لم يعد مصير المنتخب الوطني بيده في تصفيات كأس إفريقيا 2012 الجارية حاليا وذلك بعد المهزلة التي حدثت أول أمس في مراكش أمام المنتخب المغربي، حيث أن الخضر مطالبون بالفوز في الجولتين المقبلتين أمام كل من تنزانيا داخل قواعدها وأمام منتخب إفريقيا الوسطى في الجزائر وأكثر من ذلك وجب عليهم انتظار ما ستفعله المنتخبات الثلاثة المتبقية في المجموعة، وهوما يعني أن مهمة التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا المقبلة أضحت شبه مستحلية خاصة وأن الرباعية التي تلقاها المنتخب في مراكش ستؤثر كثيرا على معنويات اللاعبين وتصعب عليهم الأمور أكثر لا سيما وأن تنزانيا وإفريقيا الوسطى لا يزال أمامهما بعض الأمل وبالتالي فسيرميان بكل ثقلهما في ما تبقى من مشوار التصفيات، حيث وفي حال العودة من تنزانيا بالزاد الكامل، سيرفع الخضر عدد النقاط إلى سبعة ولكن من الجهة المقابلة يجب أن تفوز إفريقيا الوسطى بهدفين على الأقل على المنتخب المغربي وهو الأمر الصعب لأن أسود الأطلس استعادوا كامل الثقة في انفسهم، وخلال الجولة الأخيرة، المنتخب الوطني مطالب بالفوز على إفريقيا الوسطى بنتيجة ثقيلة مع إلزامية انتهاء مباراة المغرب وتنزانيا بالتعادل. الفاف مطالبة بالتحرك لإعادة ترتيب بيت الخضر قبل فوات الأوان وأمام تضاؤل حظوظ الخضر في السفر إلى الغابون وغينيا الإستوائية في مطلع العام المقبل أولنقل إنعدامها تماما بعد نتيجة السبت الماضي، من الضروري أن يكون الاهتمام الآن منصبا على التحضير الجدي لتصفيات مونديال 2014 الذي يعتبر الحدث الأهم خاصة في ظل التغييرات التي طرأت على طريقة التأهل إلى هذه المنافسة والتي أصبحت أكثر صعوبة وتحتاج إلى نفس طويل، ولهذا فإن الفاف مطالبة بالتحرك قبل فوات الأوان وعليها أن تعيد تنظيم بيت الخضر وتبحث عن موطن الداء الذي أعاد الكرة الجزائرية إلى قاع البئر، فبدل مضاعفة العلاوات وتوفير كل ظروف الراحة، ينبغي أولا معاقبة كل المتسببين في الكارثة التي حدثت في مراكش والتي تركت انطباعا سيئا عن المنتخب الوطني على المستوى العالمي. روراوة يتمسك بفكرة المدرب الأجنبي والشارع يطالب بإعادة ماجر وبعد الإستقالة الرسمية التي تقدم بها المدرب عبد الحق بن شيخة والتي كانت منتظرة، أصبح الحديث الآن يدور حول هوية المدرب الذي سيقود سفينة الخضر خلال الجولتين المتبقيتين من التصفيات، حيث أضحى المجال مفتوحا أمام رئيس الفاف محمد روراوة لتجسيد فكرته بجلب مدرب أجنبي وهو في الحقيقة مطلب جماهيري لأن هذا الأخير سأتي بعقلية جديدة وبأسلوب مغاير في التعامل مع اللاعبين فضلا عن تطبيق الصرامة التي يفتقد إليها كلا من سعدان وبن شيخة والتي يعتبرها الكثير من التقنيين بمفتاح النجاح لدى أي مدرب، ولكن هناك معارضة شرسة يقودها البعض ضد فكرة التقني الأجنبي، حيث اكدوا أن التجربة كافية لاستبعاد هذا الأمر، فهناك عدد كبير من المدربين الأجانب ممن مروا على العارضة الفنية للخضر لكن لا أحد منهم استطاع تحقيق نتائج مرضية وأخذوا مقابل ذلك أموالا طائلة، وهناك أصوات أخرى تنادي بإعادة رابح ماجر إلى تدريب الخضر مع إعطائه كامل الصلاحيات في اختيار التشكيلة التي يراها مناسبة وتركه يعمل بهدوء، حيث أنه لا يلهث وراء الأموال ويملك شخصية قوية يهيمن بها على اللاعبين كما تجمعه علاقات جيدة مع عدة أطراف فاعلة من مسيرين ولاعبين داخليا وخارجيا. اسم المدرب الجديد سيكشف عنه بعد أيام وكان روراوة قد لمح إلى التخلي عن خدمات بن شيخة قبل مباراة المغرب، حيث شدد على ضرورة تحقيق الفوز في مباراة العودة بمراكش وذلك بعدما أبدى عدم اقتناعه بالفوز المسجل في عنابة، وبعدها دخل في اتصالات متقدمة مع عدة تقنيين أجانب منهم المدرب السابق للمنتخب الإيفواري وحيد خليلوزيتش، ولهذا فمن المنتظر أن يجلس خلال الأيام المقبلة على طاولة المفاوضات مع المدرب الجديد خاصة وأن الوقت يلعب ضده والمنتخب يبقى بحاجة ماسة إلى خليفة بن شيخة لترتيب الأمور قبيل إجراء الجولة الخامسة من التصفيات، ويبقى الشارع الرياضي