واصلت قوات التحالف أمس الاحد عملياتها ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي الذي اكد مجددا انه لن يتراجع وتوقع حربا طويلة. وقال ضابط في هيئة الاركان الامريكية ان المرحلة الاولى من الحملة حققت نجاحا والقوات الموالية للقذافي اوقفت زحفها باتجاه بنغازي. والقت ثلاث مقاتلات امريكية شبح بي 2 اربعين قنبلة على قاعدة جوية كما ذكرت محطة تلفزيون سي بي اس نيوز، بدون ان يتم الحصول على تاكيد رسمي للعملية على الفور. وقالت المحطة ان هدف العملية كان تدمير قسم كبير من سلاح الطيران الليبي لكن الطائرات الحربية الامريكية قامت بملاحقة قوات برية ايضا بهدف تدميرها. واعلن رئيس هيئة اركان الجيوش الامريكية الاميرال مايكل مولن لشبكة سي ان ان الاحد ان المرحلة المقبلة من ضربات التحالف ضد قوات معمر القذافي ستكون مهاجمة خطوط امدادها لشل قدرتها على القتال. فيما اعلن الرجل الثاني في سلاح الجو البريطاني المارشال فيل اوزبورن ان سلاح الجو مرتاح لسير العمليات التي شنت مساء السبت على ليبيا. ورفض الضابط اعطاء تفاصيل عن الضربات التي اطلقت خلالها القوات البريطانية والامريكية 112 صاروخ توماهوك على ليبيا، لكنه قال ان معظم الاهداف في طرابلس. ورأى الجنرال جون لوريمر المتحدث باسم رئاسة الاركان انه من المبكر معرفة النتائج على الارض. وتابع ان هذه المرحلة الاولى تمهيدا لفرض منطقة حظر جوي، ستستمر الوقت اللازم لتحقيق غايتها. الثوار يتجهون لتحرير أجدابيا وفي تلك هذه الأثناء أحصى مراسل لرويترز 14 جثة على الأقل اليوم ومركبات عسكرية محترقة تابعة للقذافي في الطريق بين بنغازي وأجدابيا. وفي غضون ذلك أكدت مصادر للجزيرة أن كتائب القذافي قصفت منطقة القوارشة في بنغازي، كما تعرضت ضواحي المدينة لقصف بصواريخ غراد ونيران الدبابات، ولجأ سكان الضواحي إلى المساجد طلبا للأمان. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر طبية في بنغازي أن 94 شخصا قتلوا على مدى يومين بقصف كتائب القذافي للمدينة. وفي تطور آخر، ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية أن مسلحين احتجزوا طاقم سفينة إيطالية في طرابلس. وأعلن السفير البريطاني في باريس السير بيتر ويستماكوت عن مشاركة طائرات قطرية وسعودية وإماراتية في فرض الحظر الجوي على ليبيا. وفي الأثناء أفاد مراسل رويترز في شرق ليبيا أن مقاتلين من المعارضة الليبية اتجهوا على متن شاحنات رباعية الدفع عليها رشاشات ثقيلة إلى أجدابيا. وكانت المقاتلات الفرنسية قد شنت أمس الضربات الأولى في إطار عملية سميت فجر أوديسا تستهدف وقف الحملة التي يشنها القذافي على مواطنيه المدنيين. وبعد قليل من ذلك أطلقت بوارج وغواصات أميركية وبريطانية 110 من صواريخ كروز توماهوك استهدفت دفاعات جوية حول طرابلس ومصراتة وشلتها بشكل كبير حسب واشنطن. وسُمعت في طرابلس فجر اليوم أصواتُ المدافع المضادة للطائرات، تبعتها انفجارات وأصوات مدافع رشاشة حسب ما نقلته رويترز. