فاجأ، أمس، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، المدعوين على هامش افتتاح تظاهرة “تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية“، وخاصة إطارات الدولة وأعضاء الطاقم الحكومي والوفود الأجنبية، بإلقائه خطابا للأمة، كان مبرمجا مساء اليوم، على الساعة السابعة والنصف مساء، خلال حفل فني ضخم، وسط خيمة كبيرة نصبت بهضبة “ لالة ستي” الواقعة ببلدية المنصورة. وحوٌل خبر إلقاء الرئيس لخطاب بالجزائر العاصمة، الأنظار التي كانت مركزة على حفل “ لالة ستي”، إلى نشرة الثامنة، خاصة بالنسبة إلى التلمسانيين، الذين كانوا متشوقين لمشاهدة موكب مشكل من عربات مزينة تمر وسط المدينة، وفضل الكثيرون منهم متابعة الخطاب، بينما بقي المتفرجون على الموكب يتساءلون عن القرارات التي أعلنها الرئيس، خاصة أن بيان رئاسة الجمهورية، كان قد أوضح صبيحة أمس، أنه يتضمن قرارات سياسية واقتصادية هامة، تندرج في إطار تعزيز المسار الديمقراطي وتسريع المخططات التنموية. ورغم التحضيرات الكبيرة التي عرفتها ولاية تلمسان لاستقبال رئيس الجمهورية اليوم، إلا أن تغيير مكان إلقاء خطابه من تلمسان إلى الجزائر العاصمة، وكذا توقيته من خلال تسبيقه بيوم قبل موعده المقرر، لم يغير في برنامج زيارته ولم يقلل من حماسة مواطني الولاية لاستقباله بحرارة “ابن المدينة العائد إليها”، بل على العكس ترك الخطاب انطباعات بالرضا في الأوساط الشعبية التي كانت تترقب قراراته الهامة، في حفل افتتاح التظاهرة. وعكس ما توقعته بعض الجهات، لم يغضب هذا التغيير المفاجئ لموعد ومكان الخطاب سكان مدينة تلمسان، لأنهم كانوا يريدون أن تكون ولايتهم، مسقط رأس الرئيس، أرضية تاريخية لإطلاق الإصلاحات السياسية، بالتزامن مع حدث هام بالنسبة للجزائر، وهو احتضانها لتظاهرة الثقافة الإسلامية. وعمد رئيس الجمهورية إلى إلقاء خطابه مساء أمس من الجزائر العاصمة، بسبب برنامج زيارته المكثف إلى ولاية تلمسان، المتميز بتدشينه عددا من المرافق الثقافية الإسلامية، ومع ذلك سيلقي خطاب الافتتاح في الحفل الفني الافتتاحي سهرة اليوم، يخصه فقط للتظاهرة، وهو حفل مطول انطلاقا من خيمة كبيرة نصبت خصيصا لإطلاق التظاهرة. وقالت مصادر موثوقة من رئاسة الجمهورية، إن الرئيس لن يدشن كل المشاريع المبرمجة، وسيوكل المهمة إلى أربعة وزراء، هم وزير الشؤون الدينية والأوقاف عبد الله غلام الله، وزير العدل الطيب بلعيز، وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلية ووزير التعليم العالي، رشيد حراوبية، الذين سيشرفون على المشاريع التالية: المسجد الكبير، قصر العدالة، مقر دائرة منصورة الجديدة، الحي الجامعي ألفي سرير و 10 آلاف مقعد بيداغوجي.