تتواصل فعاليات الأيام الثقافية خلال هذا الشهر خاصة ضمن العرس الثقافي الذي تشهده بلادنا بحركية ونشاط، فقد عرف المسرح الجهوي »عبد القادر علولة« في هذا الإطار أول أمس الجمعة، العرض الأول للمونولوج للفنانة بختة بن ويس صاحبة الظل الخفيف والرصيد الفكاهي المتميز ...تحت عنوان »الحلم« لمخرجه سمير زموري وقد تطرق الى قضية المرأة ومكانتها ومعاملة المجتمع الرجالي لها، وكانت الفنانة في إستعراضها هذا تبعث برسائل صريحة وساخرة تكشف جوانبها عن الحياة الزوجية وما يرافقها من مسرات ومشاكل، لكن يبقى الحلم الذي زجّ ببختة في دوامة التطلع لأن تصير رئيسة النساء في عالم يفصلها عن عالم الرجال بحائط سمته حائط برلين، هو حتما ذلك الحاجز النفسي الذي يعيق التواصل السليم بين الجنسين، كان هذا الحلم رهانه خاسرا ونجاحه الوحيد هو الإمساك بفطرتنا وبساطتنا وطبيعتنا نساء ورجالا حتى نتمكن أن نحيا بعيدا عن صخب المادة وإغراءاتها المطردة، هذه أقوى الرسائل التي وجهتها الفنانة للحضور الكثيف الذي حرص على المشاهدة والتجاوب مع فصول هذه المغامرة. وتتراوح فقرات العرض بين تصاعد وخفوت لكل موقف يجسد وضعية المرأة في قالب ساخر، زاد من حرارته طريقة الكلام بتلقائية وهرانية وبتحريك صور تشخيصية متعددة هي حتما تعيش في وسطنا، برعت بختة في تقمصها على الركح. وتكون بختة بهذا العرض الذي يعتبر أول تجربة »ألوان ومان شو« بالنسبة لها قد حققت دورا هو من أعلى مستويات الآداء المسرحي، وهو لون صعب إذ ينطلق من حديث النفس كشخص وحيد يؤدي ويحاكي أدوار الشخصيات عدة في تعبيرية وسيلتها الوحيدة التحركات والملامح والنبرات. ومما زاد في إنجاح هذا العمل تمكن الإخراج والسينوغرافيا من إضاءة وصوت وموسيقى في إبراز أهم اللحظات والوقفات التي تشكل عقدا للقطعة المسرحية هذه. وتبقى الساحة الثقافية عامة ومسرح عبد القادر علولة خاصة ينتظر مشاركة وزخما للفن الرابع في إتحاف وإمتاع يشبع شغف الوهر انيين وغيرهم بهذه الطلات والخرجات التي تعكس حياتهم من وجهة كوميدية في ظل سيطرة الجمود والمادية على فصول حياتنا، وبهذه المسرحية الفردية تكون بختة قد أضافت لرصيدها التمثيلي والفني لبنة جديدة، بعد ولوجها في عالم الفكاهة مع ثلاثي أمجاد لتتواصل النتاجات مع ثلاثي مصطفى وحزيم وحميد ومجموعة أقلام فيديو أسهمت في إثراء وتعميق أداء الفنانة كوميديا وأخيرا ونحن نهم للرجوع إنطباع حسن عن العرض كانت للجمهورية هذا الإستطراد مع صاحبة العمل أو السيدة الرئيسة كما هو منصوص في سيناريو المونولوج ولقد صرحت بختة على هامش العرض بأنها »كانت تجربة ممتازة وفريدة، أردت من خلالها أن تتحدى وتبرز من خلالها عن إمكاناتها وطاقاتها وقالت أيضا يجب أن نبدع في تواصلنا نساء ورجالا من خلال كسر حاجز الريبة والإحتقار ونبني من خلال ذلك التكافؤ والتضامن. ولقد أهديت لهم هذا اللون في خرجة مقصودة للتطور والتغيير وقد سعدت بالحضور وبجمهوري الذي بعث لي أجمل هدية عبر تصفيقاته وإبتساماته التي لم تتوقف والتي تعبر عن أشياء كثيرة«.