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن قنابل سقطت قرب مقر القذافي في باب العزيزية. وشمل القصف أيضا قاعدة المعيتيقة شرق طرابلس، في وقت تحدث فيه مراسل الجزيرة عن غارة على الكلية العسكرية قرب مصراتة (نحو 200 كلم شرق طرابلس). وقالت السلطات الليبية إن 48 مدنيا معظمهم أطفال ونساء قتلوا في الغارات كما أصيب أكثر من مائة وخمسين شخصا. وذكرت تلك السلطات أن مئات الليبيين قصدوا مواقع قد تقصَف ليكونوا دروعا بشرية ومنها مقر إقامة القذافي في طرابلس. وقد اتهمت منظمة التضامن لحقوق الإنسان في جنيف كتائب القذافي بخطف أسرٍ ليبية وقالت إنها قلقة من احتمال استخدامها دروعًا بشرية في أماكن قد تستهدفها القوات الدولية. وقال مدير هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأميرال بيل غورتني إن الضربات الصاروخية تركزت في الغرب واستهدفت دفاعاتِ أرض/جو، ومورِس خلالها تشويش على هذه الأنظمة التي تعتبر قديمة، لكنها متكاملة وناجعة. وقال إنه في هذه المرحلة لم تشارك قوات أميركية على الأرض، ولم تسهم الطائرات في الجهد العسكري، لكن الضربات الصاروخية تهيئ الوضع ليشارك سلاح الجو في تطبيق حظر الطيران. ورفض غورتني مناقشة الخطط المستقبلية، واكتفى بالقول إن بلاده لن تستخدم قوة تتجاوز حماية المدنيين في هذه العمليات. وقد تحدثت فرنسا عن هجوم سيتسارع، لكنها رفضت تحديد سقف زمني له، واكتفى وزير خارجيتها آلان جوبيه بالقول إنه سيستمر حتى يذعن النظام الليبي لقرار مجلس الأمن. وحددت فرنسا الأهداف بمراكز القيادة ومخازن السلاح والطائرات والقوات البرية المتحركة والمطارات. وجاءت الضربات بعيد قمة في باريس شارك فيها قادة غربيون وعرب لبحث تطبيق الحظر ردود افعال وانتقد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الاحد قصف التحالف الدولي للمدنيين في ليبيا، مؤكدا ان ما حدث يختلف عن الهدف من الحظر الجوي الذي كنا نريد منه حماية المدنيين وليس قصف مدنيين اضافيين. واوضح موسى انه تجري حاليا مشاورات لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث تطورات الاوضاع في المنطقة العربية وخاصة فى ليبيا. كما دعت روسيا التحالف الدولي إلى التوقف عن الضربات العسكرية لليبيا، والتي أدانتها إيران وأسفت لها الصين، بينما أعلنت اليابان تأييدها لها، في حين حث رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان العقيد معمر القذافي على التنحي حقنا للدماء. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش في بيان صدر اليوم ندعو الدول المعنية إلى وقف الاستخدام العشوائي للقوة مضيفا أن الهجمات سببت سقوط ضحايا مدنيين. وفي وقت سابق أبدت الصين أسفها حيال بدء تنفيذ قرار العمليات العسكرية ضد نظام القذافي وأعربت عن أملها ألا يؤدي هذا الصراع إلى تصعيد الأوضاع على نحو يفضي إلى مزيد من الخسائر البشرية. وفي طهران قال المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست إن موقف بلاده مبني على أساس تقديم الدعم الدائم للشعوب والدفاع عن مطالبها المشروعة. وأضاف إن تاريخ وأداء الدول السلطوية خلال فترات احتلالها للدول المضطهدة تجعلنا نشك دوما في صدق نواياها عندما تقوم بمثل هذه الأعمال. وفي تلك الأثناء دعت لجنة تابعة للاتحاد الأفريقي لحل الأزمة الليبية، إلى وقف فوري للأعمال القتالية معربة عن أسفها لعدم تمكنها من السفر إلى ليبيا لمواصلة مساعيها لحل سلمي للأزمة. وأوضح بيان للجنة صدر اليوم أن طلبها -الذي تقدمت به إلى الأممالمتحدة بعد بدء تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بشأن ليبيا- قوبل بالرفض، وهو