مهزلة، كارثة، عيب، عار وحرام ما اقترفه لاعبو المنتخب الوطني في حق محبيهم الذين منهم من اكتفى بتناول ”كسكروت” ليفطر به في شهر الصيام لأجل تقديم الدعم المعنوي للأسود الذين كانوا للأسف مجرد دمى متحركة لم تتمكن من تحقيق الفوز أمام منتخب مجهري يحتل المركز 111 في ترتيب الفيفا، وهو منتخب تنزانيا الذي لعب مقابلة العمر مستغلا هشاشة لاعبي الخضر وافتقادهم للحرارة اللازمة إفلاس تام أظهر المنتخب الجزائري في خرجته أول أمس إفلاسا منقطع النظير حيث لعب بطريقة غامضة ويمكن وصفها بالساذجة، بعد التركيز غير المفهوم على الفتحات العرضية التي استأسد فيها الدفاع التنزاني دون أن يتفطن بلحاج ورفقاؤه لما كانوا يقومون به، وواصلوا إقامتهم لضجة بلا طائل لتنتهي المباراة بتعادل بطعم الخسارة. المفعول العكسي للكرات الثابتة رغم حصول المنتخب الجزائري على عشرات المخالفات القريبة من المرمى والركنيات إلا أن نقطة قوتهم في هذا الأمر انقلبت إلى ضدنا بعد تلقينا لهدف من مخالفة مباشرة من بعد 30 مترا، وهو الهدف الذي كان بمثابة حمام بارد لكل الجزائريين الذين ازداد ذهولهم في الشوط الثاني الذي لم يستغله لا سعدان ولا أشباله. سعدان...سعدان...سعدان أجمع كل الجزائريين على أن الناخب الوطني رابح سعدان هو المسؤول الأول عن هذه النكسة لخياراته التكتيكية الغامضة لدرجة التعقيد، كما أن ضبطه للتشكيلة الأساسية يطرح جملة من علامات الاستفهام والتعجب. أما تغييراته فحدث ولا حرج، وعليه فلسان حال الجميع يطالبه بالرحيل لكونه قدم كل ما بوسعه للمنتخب ولم يعد قادرا على تقديم المزيد، وما انتفاضة مدرجات تشاكر والشارع الرياضي الجزائري عليه إلا دليل على أن رحيله أضحى ضروريا أكثر من أي وقت مضى، وعلى سعدان التخلص من عناده حتى لا يمنح الفرصة لأحفاده أن يشبعوه بكلمات الاستهجان التي تصم الآذان... ماجر أقيل لتعادله مع أوغندا عندما يفشل أي مدرب في تحقيق النتائج فمصيره الرحيل سواء بالاستقالة أو بالإقالة، ومنتخبنا الوطني مشهور في هذا الأمر، فكم من مدرب أقيل مع صافرة الحكم، ولأن القائمة طويلة فنكتفي بالذكر لا للحصر المدرب ماجر الذي كان يحظى بدعم جماهيري منقطع النظير خاصة بعد فوزه على مصر، لكن في المباراة الموالية خسارته في تنزانيا بالذات زعزعته وتعادله بملعب 5 جويلية أمام أوغندا كان كافيا لإقالته. واليوم الأمر أسوأ مع سعدان لكون منتخبنا لم يقنع وأكثر من ذلك لم يسجل منذ مواجهة الدور ربع النهائي ضد كوت ديفوار التي تعود إلى تاريخ 24 جانفي الماضي، ورغم توالي المباريات إلا أن المستوى بقي في تقهقر ووصل لحد خسارتنا بقواعدنا أمام الغابون، وبعده نعجز ضد تنزانيا... فإلى أين ؟ وهل فعلا حول سعدان الخضر إلى خضرة فوق طعام. سعدان على خطى جداوي سعدان متمسك بالمنتخب على طريقة عبد الغني جداوي الذي أدى مشوارا سلبيا على طول الخط في بداية تصفيات مونديال 2002، فبعد تعادله داخل القواعد أمام السينغال ثم خسارته بالمغرب، خسر في مصر بخماسية ورغم ذلك رفض الاستقالة وتصرف تماما كسعدان أول أمس، وقد أقنعه ليلتها رئيس الفاف كزال بصعوبة بالرحيل. ويبدو أن روراوة مطالب بالاتصال الفوري بزميله عمر كزال ليفهمه كيف أقنع جداوي بالرحيل لتطبيقها مع سعدان، لعل وعسى ينجح في إطفاء نار الغضب الجماهيري. عدة لاعبين لا يصلحون للمنتخب سعدان أخطأ.. هذه حقيقة لا يمكن لأي كان أن يخفيها، لكن مهزلة أول أمس لا تتوقف عنده فحسب، بل تمتد أيضا للاعبين الذين كانوا خارج مجال التغطية، وتأكد الجميع من أن ما كل ما يلمع ذهبا بمعنى أن اللاعب القادم من أوروبا لا يعني أنه يستحق أن يكون دوليا خاصة وأن محترفينا يلعبون في أندية أقل ما يقال عنها أنها متواضعة ولا يوجد منهم من يصنع القرار في ناديه ويمنحه الانتصارات... المحليون أفضل منهم تألق شبيبة القبائل في دوري أبطال إفريقيا بلاعبين صغار أعاد الحديث عن ضرورة العودة للاعب المحلي في المنتخب. وصراحة هناك العديد من الأسماء الشابة القادرة على رفع الألوان الوطنية عاليا وليس استغلال المنتخب لرفع أسهمها في سوق اللاعبين. لكن سعدان أكد تعلقه بالمحترفين بدليل أنه بكى بحرقة على مغني الذي اعتبره كأحد أبنائه، وفي المقابل لم يتردد في جلد لموشية وشاوشي وألصق بهما أقبح النعوت...؟ استهتار الجدار ”بهدل” مبولحي دفع الحارس مبولحي ثمن استهتار زملائه الذين لم يقيموا الجدار بالكيفية اللازمة، بل كان مفككا ما سهل مهمة اللاعب التنزاني في التسديد مباشرة نحو المرمى والتسجيل على طريقة الكبار. واللوم لا يقع على الحارس بل على دفاعه الذي لم يقم بواجبه رغم أنهم ظلوا قبل المباراة يؤكدون أنهم لن يتساهلوا مع تنزانيا التي كشفت كل عيوبهم. بلحاج... طريق السد لا.. قدم لاعب السد القطري مردودا سلبيا بشهادة الجميع، حيث كان يلعب بعشوائية كبيرة ويستحوذ على الكرات الثابتة من مخالفات وركنيات بطريقة غريبة ودون أن يفيد بها المنتخب أو زملاءه، ما يعني أن اللاعب الذي هجر الدوري رقم واحد في العالم والتحق بالخليج يعاني نفسيا وذهنيا. وقد أكد أول أمس أن زميله مصباح أكثر رزانة منه ويستحق أن يتركه في دكة الاحتياط إلى حين استعادته لفورمته. غزال أقل لاعبي الخضر رداءة عندما استقدمنا غزال قيل بأنه قلب الهجوم الذي سيعيد لهجوم الخضر فاعليته، لكن الأيام كشفت أن اللاعب لا يجيد التهديف، ورغم تعدد أخطائه خاصة في المونديال، إلا أن سعدان احتفظ به كأساسي وفوق العادة، وقد أقحمه كظهير أيمن وصراحة كان موفقا أو لنقل أنه كان أقل لاعبي الخضر رداءة، لكن كل اللوم يقع على المدرب سعدان الذي لو كان جريئا لمنح هذا المنصب لشاب مثل ربيع مفتاح الذي هو ظهير أيمن حقيقي وتجريبه مع منتخب مثل تنزانيا قد يفتح له آفاقا واسعة لكن مع سعدان غزال أساسي. إصابة حليش كشفت محدودية مجاني عانى صخرة دفاع المنتخب حليش من إصابة ورغم محاولته إكمال المباراة إلا أن الآلام كانت أقوى منه فاضطر للخروج وترك مكانه لمن يحتسب أنه مونديالي، وهو كارل مجاني الذي كشف عن محدودية لا حدود لها، وأكد أنه لا يقوى على اللعب في قسم أعلى من الدرجة الثانية بفرنسا، وعلى