اختتمت نهاية هذا الأسبوع فعاليات الطبعة الثانية للملتقى الوطني "الطفل والقراءة" الذي نظمته مكتبة المطالعة العمومية "جمال الدين بن سعد"، بالتنسيق مع جامعة قسنطينة 2 عبد الحميد مهري عن طريق مخبرها "بحث طريق الجزائر نحو مجتمع المعلومات"، وبمساهمة إذاعة الجزائر من الجلفة ودار الثقافة "ابن رشد"، حيث قدم برنامج اليوم الثاني في الجلسة العلمية الثالثة برئاسة الدكتورة خديجة اولم والتي تمحورت حول "فضاءات القراءة للطفولة ومكتبات الأطفال"، ومن هنا انطلق الأستاذ الدكتور كمال بطوش من جامعة قسنطينة 2 في الحديث عن فضاء الطفولة بمكتبات المطالعة العمومية وقدم دراسة بين الواقع والتطلعات المستقبلية، في حين قدمت الأستاذة الباحثة سماح قداري من جامعة عبد الحميد مهري وأ نجمة علالوش من جامعة محمد لمين دباغين بسطيف مداخلة تهتم بدراسة مكتبات الأطفال بين المقومات والأدوار المنتظرة، أي بين واقع المكتبات وما تستند عليه من مقومات وبين مستقبل هذه المكتبات وما تنتجه من فئة قرائية، كما بحث الدكتور غزال عبد الرزاق من جامعة محمد بوضياف بالمسيلة فضاء القراءة للطفولة بمكتبات المطالعة العمومية داخل أبعاد المواصفات والخصائص وطرق الخدمة المكتبية، ومن هنا وفي السياق نفسه قدم الدكتور عبد الباسط شواو من جامعة قسنطينة مداخلة بعنوان "مباني وتجهيزات مكتبات الأطفال"، موضحا العلاقات الهامة التي تجمع بين النظرية والواقع وبين البنية وما يتم دراسته في واقع الأمر من تجهيزات داخل المكتبات التي تخصص للقراءة والتي تستهدف الطفل أساسا، وهذا ما أشارت إليه بشكل عملي أيضا الآنسة إيمان غواطي من المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بعنابة في مداخلتها حول تجربة فضاء الطفولة بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بولاية عنابة. وفي ختام هذا الملتقى الذي جمع ما يقارب 120 مشاركا ممثلين في 15 مكتبة رئيسية وأربع جامعات، شكرت لجنة التوصيات نيابة عن كل المشاركين بالملتقى مجهودات منظمي هذه الفعالية وعلى رأسها السيد مدير الثقافة لولاية الجلفة والسيد مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية إضافة إلى كافة الأطراف المساهمة والمدعمة لهذه التظاهرة العلمية، كما توصلت هذه اللجنة إلى جملة من التوصيات أهمها حث المبدعين، والناشرين والعاملين في قطاع الكتاب على الاهتمام بنشر الكتاب المخصص للأطفال والمنبثق من تراث وثقافة المجتمع، والعمل على توفير كافة شروط المرافقة الناجحة للطفل بفضاءات الطفولة داخل مكتبات المطالعة العمومية، من أجل تنمية الميول القرائية، كما دعت التوصيات إلى ترقية فعل التنشيط القرائي بفضاءات الطفولة بمكتبات المطالعة العمومية من خلال العمل التعاوني ما بين كافة المعنيين بالموضوع، ومن خلال التنسيق مع كافة مؤسسات التنشئة الاجتماعية، والسهر على تنمية مجموعات الكتب الخاصة بالأطفال داخل فضاءات الطفولة، بما يتلاءم وتكوين شخصية الطفل وتنشئته اجتماعيا.