تم ترشيح الفيلم الجزائري القصير من نوع »الأكشن« »رابت« أو الإختطاف في المنافسة الرسمية لمسابقة الأفلام القصيرة لمهرجان »كان« السينمائي في دورته الرابع والستين المزمع إنعقادها في 11 ماي المقبل ليكون هذا الفيلم الجزائري هن الممثل الوحيد للسينما الإفريقية ليقف المنتج يوسف أمزيان إلى جانب أهم المخرجين العالميين الذين سيتنافسون عن اللقب علما أن فيلم »الإختطاف« هو من إنتاج مجموعة من الشباب من مدينة تيزي وزو وقد شارك هذ الأخير مؤخرا في فعاليات الطبعة ال 11 لمهرجان الفيلم الأمازيغي بأزفون الساحلية وحاز على إعجاب الجمهور ولجنة التحكيم نظرا لإعتماده على تقنيات عالية ومقاييس عالمية تتوافق مع السينما الهوليوودية . أما فيما يخص أحداث الفيلم فهي تتناول ظاهرة إختطاف الأطفال من خلال قصة طفل صغير يتم إختطافه من طرف مجموعة أشرار بمنطقة القبائل بالجزائر التي تطالب فيها بعد بالحصول على فدية من عائلته لكن وحدة البحث البوليسية المتخصصة تتمكن من العثور على الطفل وتحريره من هذه الصعابة التي يبدو أنها تختص في هذا النوع من الجرائم التي صارت من أكثر الظواهر الإنسانية إنتشارا في المجتمع الجزائري خلال السنوات القليلة الماضية لا سيما بمنطقة القبائل. وحسبما أكده المنتج يوسف أمزيان فإن فيلم »الإختطاف«هو ثمرة مجهود حقيقي لشباب تيزي وزو الذين عبروا عن رفضهم لهذا النوع من الجرائم مستخدمين السينما كرسالة واضحة وموقف صارم إزاء هذه الظاهرة الشنيعة مع العلم أن السيناريو قد كتبه سفيان بلالي وشارك في تمثليه مجموعة من المواهب الشابة الذين نجحوا في إيصال آراءهم ومواقفهم بكل موضوعية وشفافية ليضيف ذات المتحدث أن الطاقم الفني لفيلم »الإختطاف« قد إعتمد على تقنيات الأبعاد الثلاثية المستعملة عادة في العمل السينمائي الأمريكي حتى تصل المشاهد إلى مستوى عال من الإبداع الفني كإستعمال »المروحيات« مثلا التي جسدت بتقنية الثلاثية الأبعاد كما قام البطل أيضا في هذا العرض السينمائي بالقفز من نافدة عمارة في الطابق الرابع إلى شقة أخرى وذلك دون أية حماية تذكر من طرف الطاقم المختص وكانت اللقطة أشبه بالخيال حيث برع الممثل في تجسيد الحركة بكل إحترافية والمتمثلة في هروب أحد المتورطين في إختطاف الطفل بعد مطاردته من طرف الفرقة البوليسية إذا لم يمانع هذا الأخير في القيام بهده الحركة لإثبات قدراته السينمائية وتمثيله الإحترافي كما أن إرادة هؤلاء الشباب كانت الدافع الأول والكبير لتجسيد مثل هذه الحركات الخطيرة وغير المؤمنة وقد تحقق بالفعل حلم هذه المجموعة التي ستقف أمام ألمع نجوم السينما الهوليوودية والأوروبية وربما تفوز بإحدى جوائز مهرجان »كان« السينمائي ولم لا ؟! لتشرق الجزائر أولا والقارة الإفريقية ثانيا. ومن جهة أخرى فقد طالب المنتج يوسف أمزيان بضرورة الحصول على دعم من وزارة الثقافة لتمكنهم من السفر إلى فرنسا للمشاركة في فعاليات مهرجان »كان« السينمائي مؤكدا أن إنتاج الفيلم قد إفتقر لأدنى مساعدة مادية من طرف الجهات المختصة مما توجب عليهم الإعتماد على إمكانياتهم المحدودة ولا يقتصر الأمر على هذا فحسب بل إن المنتج يوسف أمزيان قد أنتج أيضا فيلما آخر بعنوان »الحي« الذي عالج من خلاله ظاهرة المخدرات والمتاجرة بها في أوساط الشباب لكنه لم يحظ بالنجاح الذي حققه فيلم »الإختطاف« . والجدير بالذكر أن لجنة تحكيم الأفلام القصيرة بمهرجان »كان« سيترأسها المخرج »ميشيل غوندري« الذي يعتبر أيضا مصور فيديو وموسيقي كما أخرج الأفلام القصيرة وصور سبعين كليبا موسيقيا في سبعة أفلام طويلة وسيتكفل في هذه التظاهرة الدولية بتسليم جائزة السعفة الذهبية للفيلم القصير خلال حفل توزيع الجوائز في 22 ماي المقبل إضافة إلى ثلاث جوائز للفائزين في فئة الأفلام القصيرة أما عن العرض الإفتتاحي لمهرجان »كان« السينمائي فسيشهد تقديم فيلم »ميدنايت إن باريس« الذي قامت ببطولته »كارلا بروني« زوجة الرئيس الفرنسي »نيكولا ساركوزي« والذي أخرجه »وودي ألن« حيث سيتم العرض بحضور لجنة التحكيم التي يترأسها الممثل الأمريكي »روبيرت دينيرو« وسيخرج هذا الفيلم في اليوم نفسه إلى صالات العرض في فرنسا علما أن هذا الأخير سيكون خارج المنافسة تلبية لرغبة المخرج »وودي ألن« الذي صور مشاهد الفيلم بالعاصمة الفرنسية »باريس«.