ما جعلها تقرر عدم التوجه إلى ليبيا كما كان مقررا أمس الأحد وطالبت اللجنة الاتحاد الأفريقي بعقد اجتماع في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يوم الجمعة 25 المقبل يحضره ممثلون عن الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ممثلين عن طرفي الصراع في ليبيا في محاولة لإيجاد حل للأزمة. ومن جهته حث رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان القذافي على التخلي عن الحكم ودعا إلى وقف فوري لأعمال العنف. وحين سأله الصحفيون -خلال زيارة للسعودية- عن ما إذا كان على القذافي أن يتنحى؟ قال أردوغان لقد تجاوز هذه المرحلة بالفعل إنه يناقض نفسه. وأضاف كانت التصريحات الأولى للقذافي مهمة حين قال إنه ليس لديه منصب رسمي، إذا كان لا يشغل منصبا رسميا فعليه أن يسلم البلاد لمن يتمتع بالشرعية أيا كان, أتمنى أن أرى نهاية لسفك الدماء وأن تسود إرادة الشعب الليبي. وقالت تركيا عضو حلف شمال الأطلسي (ناتو) في وقت متأخر أمس إنها ستقدم الإسهام الوطني اللازم والملائم لتطبيق الحظر الجوي فوق ليبيا واتخاذ الإجراءات لحماية المدنيين في إطار قرار مجلس الأمن الدولي. وأعلنت اليابان اليوم تأييدها الضربات التي يشنها التحالف الدولي على نظام الزعيم الليبي معمر القذافي. وأصدرت وزارة الخارجية اليابانية بياناً أعربت فيه عن تأييدها للهجمات الدولية، وأدانت استمرار قوات القذافي في استخدام العنف ضد المواطنين. وقالت الوزارة إن الحكومة اليابانية تدعم الدول الأعضاء في الأممالمتحدة التي تتخذ إجراءات تتوافق مع القرار رقم 1973 الصادر عن مجلس الأمن الدولي كوسيلة لحماية المدنيين. أما وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله فنفى القول إن بلاده معزولة دوليا بعد رفضها الانضمام إلى الحلفاء في حلف شمال الأطلسي في شن ضربات عسكرية على ليبيا، وعندما سئل فسترفيله عن دول الاتحاد الأوروبي التي تتفق مع سياسة برلين قال بولندا. وأثار قرار الحكومة الألمانية بعدم المشاركة في العمل العسكري في ليبيا انتقادات شديدة في الداخل واتهمت صحيفة برلين بالتحيز إلى الأنظمة الشمولية بدلا من أهم حلفائها في حلف شمال الأطلسي. ووجه البابا بنديكتوس السادس عشر نداء ملحا الى المسؤولين السياسيين والعسكريين لكي يحفظوا امن المواطنين ويضمنوا لهم الاستفادة من عمليات الاغاثة الانسانية. ضحايا طرابلس وقالت فرانس برس ان قنابل القيت الاحد قرب باب العزيزية مقر القذافي ما ادى الى رد من المدفعية الليبية المضادة للطيران استمر حوالى اربعين دقيقة. وكان التلفزيون الليبي ذكر ان مئات الاشخاص تجمعوا امام باب العزيزية ومطار العاصمة للدفاع عنه. وقال مسؤول ليبي لوكالة فرانس برس ان 48 شخصا على الاقل قتلوا و150 جرحوا، معظمهم من النساء والاطفال، في ضربات التحالف. وبدأ الهجوم بغارة جوية قصفت خلالها طائرة حربية فرنسية آليات تابعة لقوات الزعيم الليبي. وذكر التفزيون الليبي نقلا عن متحدث باسم الجيش الليبي ان اهدافا مدنية في مدن طرابلس ومصراته وزوارة وبنغازي وسرت الساحلية تعرضت السبت لغارات معادية. ومن جهة اخرى، اكدت مصادر طبية ان اكثر من تسعين شخصا قتلوا مساء الجمعة والسبت في المعارك التي دارت اثر مهاجمة القوات الموالية للنظام الليبي لقوات المعارضة في بنغازي.