يشارك الفيلم الجزائري القصير، "الاختطاف"، في المنافسة الرسمية لمسابقة الأفلام القصيرة لمهرجان "كان" في دورته الرابعة والستين، ممثّلا عن القارة الأفريقية. وينتمي الفيلم الذي أنتجه شباب من ولاية تيزي وزو، إلى نوع أفلام الحركة أو "الأكشن". وحسب منتجه يوسف أمزيان، فقد تمّ تصويره بتقنيات عالية، وإخراجه وفق تصوّر مستوحى من سينما هوليوود، حيث تم الاعتماد فيه على تقنيات الأبعاد الثلاثية من خلال استلهام العمل السينمائي الأمريكي. وعرض "الاختطاف" في الحادي عشر من شهر ماي الجاري، في إطار المنافسة الرسمية للدورة الرابعة والستين لمهرجان كان 2011، مع عدد من الأفلام الأجنبية وفيلم قطري وحيد، ليكون الممثل الوحيد للقارة الإفريقية في المنافسة نفسها، التي تنظّم على هامش المنافسة الرسمية للأفلام الطويلة، التي يترأس لجنة تحكيمها روبرت دي نيرو. ويروي العمل، الذي كتبه وأخرجه سفيان بلالي وشارك في تمثيله مجموعة من الفنانين الشباب، قصة اختطاف شاب في منطقة القبائل، وهي الظاهرة التي تزايدت خلال السنوات القليلة الماضية، وتُطلب فدية من عائلته، لكن وحدة البحث البوليسية المتخصصة تتمكن من تحرير الرهينة سالما والقضاء على أفراد العصابة. وكان الفيلم قد شارك في منافسة الأفلام القصيرة، ليتنافس على جائزة "الزيتونة" الذهبية لمهرجان الفيلم الأمازيغي بمدينة أزفون في تيزي وزو بالجزائر مع عشرة أفلام أخرى، في شهر مارس الماضي. وقال المنتج يوسف أمزيان "لقد جازفنا بإنجاز عدة تقنيات ومشاهد في الفيلم الذي تصل مدته إلى 35 دقيقة". مضيفا: "استعنا بالمروحيات التي تم تجسيدها بتقنية الثلاثية الأبعاد، كما قام البطل بالقفز من نافذة عمارة في الطابق الرابع إلى شقة أخرى في عمارة مقابلة بدون أية حماية، وكانت اللقطة أشبه بالخيال خاصة وأنها تجسد هروب أحد المتورطين في اختطاف الطفل بعد مطاردته من طرف الفرقة المتخصصة في البحث. وأعرب المنتج عن أمنيته في أن يفوز الفيلم بإحدى جوائز مهرجان كان السينمائي، لتشريف الجزائر أولا والقارة الإفريقية ثانيًا. وأضاف المتحدث "نتمنى أيضا أن نحظى بدعم وزارة الثقافة أو أية هيئة ثقافية أخرى لتمكننا من السفر إلى فرنسا، خاصة وأن إمكاناتنا المادية محدودة، كما أن إنتاج الفيلم في غياب أي دعم كلفنا كثيرًا". ويعد الفيلم ثاني عمل للمنتج؛ حيث أنتج فيلما آخر بعنوان "الحي" الذي يعالج ظاهرة المتاجرة وتعاطي المخدرات في أوساط الشباب. من جهته، قال مخرج الفيلم، سفيان بلالي، إن العمل يتناول قصّة شاب يدعى ''يوغرطا'' الذي يقوم يتجسيده الممثل داني يحياوي، ينحدر من أسرة بورجوازية، يتعرّض للاختطاف من قبل بارونات؛ حيث تلجأ إلى ابتزاز أسرته الثرية من أجل جني المال مقابل إطلاق سراحه، ما يدفع والده، ويجسده الممثل مراد سعيداني، للاستنجاد بالشرطة لإنقاذ نجله. وأوضح بلاّلي أن مشاهد الفيلم التي التقطتها عدسة كاميرا واحدة، بضواحي مدينة بوغني في تيزي وزو، تعتمد كثيرا على عامل الحركة (الأكشن)، المدعّم بمجموعة من المؤثرات الصوتية التي من شأنها خلق المتعة السمعية البصرية.