الجزائري يترقب اسم القائد الجديد لسفينة الخضر الذي سيعلن عنه رئيس الفاف قريبا. ليلة حزينة ودهشة من الأداء الهزيل وغياب أي انسجام هذا وقد وعاش أنصار الخضر ليلة حالكة بعد الخسارة أمام نظيره المغربي برباعية نظيفة والتي قلصت كثيرا من حظوظه في بلوغ نهائيات كاس أمم أفريقيا العام المقبل، حيث تحسر الجميع للوضعية التي آل إليها المنتخب المونديالي واندهشوا للأداء الهزيل جدا الذي ظهر به اللاعبون والغياب التام للمسة المدرب الذي ترك التشكيلة تلعب دون أي هدف وكذلك انعدام التنسيق بين الخطوط الثلاثة وعدم التفاهم بين اللاعبين خاصة على مستوى الدفاع الذي كان أضعف خط على الإطلاق رغم عودة مجيد بوقرة وهو الأمر الذي سمح للمغاربة بتضييق الخناق على حامل الكرة والاعتماد على خطة ذكية جعلت محاربي الجنرال تائهين تماما وسط الملعب. منتخب يفوز بأقل فارق وينهزم بنتيجة ثقيلة وما حز أكثر في نفوس الأنصار هوأن الانتصارات التي يحققها الخضر تكون بأضعف نتيجة وعندما يخسرون تكون النتيجة ثقيلة جدا وبأداء ضعيف خاصة بعدما وفرت الفاف كل الظروف المريحة في التربصات من إقامة ومنح وغيرها، والغريب أن الخسارة القاسية جاءت في وقت كان فيه المنتخب المغربي يمر بأسوأ الظروف قبيل المباراة بأيام بعد تعرض عدد من نجومه للإصابة ومغادرة عادل تعرابت للمعسكر، ورغم ذلك استطاع تسجيل أربعة أهداف نظيفة، وبالمقابل يتواصل صيام هجوم المنتخب الوطني عن التهديف، وهي النقطة التي تبقى الهاجس الأبدي الذي يؤرق الأنصار والمتتبعين، ولم يتوصل أحد إلى تحديد العطب، فهل الخلل في خطة المدرب وكيفية توظيف لاعبيه أو في المهاجمين الذين يفتقدون للفعالية، وقد وجه انتقادات لاذعة للخطة الهجومية التي اختارها بن شيخة لمواجهة أسود الأطلس رغم إفتقاره لمهاجمين في المستوى وفشله الذريع في التغييرات التي أجراها في الشوط الثاني بإخراج يبدة وقادير وإقحام مطمور وبودبوز، حيث رغم ذلك بقي جبور لوحده وسط مجموعة من المدافعين دون مساعدة مما جعله ظلا لنفسه طوال فترات المباراة. رفقاء بوقرة يتمسكون بأمل التأهل رغم كل شيء هذا وكان المدرب بن شيخة قد اعترف بمسؤوليته الكاملة في الخسارة المذلة بقوله أن الهدف الأول للمغاربة هوالذي أخلط أوراقه وبالتالي فلا مجال لانتقاد أشباله، فإن اللاعبين لا يزالون متمسكين بخيط الأمل في تصحيح الأوضاع وتحقيق التأهل إلى كأس إفريقيا خاصة وأنه من الناحية الحسابية يبقى هذا الهدف ممكن لكن يبدو الأمر شبه مستحيل ويحتاجون إلى معجزة حقيقية.
حفيظ دراجي: " الخسارة لا تقلل من قيمة بن شيخة واللاعبون مطالبون بالاعتذار للجزائريين" وفي تصريحه لموقع كوورة عقب الخسارة التي تكبدها االخضر أمام المنتخب المغربي، علق الإعلامي حفيظ دراجي قائلا " بغض النظر عن الخسارة الثقيلة وغير المنتظرة برباعية نظيفة والتي لا يمكن تقبلها، أعتقد بأنها جاءت نتيجة أخطاء فنية وتكتيكية لا تقلل من قيمة عبد الحق بن شيخة الذي تحمل المسؤولية في ظروف صعبة، وبتقديمه الاستقالة يكون قد تحمل المسؤولية كاملة، فاللاعبون بدورهم يجب أن يعتذروا للجمهور الجزائري الذي حملهم على الأكتاف، ويجب أن يفهموا بأن حمل الألوان أمانة ومسؤولية خاصة وأن الامكانيات التي وضعت تحت تصرفهم لم يسبق لها مثيل ولا يمكن أن يجدونها في أي مكان آخر، ولعل خروج المنتخب الوطني من كأس أمم افريقيا 2012 سيفيدنا في تصفيات كأس العالم 2014 وسيضع المدرب المقبل في موقع القوة لإحداث التغييرات اللازمة كما لا يجب التقليل من قيمة المنتخب المغربي وأحقيته في الفوز لأنه كان الأحسن على كل المستويات ويستحق الفوز". غيريتس: " حقيقة لم أكن أتوقع الفوز بنتيجة ثقيلة" من جهته، أكد مدرب المنتخب المغربي البلجيكي إيريك غريتس أن الفوز على الجزائر برباعية نظيفة هوالأفضل في تاريخه كونه مدربا، حيث قال أنه لم يكن يتوقع هذا الفوز الكبير، لكن كانت لديه الثقة في تقديم أداء جيد وانتزاع نقاط المباراة الثلاث مشيرا إلى أن الأهداف الأربعة، التي سجلها لاعبوه، جعلته في قمة السعادة والفرحة.