيين الذين ينشطون ببوردو تعودوا على تقديم عروضهم وسرد حكاياتهم وقصصهم داخل قاعات المسارح بدل الساحات والبيوت والأماكن التجارية ومن جهة أخرى وبحكم تواجدهم وعملهم بحي »سان ميشال« الشعبي الذي يعتبر قبلة للجاليات الأجنبية القادمة من مختلف أنحاء العالم فإن هذا منحهم فرصة العمل والتعامل والإحتكاك بأناس من مختلف الجنسيات والأْعراف التي من شأنها إثراء الحكاية وفنون الكلمة بثقافات مختلفة. ما يميز مهرجان »شايو« تقول المتحدثة هو أنهم يعملون مع الفنانين الذين يقترحون هم المشاركة في المهرجان وبالتالي فإن التظاهرة تفتح أبوابها وتفسح المجال وتمنح الفرصة لكل الحواتيين الذين يرغبون في المشاركة بمهرجان »شايو« والمساهمة في إثراء وتنشيط فعالياته وهنا تتجلى بساطة هذه التظاهرة الفنية والتي لا تتقيد بالتقاليد التي يقتضيها المسرح فالمهم بالنسبة للقائمين عليه هو التنوع البشري وجعل المناسبة فرصة للإلتقاء والتواصل والإطلاع على ثقافة الآخر وكل هذا نابع من صميم أهدافها التي تسعى إلى تحقيقها من خلال هذا الموعد جاءت »كارولين مولون« إلى وهران من أجل إستعراض تجربتها وعملها في مجال الحكاية وفنون الكلمة حيث نشطت أمس مائدة مستديرة بجامعة وهران حول محور »فنون السرد والكلمة« وهذا في إطار الدورة الخامسة لمهرجان الحكاية بدعوة من جمعية القارئ الصغير« رفقة كل من نادية لوهيبي، أساتذة الأدب الفرنسي بجامعة وهران وجميلة حميتو عضو بجمعية »القارئ الصغير« وكذا الكاتبة دليلة دواجي حساين حيث إستحسنت المبادرة بإعتبار أنها منحتها الفرصة لزيارة الجزائر لأول مرة والتعرف على ثقافتها وجمهورها وإكتشاف هذا البلد الجميل الذي طالما حلمت بزيارته .