كشف المخرج السينمائي ''سفيان بلالي'' ابن منطقة بوغني (ولاية تيزي وزو) وصاحب ال 24 ربيعا، في تصريحه ل''المساء''، عن اسرار نجاحه في أول تجربة سينمائية وخوضه عالم السينما من بابه الواسع دون تلقيه أي تكوين في هذا المجال، حيث اخذ يهتم بالموسيقى ثم تصوير بعض الروبورتاجات وبعدها السينما، وأنجز عدة ''كليبات'' موسيقية ثم فيلم بعنوان ''City'' الذي تناول ظاهرة المخدرات في أوساط الشباب، بعدها فيلم خيالي ناطق بالأمازيغية يحمل عنوان ''Rapt'' أو ''الخطف'' مدته 35 دقيقة، بإمكانياته الخاصة. وذكر المخرج أن انتاجه السينمائي نال اعجاب لجنة اختيار الأفلام المشاركة في المهرجان السينمائي الدولي ''كان'' خلال الفترة الممتدة من 11 الى 22 من شهر ماي المقبل، حيث تم اختياره لتمثيل الجزائر في المهرجان، كما انه يعد الممثل الوحيد لإفريقيا والوطن العربي الى جانب فيلم قطري. مشيرا الى أن ذلك اكبر نجاح لفرقتنا السينمائية الشابة. وأعقب السيد بلالي حديثه، بأن هذه المشاركة ستحمل الكثير من الإيجابيات، فأولا كونه يمثل الجزائر في مهرجان عالمي ثم أنها تعد فرصة سانخة لاكتشاف العالم السينمائي وكسب خبرات وتجارب اكبر من خلال الاحتكاك والتعرف بالمخرجين السينمائيين الكبار، كما ان الفيلم نال اعجاب جمهور مهرجان الفيلم الأمازيغي في طبعته ال ''''11 الذي احتضنته ازفون وهو ما أعطى لنا أملا في أنه سيحقق نجاحا.ويحكي الفيلم قصة طفل في الغابة اصطاد عصفورا نادرا يسمى ''الحسون'' ووضعه في قفص، وفي اللحظة نفسها اهتزت المدينة على وقع اختطاف تلميذ في الطور الثانوي من طرف عصابة أشرار وتم اقتياده الى بيت مهجور وأمام غيابه المقلق انتشر الخبر في المدينة، وأثناءها قام المختطفون بمطالبة عائلة المختطف بدفع فدية قيمتها ملياري سنتيم مقابل إطلاق سرح ابنها والتي يجب توفيرها في 48 ساعة، ولم تجد العائلة من حل سوى إبلاغ مصالح الأمن بعملية الاختطاف، وشرعت بذلك مصالح الأمن في البحث والتحري على طريقة الأفلام البوليسية وتوصلت الى أحد المختطفين الذي كشف عن مكان احتجاز الطفل الذي تم تحريره.»الفكرة كانت جماعية ولأننا نعيش ظاهرة الاختطافات من حين لآخر وبناء على ذلك استقينا الفكرة من ذلك الواقع المعيش، وقررنا انجاز فيلم سينائي من نوع ''الأكشن'' والذي نحاول من خلاله نقل مخاطر وخلفيات هذه الظاهرة، وتقديم نصائح لمختلف افراد المجتمع الكبير والصغير لتجنب الوقوع ضحية وفريسة الظاهرة، حيث قمنا في بداية الأمر بتصوير فيلم تجريبي قصير مدته ثلاث دقائق، وبعد والانتهاء من العمل التقني والتركيب، تبين أنه بإمكاننا انجاز فيلم ''Rapt''«. هذا وقال المخرج السينمائي الشباب سفيان، أن الهدف من مشاركته في مهرجان الفيلم الأمازيغي في طبعته ال ''''11 كان بغرض الترويج لإنتاجه السينمائي، الذي يميل كثيرا الى الطابع السينمائي الأمريكي، ولكسب خبرة وتجربة في الميدان، كما كانت بمثابة رسالة للقائمين على قطاع الثقافة لدعوتهم الى الالتفاتة الى الشباب السينمائيين وتقديم الدعم لهم.وأشار المتحدث الى المشاكل المادية والتقنية التي واجهتهم لإنجاز الفيلم، حيث اقتصرت المساعدات على دعم بعض الاصدقاء والمواطنين، وكذا مصالح بلدية بوغني، من خلال توفير بعض التجهيزات، لكن لم تكن هناك أية مساعدة مالية، إضافة الى افتقار الفرقة لآلات تصوير محترفة، ولسد بعض الثغرات والعيوب تم الاعتماد على جهاز الكمبيوتر، وكذا مشكل في السيناريو، وهذا راجع الى كون الفرقة لم تتلق أي تكوين في هذا المجال، وقد تم العمل على تجاوز المشكل وتم التركيز على اختيار شخصيات تتميز بالبنية المرفولوجية لإنجاز فيلم مغامرات للتمكن من أداد الفيلم بشكل جيد وعلى طريقة ''الاكشن''، » فأنا أحب كثير هذا النوع من الأفلام وأتابع بشغف كبير أفلام الممثل ''ميل غيبسون''، ولإضافة الحماس على فيلم المغامرة، صورناه في غابات بوغني، في حين لم نتمكن من التصوير بحظيرة جرجرة بسبب رفض الحراس الذين طالبونا بإحضار ترخيص من الجهات المعنية«.وقال بشأن واقع السينما الأمايزيغية، أنها تشهد تطورا وتحسنا ملحوظا، حيث أخذت تعرف نوعا من التنوع في الأفلام الأمازيغية المنتجة بعدما كانت منحصرة في مواضع عاطفية وثقافية واجتماعية، » ونأمل أن يعمل هذا المهرجان على تنميتها، طالما أنه سيعرف من خلال هذا العرض بثقافتنا، لغتنا وتقاليدنا، وكذا هويتنا، وحتى السينما الجزائرية بصفة عامة«.