اتهم رئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بعد قصف قواته لحي سكني بالعاصمة طرابلس، ما خلف مقتل 3 أشخاص وجرح آخرين. تصعيد رافقه فشل دولي في وقف العمليات العسكرية بعد اعتراض روسي على مشروع قرار بريطاني بمجلس الأمن، في تبادل للأدوار مع فرنسا بهدف منح المزيد من الوقت لحفتر. فشل مجلس الأمن من جديد في تمرير مشروع قرار بريطاني يدعو لوقف إطلاق فوري للنار في ليبيا وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، بسبب الموقف الروسي الرافض لبعض العبارات التي تنتقد حفتر. وكانت روسيا قد عارضت، منذ أسبوع، قرارا مماثلا. ونقل عن دبلوماسي بالأمم المتحدة أن العبارات “كانت واضحة جدا وليس هناك أي إشارات”. وتعد روسيا أحد الحلفاء الكبار للمشير خليفة حفتر، وتوفر له اليوم الغطاء الدبلوماسي، بعدما وفرت له الدعم التقني ولاستخباراتي خلال السنوات الأخيرة. وفي الوقت الذي عطلت روسيا قرار وقف إطلاق النار، كانت صواريخ “غراد” تتهاطل على حيي أبو سليم والانتصار السكنيين في جنوب العاصمة طرابلس، راح ضحيتها ثلاثة أشخاص بينهم امرأتان، وجرح 11 آخرون. وأدان رئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، ما وصفها “وحشية وبربرية” المشير حفتر واتهمه بأنه “مجرم حرب”، مشددا على “ تقديم كافة المستندات للمحكمة الجنائية الدولية” بشأن ارتكاب قوات حفتر “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”. وحمل السراج “مجلس الأمن والمجتمع الدولي المسؤولية القانونية والإنسانية لمحاسبة هذا المجرم على فعله”. من جانبه، قال غسان سلامة، المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبر تويتر، إن ليلة مرعبة شهدتها طرابلس جراء القصف. لكن “القيادة العامة” لقوات حفتر التي تطلق على نفسها اسم “الجيش الوطني الليبي” نفت وقوفها وراء إطلاق الصواريخ وأكدت إدانتها هذه “الأعمال الإرهابية”. وبخصوص الدور الفرنسي والروسي في ليبيا، يرى المحلل الأمني أكرم خريف، في اتصال مع “الخبر”، أن “روسيا لم تتدخل عسكريا ولم تساند حفتر في هجومه على طرابلس بالسلاح، حتى الحراس المسلحون الذين كانوا متواجدين بجنوب ليبيا تم سحبهم من المنطقة في بداية فيفري”، لكنه أشار أن لروسيا دورا في دعم حفتر دبلوماسيا وسياسيا. أما فيما يتعلق بالدور الفرنسي، يقول أكرم خريف إن باريس على عكس موسكو “قد ساندت قوات حفتر عسكريا في هجومه، وقبل ذلك هاجمت التبو في جنوب سبها ومنعتهم من الدخول إلى التشاد، وقصفتهم على مرتين في الخامس والسادس فيفري في شمال التشاد، وفي هجوم سبها شاركت فرق خاصة فرنسية في الهجوم، والتي كانت حاضرة أيضا في الهجمات التي طالت حقلي الفيل والشرارة البتروليين منتصف شهر فيفري”. أما بخصوص الهجوم الحالي لقوات حفتر، فيتحدث المختص الأمني عن معلومات تشير إلى “وجود متعاونين فرنسيين بجنوبطرابلس، لمرافقة قوات حفتر فنيا وتقنيا، والفرنسيون هم من اقترحوا خطة إنزال مظليين مزيفين لمباغتة المليشيات الحكومية، وتشتيت تركيزهم”.