أمر القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، ببدء عملية عسكرية شاملة بمناطق الجنوب الغربي، ودعا الجيش أهالي المنطقة إلى الابتعاد عن مواقع الإرهابيين والمجرمين بمدينة سبها. وأوضح بيان للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي أن الهدف من هذه العملية الشاملة في مناطق الجنوب الغربي لليبيا، هو “حماية وحدة وسلامة التراب الليبي ومنع العابثين والمخربين من النيل من استقلال ليبيا وسلامة إقليمها”. وأشار البيان إلى أن من أهدافها أيضا فرض القانون ووقف الهجرة غير الشرعية، والتصدي للجريمة، وتأمين شركات النفط والغاز المحلية والأجنبية، وإيصال الخدمات الضرورية، من وقود ومواد طبية وغذائية، إلى أهالي المنطقة، وفتح كافة الطرق الرابطة بين الجنوب والشمال وتأمينها. كما شدد البيان على أن العملية العسكرية في الجنوب الغربي لليبيا تهدف إلى حماية سكان المنطقة من إرهابيي “داعش” و”القاعدة” والعصابات الإجرامية التي تمارس ابشع أنواع الجرائم من قتل وخطف وابتزاز وتهريب. وقال البيان في هذا الشأن أيضا أن هذه العصابات الإجرامية تعمل مع دول أجنبية بهدف إحداث تغيير “سكاني” كبير يهدد الهوية الليبية ومستقبل البلد. وكانت القيادة العامة للجيش الليبي أرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة مدججة بالأسلحة الثقيلة إلى مناطق جنوب ليبيا، ودخلت طلائع منها مدينة سبها، أكبر مدن الجنوب الليبي. ذهب اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر بعيداً صوب الجنوب تاركاً ممثليه يشاركون في حملة ضد رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، ومديراً ظهره لجهود الأممالمتحدة، التي تطمح قريباً إلى جمع الأطراف الليبية في ملتقى وطني لتقرير مصير الانتخابات والدستور، بل لم يلق بالاً حتى لنتائج زيارة المبعوث الأممي، غسان سلامة، أخيراً إلى سبها (جنوب شرق)، واستمر مرور أرتال عساكره صوب الحدود الليبية-التشادية لملاحقة مقاتلي المعارضة التشادية الذين أصبحوا يتحصنون داخل مناطق ليبية في استضافة حلفائهم من قبيلة التبو، وصولاً إلى مناطق في العمق التشادي، بالتوازي مع قرب قيام رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو. وذكر موقع “إنفو نيوز إسرائيل” الناطق باللغة الفرنسية، ، أن بنيامين نتنياهو سيزور تشاد لمدة ساعات للقاء الرئيس إدريس ديبي إتنو، وذلك بعد شهرين من زيارة تاريخية قام بها الأخير إلى إسرائيل في نوفمبر الماضي، لاستكمال مناقشة ملفات التعاون بين البلدين، مبيناً أن من بين تلك القضايا قضية الحدود مع ليبيا. ولا يبدو أن حفتر هذه المرة يتحرك بمفرده، فالغارة التي شنتها طائراته على تمركز للمعارضة التشادية في منطقة كوري بوكدي، التي تبعد عن الحدود الليبية داخل الأراضي التشادية ب100 كيلومتر تقريباً تشير إلى تنسيق مع النظام التشادي. كما أكد المتحدث باسم قوات المعارضة التشادية، محمد الطاهر ارديمي، أن طيران حفتر شن غارة على موقع تابع للمعارضة التشادية لتقديم الدعم لحلفائه من قوات “العدل والمساواة” السودانية، لافتاً إلى وقوع اشتباكات، بين تلك القوات، وذلك يومي الأحد والإثنين الماضيين. وتدعم تصريحات ارديمي الدعوة التي وجهها المجلس العسكري، على صفحته الرسمية، لكل فصائل المعارضة التشادية، إلى سرعة التوجه إلى منطقة كوري بوكدي، لإنقاذ الجمهورية المعارضة، مؤكداً وجود مواجهات مسلحة هناك. يبدو أن أهداف العملية الجديدة قد تتجاوز الجنوب الليبي المرتبط أساساً بدول جوار مثل الجزائروتشاد والسودان وفي كل هذه التفاصيل لا بد أن تكون فرنسا حاضرةوجاء الإعلان بالتوازي مع اجتماع موسع عقده حفتر، أخيراً، في القاعدة العسكرية بالمرج، شرق البلاد، مع عدد من قادة قواته، لبحث خطط عسكرية للسيطرة على الجنوب الليبي. وتشير المعطيات إلى خلطة جديدة من التحالفات الجديدة تضم رئيس التشاد إدريس ديبي إتنو ورئيس حركة تحرير السودان، مني اركو مناوي، الذي يتحدر من أصول قبلية ينتمي لها ديبي نفسه، ربما كانت سبباً في ربط التحالف بينهما، وحفتر من جانب آخر، إلى جانب علاقة في الظل مع إسرائيل. وبالعودة إلى التطورات في الجنوب الليبي، فمن غير المستبعد أن تكون زيارة نتنياهو، لانجمينا على علاقة بالعملية العسكرية على الحدود الليبية. ويتضمن إعلان كتائب حفتر عن توجهها إلى الجنوب إشارة لكونه ضمن “عملية جديدة”، ما يؤكد أن أهدافاً أخرى لحفتر وحلفائه الجدد في الجنوب قد يسعون لها، إذ لم يعد يعول حفتر على حلفائه السابقين من قبائل التبو، الذين اعتمد عليهم كلياً في الفترات السابقة، بل وجه كتائبه الأبرز للعملية الجديدة، كون مقاتلي المعارضة التشادية ينتمي بعضهم لهذه القبيلة، كما قد يعكس عدم ثقة قبائل الجنوب الأخرى فيه وعدم رغبتها في دعمه بمقاتلين من أبنائها. ويبدو أن أهداف العملية الجديدة قد تتجاوز الجنوب الليبي المرتبط أساساً بدول جوار مثل الجزائروتشاد والسودان، وفي كل هذه التفاصيل لا بد أن تكون فرنسا حاضرة، والتي ترى أن حفتر لديه القدرة على خوض حرب لها بالوكالة.