قصف خطوط إمداد قوات القذافي في المرحلة الثانية لشل قدرتها على القتال معارك طاحنة وعشرات القتلى في بنغازي و مصراتة - صرح رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية الأميرال مايكل مولن أمس أن المرحلة الأولى من الضربات العسكرية ضد القذافي حققت نجاحا وأن قواته لم تعد تزحف باتجاه بنغازي، مضيفا أن المرحلة المقبلة ستكون مهاجمة خطوط إمدادها لشل قدرتها على القتال. وأوضح مولن في تصريح لشبكة "سي أن أن" أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها أحرزوا أمس أمسأبعض التقدم ولكن ما زال هناك الكثير لتحقيقه على حد تعبيره، وأكد أن قوات القذافي لم ترسل أي طائرة للجو خلال الأيام القليلة الماضية، في وقت قامت ثلاث مقاتلات "بي-2 شبح" أمريكية بإلقاء أربعين قنبلة على قاعدة جوية ليبية، بهدف تدمير قسم كبير من سلاح الطيران الليبي، كما قامت الطائرات الحربية الأمريكية في الوقت نفسه بملاحقة قوات برية بهدف تدميرها. وبدأت الحكومة الليبية أمس في توزيع أسلحة على أكثر من مليون شخص حسبما نقلته وكالة الأنباء الليبية عن مصادر في وزارة الدفاع الليبية، فيما أكد مصدر طبي استند إلى أرقام حكومية أن عدد القتلى نتيجة للضربات الجوية الغربية ليلة السبت قد ارتفع من 48 إلى 64، وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن هؤلاء توفوا متأثرين بجراحهم لذلك ارتفع عدد القتلى، دون أن يتسى التحقق من هذا الرقم من جهة مستقلة وفي بنغازي أكدت مصادر طبية وصحافيو "فرانس برس" أن أكثر من 90 شخصا قتلوا مساء الجمعة والسبت في المعارك التي دارت إثر مهاجمة القوات الموالية للنظام الليبي لقوات المعارضة في بنغازي معقل الثوار في شرق ليبيا، وأشار طبيب من مستشفى جلاء في وسط بنغازي إلى استقبال 50 جثة و إصدار 35 شهادة وفاة أمس، موضحا أن بين الضحايا مدنيين. كما ذكر صحافيون من "فرانس برس" أن هناك تسع جثث تعود لمقاتلين موالين للقذافي في قاعة أخرى من المستشفى، وأنه ينتظر وصول جثث أخرى، وهي حصيلة المعارك العنيفة التي دارت مساء الجمعة وصباح السبت إثر الهجوم بالأسلحة الثقيلة الذي شنته قوات القذافي على الأحياء الغربية من بنغازي ما دفع آلاف السكان إلى الفرار من المدينة. من جهتهم قال سكان في مصراتة أن قوات القذافي دخلت أمس وسط المدينة التي يسيطر عليها المحتجون بالدبابات وأن إطلاق النيران أسفرت عن سقوط عدة قتلى، وصرح أحد السكان لوكالة "رويترز" في مكالمة هاتفية أن قناصة قتلوا شخصين أمس ما زالوا فوق أسطح المباني وأنهم مدعومون بأربع دبابات كانت تمشط البلدة مؤكدا أن الناس لا يمكنهم حتى الخروج من منازلهم، فضلا عن وجود قوارب تطوّق الميناء وتمنع وصول المساعدات إليهم، وقال متحدث باسم المقاتلين في مصراتة أن هناك قتالا بين المحتجين وقوات القذافي التي دخلت بالدبابات إلى وسط المدينة مشيرا إلى هناك ضحايا كثيرون لا يمكن إحصاؤهم على حد تعبيره. وذكر موقع "العربية- نت" نقلا عن مصادر مطلعة، أن كتيبة عسكرية تابعة للقذافي احتلت ظهراً السبت حقل النافورة النفطي الواقع جنوب مدينة طبرق والذي يبعد عنها بمسافة لا تقل عن 300 كليومتر، وأضافت ذات المصادر أن الغموض لازال يسيطر على موقع الحقل التابع لشركة الخليج العربي الليبية والذي تم الاستيلاء عليه بواسطة قوات مسلحة، مضيفة أن 120 سيارة عسكرية اتجهت إلى حقل "مسلة" النفطي للاستيلاء عليه أيضاً، وقالت إن الحقل ينتج 90 ألف برميل يومياً، وأن الاتصال مع العاملين في المشروع قد انقطع، وأعربت مصادر قريبة من شركة الخليج العربي عن مخاوفها على مصير العمال الليبيين والأجانب العاملين في الحقل. هشام/ع