مهزلة حقيقية ضربت في صميم الكرة الجزائرية بمراكش... سيناريو هزلي في مشهد درامي لا يمكن وصفه إلا بالكارثة التي هزت عرش الكرة وأحدثت صدمة موجعة يصعب نسيانها أو تناسيها لأن المنتخب الوطني بدا تائها وغائبا تماما عن مباراة العودة التي لم يكن أحد يتوقع نتيجتها المخزية.. والتي ستبقى وصمة عار أمام الجار، وستحفظ من دون شك رباعية الأسود في تاريخ الكلاسيكيات المغاربية ، لأنهم وبشهادة المتتبعين والعارفين بخبايا الساحرة استطاعوا أن يتفوّقوا على المحاربين بنتيجة لا غبار عليها... كانت ساحقة أكدت هشاشة الدفاع وعدم نجاعة الهجوم الجزائري الذي بقي شارذا طيلة فترات المباراة وغابت الخطة التكتيكية لبن شيخة الذي أكد للمرة الألف فشله الذريع في قيادة سفينة »الخضر« التي غرقت بمراكش ويصعب تقبل النتيجة التي آلت إليها مباراة المغرب والتي لا تليق بسمعة المنتخب الوطني العائد منذ شهور من المشاركة المونديالية بجنوب إفريقيا بعد تشريف الكرة العربية غير أن فرحة الجزائريين لم تكتمل بعد السقوط الحر »للخضر« في التصفيات القارية التي كشفت النقاب عن التواضع الفني والتكتيكي وعن عدم كفاءة الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة، إلى درجة عدم إيجاده الحلول المناسبة للخروج بأقل الأضرار من مباراة الجار تاركين المغاربة يعبثون بالمحترفين ويلحقونهم شر الهزيمة، فلا بوڤرة، ولا عنتر، ولا زياني ولا جبور ولا بودبوز ولا... ولا إستطاعوا أن يكبحوا جماح أسود الأطلس الذين أوقعوهم لقمة سائغة في شراكهم لتتوالى الأهداف بعد الخطأ الجسيم الذي ارتكبه مدافع الخضر عنتر يحيى ليكلفنا هدفا شرعيا للمغربي بن عطية، فلا يعقل أن لا يفرض هذا اللاعب المحترف في صفوف نادي بوخوم الألماني مراقبة لصيقة على مسجل هدف السبق للأسود لتنهار بعد ذلك معنويات لاعبينا وتوالت الأهداف التي قتلت المباراة وقضت على آمال الأنصار الذين لم يفهموا ما وقع في مراكش حيث ارتكبت أخطاء دفاعية بالجملة سمحت للمنافس بالتوغل في وسط الميدان ولم يجد الناخب الحلول في وسط الميدان ولا حتى أنه وفق في تحديد مناصب اللاعبين الأساسية. المهم يجب وضع مباراة المغرب بمراكش في طي النسيان لأن المسؤولية يتحمّلها الجميع وليس فقط الناخب الوطني الذي زاد من هول »الكارثة« لأن المشكل كان قائما من قبل وتحديدا منذ خروج فريقنا من المونديال لكن ضريبة الإخفاق لم تكن ثقيلة بشكل الذي يجرنا إلى هزيمة أخرى مدوية لم تكن متوقعة بالمملكة المغربية. وما يحز في نفس التقنيين والمدربين والشارع الرياضي حسب ما جاء في تصريحاتهم »للجمهورية« هو غياب روح المجموعة إلى درجة كل من شاهد أطوار اللقاء لم يفهم ما حدث للاعبينا الذين بدوا منهارين تماما في جميع الخطوط ولم تبن النسوج الكروية ، كما غابت الفعالية والمقابلة سارت في إتجاه واحد ولصالح المغاربة الذين عبثوا بالدفاع ونكلوا شر تنكيل بالهجوم والأكيد أن ما حدث بالمغرب لن يمرّ مرور الكرام على المسؤولين القائمين على شؤون »الفاف« والمطالبين بتفسير ما حدث بمراكش وما هو أكيد أن الهزيمة كشفت النقاب على عيوب في تسيير أعلى هيئة كروية ببلادنا.