حظي رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة باستقبال حار لدى وصوله أمس، مدينة تلمسان في زيارة عمل تدوم يومين، سيقوم خلالها بتدشين منشآت تنموية مختلفة تعود بالنفع على الواقع الاجتماعي لهذه الولاية التي لا يختلف مسارها التنموي عن ولايات الوطن الأخرى. وقد كان الرئيس بوتفليقة مرفوقا خلال هذه الزيارة بطاقم وزاري يمثل مختلف القطاعات التي سيتوقف عندها في سياق الاطلاع على سير الأشغال والاستماع إلى الانشغالات التي قد تعيق الدفع بالمشاريع المدرجة. وأشرف رئيس الجمهورية على الافتتاح الرسمي لتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ''2011 سهرة أمس، خلال حفل رسمي جرى في خيمة نصبت على مستوى هضبة ''لالة ستي'' التي ترتفع ب600 متر على مستوى البحر والمطلة على المدينة. وستسمح هذه التظاهرة لمدينة تلمسان بأن تكون طيلة عام 2011 فضاء لنقاشات ولقاءات وتظاهرات فنية حول التاريخ والفن الإسلاميين. وقد كان شارع العقيد لطفي أمس، على أهبة الاستعداد لاستقبال الموكب الرئاسي منذ الساعات الأولى من الصباح، حيث اصطف المواطنون من مختلف الأعمار على الطريق الذي مر منه الموكب لتحية رئيس الجمهورية والذي تزين بالأعلام الوطنية واللافتات المرحبة بضيفهم في أجواء بهيجة صنعتها الفرق الفلكلورية والخيالة التي أطلقت البارود احتفاء بهذه المناسبة. وقد تجاوب الرئيس بوتفليقة الذي ترجل الشارع مع هتافات المواطنين المساندة له، حيث فضل في أحيان كثيرة مصافحة بعض المواطنين رغم التدافع عليه كأسلوب للتعبير عن فرحتهم لاستقباله في مدينتهم التي تعيش على وقع تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''. وأبرز ما ميز أجواء حفل استقبال رئيس الجمهورية هو حضور عائلة مصالي الحاج التي أبت إلا أن تتنقل لاستقباله كرد للجميل على رده الاعتبار لهذا المناضل التاريخي. ويكفي أن مطار تلمسان قد تمت تسميته باسمه عرفانا لما قدمه من دور ريادي في إرساء تصورات الاستقلال الوطني في ظل الوحدة الوطنية. وبذكر المطار فقد كان تدشين المحطة الجديدة لمطار مصالي الحاج أول محطة في زيارة رئيس الجمهورية الذي كان في استقباله هناك الرئيس الأسبق احمد بن بلة رفقة السلطات المحلية. ويسمح تشغيل هذه المنشأة الجديدة بمضاعفة عدد المسافرين العابرين عبر المطار والمقدر عددهم حاليا بحوالي 100 ألف مسافر سنويا، حيث سيساهم هذا الإنجاز في تحسين الخدمات المقدمة. وبعد الاستقبال الشعبي الكبير تنقل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى هضبة لالا ستي لتدشين فندق (لارونيسونس) التابع لسلسة ماريوت العالمية بتمويل جزائري كامل عكس ما تم تداوله بشأن امتلاك طرف عربي أسهما فيه. مثلما أكده لنا مصدر من ولاية تلمسان. ويحتوي الفندق على 206 غرفة ومكتب وقاعة للمؤتمرات وثلاثة مطاعم ومسبح وملاحق للخدمات المختلفة. ودامت الأشغال به 16 شهرا وتم الانتهاء منها خلال الشهر الجاري. وبمناسبة احتضان المدينة لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية فقد أقام الرئيس بوتفليقة على شرف ضيوف التظاهرة مأدبة غذاء بالفندق الجديد الذي يعد تحفة معمارية رائعة. ومن بين المدعوين لهذه المأدبة كان حاضرا على وجه الخصوص رئيس الجمهورية الأسبق السيد احمد بن بلة ومسؤولون سامون في الدولة وعدد من أعضاء الحكومة وفنانون جزائريون إلى جانب ضيوف بارزين تمت دعوتهم لحفل افتتاح هذه التظاهرة. كما حضر هذه المأدبة المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) الدكتور عبد العزيز التويجري وممثلون عن بلدان غير أعضاء في هذه المنظمة وحوالي 80 سفيرا. مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان: م /خلاف