ساد هدوء حذر الوضع العسكري في ليبيا بعد ليلة قصف مكثف نفذته طائرات رافال فرنسية ومقنبلات ''بي ''52 الاستراتيجية الأمريكية وطائرات طورنادو البريطانية وصواريخ طوماهوك الأمريكية المختصة في دك المواقع المحصنة.وكانت آخر الغارات نفذت فجر أمس، ضد مطارات وقواعد إمداد عسكرية وقواعد للمضادات الجوية الليبية شاركت فيها 19 طائرة مقاتلة من طراز ''اف ''15 و''اف ''16 امريكية بالإضافة إلى طائرتين من طراز ''بي ''52 الاستراتيجية. وفي أولى عمليات التدخل الغربي ضد الأهداف الليبية كثفت قيادة العمليات المشتركة لقوة التدخل الدولية ضد ليبيا من قصفها المدفعي على أهداف عسكرية بإطلاق 124 صاروخا طويل المدى من سفن وغواصات في عرض البحر المتوسط تمكنت بواسطتها من تدمير 20 محطة للدفاعات الجوية الليبية وأنظمة دفاع جوى ومواقع اتصال استراتيجية، معظمها على ساحل البحر المتوسط في محاولة لتحييد هذه الدفاعات قبل الشروع في عمليات القصف الجوي للمدفعية وأرتال المدرعات التي يستخدمها الموالون للعقيد الليبي معمر القذافي لضرب المعارضة المسلحة. وحسب حصيلة أولية لهذه الهجمات فإن 48 مدنيا ليبيا لقوا مصرهم في هذه الغارات وعمليات القصف المدفعي وفق ما أكدته مصادر رسمية ليبية على عدة مدن ليبية. وأكد بيان للقوات المسلحة الليبية أن معظم قتلى هذه الغارات من الأطفال والنساء والشيوخ بعد أن تم استهداف منشآت مدنية وعسكرية في كل من العاصمة طرابلس ومدن مصراتة وبنغازي وزوارة وسرت. وكانت مصادر عسكرية أمريكية أكدت أن طائرات ''بي ''52 المقنبلة قامت بقصف قاعدة جوية للقوات الليبية ضمن خطة تقضي بتدمير كل الترسانة الجوية الليبية لتحييد كل الطائرات التي استعملها الموالون للعقيد الليبي في قصف أهداف المعارضة الليبية. يذكر أن التدخل العسكري الأمريكي جاء بعد أن أعطى الرئيس باراك اوباما موافقته على قصف أهداف ليبية محدودة بمبرر حماية المدنيين الليبيين. وأجمعت القيادات العسكرية للدول المشاركة في عمليات القصف أن الضربات الأولى كانت ناجحة. وقال الأميرال ميكائيل مولن القائد الأعلى للجيوش الأمريكية إن الضربات الجوية التي نفذتها طائرات أمريكية وفرنسية وبريطانية كانت ناجحة وستسمح بإقامة منطقة حظر جوي في ليبيا. وأكد أن أيا من الطائرات الليبية لم تقلع من أرضية المطارات الليبية منذ انطلاق عملية الهجوم العسكري تطبيقا لبنود اللائحة الأممية .1973 وأضاف أن الوحدات الموالية للعقيد القذافي أوقفت هجماتها البرية على مدينة بنغازي التي اتخذها المجلس الانتقالي الليبي معقلا له. وأكدت قيادة سلاح الجو البريطاني من جهتها أنها جد مرتاحة لنتائج العمليات العسكرية التي نفذتها طائراتها المقنبلة ضد الأهداف الليبية. وتحدث مساعد الماريشال فيل اوسبورن عن الطريقة التي تم بها تنفيذ العمليات العسكرية ليلة السبت إلى الأحد ولكنه رفض الإشارة إلى النتائج التي حققتها الضربات الجوية على الميدان. وقال الجنرال البريطاني جون لوريمير انه ''من الصعب في الوقت الراهن إصدار حكم على نتائج هذه الضربات'' واكتفى بالقول أن الهدف الرئيسي منها كان تدمير الأهداف التي تشكل تهديدا على إقامة منطقة الحظر الجوي وان العمليات ستتواصل متى استدعت الضرورة ذلك. وكانت مصادر عسكرية فرنسية أكدت من جهتها أن طائرات ''رافال'' ومقنبلات ''ميراج ''2000 تمكنت من تدمير العديد من المدرعات والدبابات التابعة لوحدات الجيش الليبي في انتظار وصول حاملة الطائرات ''شارل ديغول'' إلى عرض السواحل الليبية للمشاركة في العمليات العسكرية ضد الأهداف الليبية. وذكرت مصادر ليبية أن الدفاعات الجوية الليبية تصدت للعديد من الطائرات المشاركة في الغارات الجوية وخاصة في محيط مقر إقامة العقيد الليبي معمر القذافي في باب العزيزية بالعاصمة طرابلس وأكدت تمكنها من إسقاط طائرة فرنسية وهو ما سارعت القيادة العسكرية الفرنسية إلى نفيه في حينه.