أشرف أمس رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بعاصمة الزيانيين على الإفتتاح الرسمي لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية الذي إحتضنته خيمة عملاقة نصبت بأعالي هضبة لا لاستي قبالة فندق »رونبيسونس« الجديد بحضور عدد كبير من الوزراء الجزائريين منهم مراد مدلسي وعبد العزيز بلخادم وعمار غول ودحو ولد قابلية والطيب بلعيز ورشيد حراوبية وخليدة تومي وغلام الله وبعض وزراء وسفراء الدول المشاركة المعتمدين ببلادنا وكذا عدد من المسؤولين ورؤساء الأحزاب والفنانين الذين قدموا من مختلف أنحاء الوطن لحضور الإفتتاح الرسمي لهذا الحدث الثقافي الكبير وتميز حفل الإفتتاح الرسمي للتظاهرة بتقديم ملحمة ضخمة تحمل عنوان »تلمسان صدى الإيمان « من توقيع المايسترو اللبناني عبد الحليم كركلا الذي باتت أعماله ترتكز على تراثنا الشعبي بغية تسويق ثقافتنا العربية في أبهى وأجمل صورة لشعوب العلام برمتها حيث أبدع كركلا في إستعراض وإستحضار مراحل هامة من تاريخنا وحضارتنا الإسلامية وفق تسلسلها الزمني وتسليط الضوء على ما تحمله من قيم إنسانية وثقافية وما تزخر به من زخم حضاري تفننت في تجسيدها نخبة من الفنانين الجزائريين في الغناء والتمثيل والكوريغرافيا والسينوغرافيا، كما تخللت العرض مؤثرات بصرية زادت من جمالية المحلمة ومن روعة الحفل إستهلت بالحقبة التي ميزت تلمسان قبل دخول الإسلام وصولا إلى الفتوحات الإسلامية على يد أبي المهاجر دينار وبعده عقبة بن نافع ثم الحملات العسكرية التي إعترضت سبيلها إذ لم تقو على عظمة الإسلام ولم تحد من إنتشاره بل ساهمت في خلق وحدة ثقافية وإجتماعية وعقائدية وسياسية لمت شمل وشتات قبائل المنطقة فكانت بذلك خير أمة أخرجت للناس دعمت في ذاكرة المنطقة لحد الآن كما يشيد العرض في مجمله بالتلاحم بين الثقافتين الإسلامية والأمازيغية الذي أفرز تحولات في مختلف الميادين والمجالات لا سيما الثقافية والعلمية والإجتماعية والعمرانية مما جعلها تشكل طرفا فاعلا في الحضارة الإسلامية . من جهة أخرى يعكس هذا العمل الضخم الذي صمم بعناية فائقة مدى إمتداد الفتح الإسلامي من قبل أبناء المنطقة وصولا إلى الأندلس مع إبراز أهمية المشروع الحضاري الذي حمله المسلمون في مغارب الأرض بعدما أخذوا على عاتقهم مهمة نشر الإسلام وتعاليمه السمحة لإخراج هذه المنطقة الهامة على خريطة المغرب العربي من سيطرة الديانات الأخرى لقد كان العرض رحلة ممتعة سافر من خلالها الحضور في أعماق التاريخ وتجولوا في تفاصيل حقبة الغابرة الممتدة إلى آلاف السنين التي تعاقبت على بلادنا لخصها كركلا في أثنى عشر مشهدا إستهلت بإستعداد سكان منطقة أغادير التلمسانية للدفاع عن أرضهم وتبعهم عقبة بن نافع وجيوشه الحاملين لرايات الإسلام على إمتداد أسوار أغادير العالية في حين جاء المشهد مؤثرا بتعالي الأصوات المكبرة بالخالق الجبار مما دفع الكاهنة بالإستنجاد بالعرافين لإكتشاف هذا المصير حيث يقرر الملك كسيلة لقاء قادة المسلمين ليحتكم الحق والإيمان بينهما فيأتي المسلمون وهم حاملون رسالة النور والدعاء بالمغفرة لكسيلة ملك البربر فتترك الكاهنة وصية لولديها قبل أن تبرح المكان وتسكن الزمان وتثبت الرسالة في المشهد الثامن بإعلاء كلمة الحق وبطلوع شمس الإسلام مشهد مليئ بالعبر والحكم التي لقنها لنا الإسلام في غمرة الإحتفاء بنهضة الجزائر التي كتب لها مجد الأمة وعظمة التاريخ من خلال لوحات تحاكي جزائر اليوم في ظل الحكم الراشد ودوره الفعال في بناء جزائر السلام ساهم في إنجاز هذا العمل الملحي نخبة من الأدباء والمثقفين والفنانين على غرار الدكتور إنعام بيوض والشاعر جمال فوغالي وبدرمناني وبلقاسم زيطوط الذي أدى دور أبي المهاجر دينار وكذا الملحن محمد بوليفة في حين تقاسم أدواره الأساسية كل من إبراهيم رزوق وجميلة بحر وبن خليفة عبد الباسط ومحفوظ بركات وباديس فضلاء وفايزة أمال ولمياء بوسكين بالإضافة إلى فرقة الديوان الوطني للثقافة والإعلام وطلبة مدرسة ألحان وشباب تدشين المطار الجديد وفندق »رونيسونس« وكان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة قد حل أمس بتلمسان في زيارة عمل وتفقد تدوم يومين سيطلع ويدشن خلالها جملة من المشاريع الهامة والصروح الثقافية التي تدعمت بها الولاية ولدى وصوله إلى مطار تلمسان إستقبل رئيس الجمهورية بالقاعة الشرفية للمطار الرئيس الأسبق السيد أحمد بن بلة وكذا بعض أفراد من عائلة مصالي الحاج، وشهد اليوم الأول من زيارة الرئيس تدشين المطار الجديد زناتة »مصالي الحاج« حيث كان في إستقباله هناك كل من السيد أحمد بن بلة وأفراد من عائلة مصالي الحاج كما دشن أيضا فندق »رونيسونس« التابع لسلسلة »ماريوت« العالمية الذي شيد بأعالي هضبة لالاستي وهو صرح سياحي ضخم عزز هياكل الإستقبال بالولاية وهناك أقام رئيس الجمهورية مأدبة غذاء على شرف الضيوف والمشاركين في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية . وكان رئيس الجمهورية قد حظي لدى حلوله بتلمسان بإستقبال جماهيري حار بوسط المدينة التي كانت تعج بحشود من الجماهير الغفيرة الذين خرجوا من منازلهم كبارا وصغارا وجاءوا لتحية الرئيس هاتفين بحياته حاملين صوره على وقع طلقات بارود الخيالة وإيقاع مختلف طبوع الموسيقى الشعبية وزغاريد النسوة في مشهد يوحي بأهمية هذه الزيارة ومكانة الرئيس في قلوب سكان المنطقة.