احتضن أمس، جناح وزارة الثقافة بالصالون الدولي للكتاب في طبعته 23، ندوة عن “المكتبات والمطالعة العمومية” تطرق فيها المتدخلون لإشكاليات القراءة في عصر الكتاب الرقمي. قال الدكتور محمد موحوس إطار بوزارة الثقافة والمتدخل الأول بالندوة التي شارك فيها نخبة من صناع الكتاب بالجزائر على غرار الدكتور كمال بلطرش والأكاديمي إبراهيم داود، كذلك حضر رئيس دائرة الكتاب بوزارة الثقافة الجزائرية جمال فوغالي، والناشر مصطفى ماضي، السينمائي أحمد راشدي، والكاتب بهلولي العيد، وجمال يحياوي، إن عوامل كثيرة تؤثر على عملية صناعة الكتاب كالجانب الاقتصادي وحركية النشر، ولكن هناك قانونا خاصا بالكتاب واضحا ومحددا ينظم قطاع صناعة الكتاب وهو المكسب، مضيفا أن الترويج للكتب تحكمه عناصر مختلفة منها القراءة والتوزيع وغيرهما وإذا ما توافرت يكون الترويج للكتاب سهلا، وبدوره، اعتبر الدكتور والأستاذ الجامعي إبراهيم داود أن مكتبات المطالعة العمومية المنتشرة عبر ربوع البلاد تشكل فضاء يحتضن الطلاب والتلاميذ والشباب، وعلق بقوله في الجامعة أقول لطلبتي اذهبوا لمكتبات المطالعة العمومية وستجدون أحسن ما في مكتبات الجامعة، فضلا على أنها توفر حسن الاستقبال وكل الاهتمام للوافدين إليها من الشغوفين بالقراءة، وقال المتحدث يجب علينا إعداد وتحضير أنفسنا للرقمنة، فالقراءة فعل مقدس والتكنولوجيا تجذب الفرد إليها أو القارئ، مشيرا إلى أن المزاوجة بين القراءة في الكتاب أو القراءة في وسائل التكنولوجيا الحديثة أو الكتاب الإلكتروني لا حرج فيها. من جهته، شدد الدكتور كمال بلطرش على أن صناعة القارئ تحقق عديد الأهداف، منها تحقيق الأمن الفكري والثقافي وهذه الصناعة هي بناء لمجتمع مستقبلي. وأكد بلطرش أن وجود مؤلفين شباب في معرض الكتاب سواء في هذه الطبعة ال23 أم الطبعات الماضية الأخيرة، معناه أن كل مؤلف من هؤلاء الشباب كان قارئا ممتازا في صغره، وأوضح المتحدث أن الأهم في هذه الحلقة هو الاستثمار في القارئ والاستثمار في الكتب من خلال الاهتمام بالشكل والمحتوى والجانب الجمالي الجذاب، وتساءل كيف للمكتبات العمومية أن تساهم في المشاركة المجتمعية؟ وماذا حققت بالنسبة للمتمدرسين؟، يقول بلطرش إن مكتبات المطالعة العمومية بالجزائر شهدت مسيرة تمر بثلاث مراحل من 2010 إلى 2015 مرحلة التأسيس، ومن 2015 إلى 2020 مرحلة التنسيق في الجهود، ومن 2020 إلى 2025 مرحلة جني ثمار ما تم القيام به. ولم يخف بلطرش أن القراءة والمطالعة في الجزائر حققت نتائج مميزة، سواء في مسابقة تحدي القراءة التي تشهد كل سنة تواجد جزائريين في المراكز الثلاثة الأولى، أم على مستوى الجوائز الأدبية التي لا تخلو دائما منصات التتويج بها من جزائريين.