يشهد المهرجان الوطني للمسرح المحترف في الجزائر في طبعته السادسة حضورا عربيا ودوليا مكثف من خلال مشاركة كوكبة من الفرق المسرحية ومجموعة من النقاد والمخرجين الذين سيشرفون على تقييم العروض المشاركة ضمن المنافسة الرسمية ناهيك عن وجود المؤطرين الذين قدموا من مختلف الدول للإشراف على المتربصين ضمن الورشات التكوينية التي برمجتها لجنة المهرجان بهدف صقل المواهب الشابة وتعزيز قدراتهم المسرحية من إخراج وتمثيل وسينوغرافيا وغيرها من فنون المسرح والخشبة وليس هذا فحسب بل إن هذه الطبعة جد مميزة نظرا للمشاركة القوية والمنافسة الأقوى من طرف الفرق المسرحية والمسارح الجهوية عبر ولايات الوطن الذين سيعتلون الخشبة لتقديم أفضل ما عندهم من عروض إجتماعية ودرامية هادفة من شأنها أن تثري الحركة المسرحية الجزائرية وتدعم عالم الفن الرابع ببلادنا الذي هو بحاجة لمثل هذه الكفاءات الشابة والطاقات الإبداعية المميزة. ومن جهة أخرى فإن المهرجان لم يهمل أيضا المحطات الأدبية من خلال برمجته لعدد من الأمسيات الشعرية بدهف إحياء ذكرى أهم الشخصيات الأدبية العربية والجزائرية وذلك بمشاركة أسماء معروفة في فضاء الشعر والإلقاء الأدبي لتعزز برنامجها لندوات فكرية حول مسرح الطفل والنقد المسرحي وغيرها من المواضيع الهامة التي لها علاقة مباشرة مع المسرح وعوالمه وتأتي هذه المبادرة إلى جانب تخصيص فضاءات فنية أخرى كخلق فضاء يومي لرسم بورتريهات فورية مع الفنان التشكيلي إسماعيل مالكي وفتح معرض لبيع الكتب الأدبية بالتوقيع وذلك ببهو المسرح الوطني الجزائري. ولأن المهرجان صنع إسما خاصا به على الصعيد العربي والد ولي فقد كان من الضروري إستضافة بعض الشخصيات العربية التي لمع نجمها في سماء أب الفنون بهدف تكريمها على غرار الفنانة الأردنية قصر الصفدي والممثلة العراقية شذى سالم إضافة إلى الفنانة السورية أميمة الطاهر وغيرهم مع تكريم شخصيات جزائرية مثل سعاد سيكي ، ليندة سلام وجمال مريم وغيرهم ، وذلك بهدف فتح الأبواب أمام المشاركة العربية في هذا الحدث المسرحي الهام الذي تأسس في إطار استراتيجية وزارة الثقافة التي تسعى للنهوض بالفعل المسرحي في الجزائر خصوصا إذا تعلق الأمر بالمسرح المحترف الذي أصبح موعدا ثقافيا هاما من شأنه أن يصقل المواهب ويفتح أمامهم أبوابا واسعة للتكوين والحوار ضف إلى ذلك أنه أداة إجتماعية هامة تسمح بالإنتاج الغزير في الفضاء المسرحي. وتجدر الإشارة أن المهرجان الوطني للمسرح المحترف قد تأسس سنة 1985 برعاية وزارة الإعلام والثقافة حيث نظمت أربع طبعات في كل من الجزائر ، وهران وباتنة وعنابة وذلك بمشاركة المسرح الوطني الجزائري والمسارح الجهوية وكذا الفرق الهاوية، ليتم بعد ذلك التخلي عنه نهائيا عام 1989رغم نجاحه الكبير ولم يفتتح إلا بعد ترميم مؤسسة المسرح الوطني ليبدأ المهرجان رحلة جديدة نحو الإحتراف المسرحي من خلال استقطاب عدد كبير من المشاركين والوجوه المسرحية المعروفة من داخل وخارج الوطن وصار الآن المهرجان الأول في عالم المسرح دون منازع بعد أن خلق ديناميكية واسعة في فضاء الفن الرابع بالجزائر.