صدرت مؤخرا بوهران الباهية، الأعمال الكاملة لعبد القادر علولة في ثلاثة أجزاء تشمل جميع أعماله المسرحية. عبد القادر علولة المسرحي المنتج الذي قفز بالمسرح الجزائري قفزة نوعية، ومن أهم أعماله في هذه المجموعة الجزء الأول العلق الخبزة و»حمام ربي«، أما الجزء الثاني فيضم »الوال« و»الأجواد« »اللثام« ويضم الجزء الثالث والأخير »حمق سليم« و»قصص عزيز نسين« و»التفاح« وكذلك »أولو كان خادم السيدين« وترجم المجموعة جمال بن عربي والمراجعة جمال صدقي، وقد صدر هذا المجهود الكبير عن دار النشر التفاحات الثلاث بوهران، بمساعدة عائلة المرحوم عبد القادر علولة والممثل القدير إبراهيم حشماوي وبدعم من وزارة الثقافة والفنون. وحسب المسرحي مراد سنوسي المكلف بتقديم الاعمال الكاملة لعبد القادر علولة، فإن المبادرة تحسب لجميع المشاركين الذين نجحوا في تحقيق الحلم الذي جسده على أرض الواقع، حيث ستتوفر الأعمال الكاملة لعبد القادر علولة للباحثين والمهتمين بالمسرح. ومن جانبها، أعلنت السيدة جميلة بريكسي صاحبة دار التفاحات الثلاث، أن هذا العمل تطلب جهدا كبيرا خاصة في تصحيح وقراءة النصوص الأصلية الموجودة لدى عائلة علولة، والتي وضعت كل ما لديها بين أيدي الساهرين على أطرافها. كما أضافت صاحبة دار التفاحات الثلاث، أن تكريم علولة من خلال هذا العمل، جعل الدار تفكر في تكريم صديقه محمد جليد، وهو أستاذ علم اجتماع بجامعة وهران، وذلك من خلال جمع أشعاره وطبعها في ديوان. أما فيما يخص مدير مسرح علولة السيد »عزري«، عبر بأن المبادرة عرس حقيقي، كما أكد أن طبع الأعمال الكاملة للمرحوم عبد القادر علولة، كانت حلم جميع الفنانين لأنها تستحق أن تؤرخ. وللتذكير، فقد حضر هذا الحدث جمهورا غفيرا من الوجوه الثقافية لوهران، هذا بحكم عظمة اعمال الرجل، كما تخللت المناسبة شهادات حية لأصدقاء المرحوم ممن عايشوا نضاله الثقافي وإصراره على مواقفه النبيلة. وأكدت الممثلة »فضيلة حشماوي« أن »علولة يجمعنا في حياته ومماته«، أضاء حياة الأفراد والمتواضعين، وسلّط الضوء بشكل عميق على المفارقات ومشاكل عصره، دون إغفال جانب السخرية بشاعرية مستوحاة من الثقافة التي كان متشبعا بها. يعد المؤلف والمخرج المسرحي عبد القادر علولة، واحدا من أهم المخرجين العرب والجزائريين الذين عمموا على تكييف أفكار »برشت«، وإنجازات المسرح الملحمي للجمهور الجزائري من خلال ربطها مع المخزون الهائل من التراث والثقافة الشعبية العربية عموما، معتمدا على أهم وسائل التوصيل التي تحقق العلاقة الفعالة بين الفنان والمشاهد، ولهذا بحث في التراث الجزائري والعربي عن تلك الأشكال المقبلة في المسرحية أو الدراما، وربطها بمفاهيم المسرح الملحمي حتى تنسجم ومتطلبات عرض مسرحي لجمهور ومجتمع ليس بالجتمع الأوروبي، حيث عمل علولة على تحقيق مسرح »الحلقة« شكلا وأداء وإنتاجية وفرجة، بعد أن توصل من خلال الممارسة العملية إلى قناعة شخصية أن القالب المسرحي الأرسطي ليس هو الشكل الملائم الذي يستطيع ان يؤدي به رسالته الاجتماعية في البيئة التي يتعامل معها، وقدم خلالها خمسة أعمال فنية ثرية.