سعدان أو من سيخلفه التفكير في بلكالام فسيجد أنه أكثر إفادة من المغترب المذكور. ڤديورة لأول مرة في مباراة الجزائر ضد أمريكا بجنوب إفريقيا كان على الخضر الفوز بهدفين على الأقل للتأهل إلى الدور الثاني، ومع تقلبات المباراة قام سعدان بخرجة غير مفهومة، وهي إخراج زياني الذي ينشط كوسط ميدان هجومي وتعويضه بڤديورة الذي يلعب كوسط ميدان دفاعي. وعندما استفهم حول هذا التغيير الغريب قال سعدان أنه أقحم ڤديورة لكونه يحسن التسديد من بعيد ومنتخبنا وقتها لم يكن بحاجة لصناعة اللعب للتسجيل ضد أمريكا، بل كانت التعليمات أي لاعب تصله الكرة وهو في وسط الميدان يبحث عن ڤديورة للقذف من بعيد لعل وعسى يؤهلنا للدور الثاني، ومنذ تلك اللحظة وڤديورة يطبق تعليمات مدربه التي أثمرت أخيرا بهدف رائع كشف محدودية الحارس التنزاني، لكن لمرة واحدة وفقط لغياب ”الكوتشينغ ”في المنتخب الجزائري إلى إشعار آخر... زياني فقد بريقه لا يزال زياني بعيدا عن مستواه فقد قدم أول أمس مردودا باهتا، وأبرز أخطائه احتفاظه غير المبرر بالكرة واللعب العقيم، وحاول عبثا استعادة تألقه في التصفيات بصنع كرة هدف، لكن كل محاولاته باءت بالفشل، ما يعنى أنه قد فقد بريقه وأن عملا كبيرا ينتظره لاستعادة مستواه سواء مع الخضر أو حتى مع ناديه فولفسبورغ بالبوندسليغا. زياية ما كان سيلعب أساسيا لولا إصابة مطمور أخيرا اعتمد زياية كلاعب في التشكيلة الأساسية لكنه وجد نفسه معزولا وأكثر من ذلك حجر عثرة لرفيقه جبور، بسبب غياب عمل وسط الميدان الذي لم يمده بالكرات، لكنه في اللقطات الكثيرة التي وصلته الكرة بدا مرتبكا أكثر من اللازم ولم يحسن التصرف كمهاجم وظيفته صنع القرار في منطقة العمليات، بسبب بطئه الشديد وغير المفهوم، ولم يكن زياية سيحظى بهذه الفرصة لولا تعذر مشاركة مطمور، أما جبور فقد كان الحاضر الغائب ولم يحس أحد بمشاركته. الشاذلي تائه في الملعب دخل الشاذلي في ال20 دقيقة الأخيرة والمعروف والشائع في كرة القدم أن البديل بحكم انتعاشه بدنيا يقدم دفعا إيجابيا لفريقه، لكن لاعب كايزر سلاوترن بدا تائها في الملعب ولم يقدم أي إضافة وهو ما زاد طينة الخضر بلة. مردود محتشم لبودبوز يبدو أن رحلة التأقلم مع الخضر ما تزال متواصلة للاعب بودبوز الذي لم يقدم ما كان منتظرا منه وقدم مردودا محتشما، ما جعل سعدان يسارع بتغييره على أمل استدراك الموقف بإقحام عبدون لكن دون جدوى، لكون هذا الأخير لم يهضم مواصلة الاعتماد عليه كاحتياطي، ما جعل دخوله لا يأتي بأي نتيجة. الحظوظ تتضاءل والتأهل يتطلب انتفاضة حقيقية خسر منتخبنا نقطتين من ذهب في التصفيات المؤهلة لكأسي افريقيا 2012 و2013 وحظوظه تتضاءل في إنهاء السباق في المركز الأول. وبما أن منتخبين فقط سيتأهلان بالمركز الثاني فيلزمنا انتفاضة حقيقية لتفادي فقد مكانتنا بالنخبة الإفريقية والعودة لنقطة الصفر، وكل هذا يجب أن يكون بتحرك سريع وفعال لكون المواجهة القادمة ستكون يوم 8 أكتوبر فهل سيتمكن الخضر من رفع هذا التحدي أم أن كل شيء انتهي قبل الأوان...؟