تتواصل في إطار برنامج المهرجان الدولي للمسرح بالجزائر العاصمة في دورته الثانية وإلى غاية 22 أكتوبر الجاري وعبر فضاءات جوارية عديدة، ورشات للتكوين يؤطرها نخبة من أهم الأسماء المسرحية والعربية المختصة التي ستمنح للفرق والتعاونيات المسرحية وأوليات الممارسة المسرحية بطرق منهجية وأكاديمية نقدية كما ستكون بمثابة فرصة لاكتشاف طاقات مسرحية شابة وما تكتنزه من مواهب بحاجة إلى الدعم في مختلف المجالات. وعليه فقد تعدّدت ورشات التكوين بتعدد عناصر اللعبة المسرحية على غرار ورشة الكتابة والتمثيل وكذا السينوغرافيا والإخراج ناهيك عن ورشة تقنيات الخشبة التي تقام لأول مرة حيث سيكون التركيز بالدرجة الأولى على عامل التكوين الذي يعتبر الأساس في تطوير المسرح حتى يتم تمرير الخبرات المتراكمة للجيل السابق والإستفادة من الحركية المسرحية في مستوياتها، وسيستفيد طيلة عمر الورشات مجموع الطلبة والجمعيات وكذا التعاونيات المسرحية مع التركيز على طاقم المسارح الجهوية التي تأسست حديثا على غرار ڤالمة، سكيكدة، معسكر، وأم البواقي على مكونات ممارسة هذا النشاط المسرحي بطرق منهجية وأكاديمية نقدية وذلك تجسيد للأهداف الإستراتيجية التي رسمها القائمون على مهرجان الجزائر الدولي للمسرح كتقليد أكاديمي جديد يؤكد أهمية التكوين في بناء رؤية مسرحية مستقبلية نوعية. وفي هذا الصدد، فقد تم إختيار عدد من المؤطرين الأجانب في إطار سياسة استغلال الآخر من أجل رفع مستوى المسرح الجزائري حتى يتسنى للمشاركين والمتربصين الإستفادة أكثر من البرنامج التكويني الذي يخصصه المشرفون لمختلف الورشات، وسيكون لهواة المسرح كذلك الحظ للإلتحاق بالورشات المفتوحة على مختلف الفنون والأشكال المسرحية. وتجدر الإشارة أنه سيكون كل من المسرحي السوري أنور محمد والدكتور نادر القنا من الكويت على موعد مع الطلبة بميدياتيك عبان رمضان التابعة لمؤسسة فنون وثقافة في ورشة تخصص للنقد المسرحي التي يديرها بالتداول وطيلة 8 أيام الثنائي أين سيستفيد الطلبة من خبرة وممارسة المختصين. كما يشرف الأستاذ هشام شكيب من فرنسا بقاعة عبد القادر سفير بالمسرح الوطني على ورشة الإخراج المسرحي وأبجدياته ومختلف الرؤى الحداثية حول الإخراج ومقارناته مع باقي الفنون الإخراجية سواء في القطاع السمعي البصري أو السينمائي. من جهتها، تحتضن دار الشباب مفدي زكرياء بسطاوالي ورشة التمثيل المسرحي التي يؤطرها الثنائي خالدة مجيد وليّ من العراق وإيفان روموف من تعاونية »لانش« بمارسيليا وتشهد مشاركة 30 طالبا ينتمون لمختف المسارح الجهوية الجديدة للوقوف عند مختلف تقنيات الحركة والتمثيل وضوابط التمثيل الركحي، فيما سيمنح الدكتور سعيد الناجي من المغرب في الورشة التي يشرف عليها أساسيات الكتابة المسرحية وتقنياتها وبنيتها فيما استحدثت لأول مرة ولدعم نخبة المسارح الجهوية الجديدة التي رسمتها وزارة الثقافة ورشة »تقنيات المسرح« التي زادت ورشات التكوين ثراء وأعطتها صبغة فنية خاصة خصوصا أن المؤطرين والأساتذة المسرحيين قد جاؤوا من مختلف الدول العربية والغربية مما يجعل المهرجان أكثر تنوعا وانفتاحا على العالم بمشاركة من العراق والسعودية وكذا ألمانياوفرنسا وانجلترا وغيرها من الدول الأوروبية التي عزّزت مشاركاتها في مختلف النشاطات سواء تعلق الأمر بالعروض المسرحية أو الورشات وكذا الملتقيات على غرار الملتقى العلمي الذي تمحور حول إشكالية »السّرديات وفنون الآداء الذي يترأس لجنته العلمية الدكتور نور الدين عمدون بالشاطىء الأزرق حيث مكّن من طرح العديد من الأسئلة وكان فرصة للفاعلين في الحقل المسرحي للمزج بين الجانب الأكاديمي الجامعي والممارسين للفعل المسرحي بغية تفعيل طرق منهجية جديدة.