أعلن المجلس الأعلى للغة العربية عن فتح أبوابه للصحافين الجزائريين للمشاركة في جائزة اللغة العربية لوسائل الإعلام، التي استحدثها المجلس، وذلك الى غاية 30 من سبتمبر المقبل، كما اعلن عن تنظيم ملتقى وطني حول”المُواطَنة اللُّغويَّة ودورها في تعزيز سُبُل التّعايش السّلميّ بين اللّغات الوطنيّة في الجزائر”، وذلك تزامنا مع الاحتفالات الخاصة باليوم العالمي للتعايش بسلام المصادف ل 16 ماي من كل سنة. يهدف المجلس من وراء المسابقة الموجهة للصحافيين حسب بيان للمجلس هو تشجيع الصحفيين على الكتابة باللغة العربية مع إعطاء العربية أهمية باعتبارها أداة للتفكير وسلامة التفكير من سلامتها، وتوسيع استعمال العربية في النشر والإعلام الإلكتروني، وإعادة الاعتبار للتكوين في هذه اللغة، والاعتزاز بها باعتبارها مكونا من مكونات الهوية الوطنية، وتندرج هذه المبادرة ضمن استراتيجية المجلس التي تعتمد على الإعلام في نشر اللغة العربية الفصيحة وتصحيح الأخطاء الشائعة والارتقاء بمستوى الخطاب، وتُمنح الجائزة لأحسن عمل إعلامي مكتوب، إذاعي، تلفزي، وإلكتروني، سواء في شكل مقال أو تحقيق أو ريبورتاج أو بورتريه عن اللغة العربية، في مجالات على غرار علاقة اللغة العربية بالمجتمع، ومواكبتها للعلوم والتكنولوجيا، والتحديات والرهانات التي تواجهها، وحضورها من خلال المضامين الموجهة للطفل، وحضورها في الشبكة ومواقع التواصل، واللغة الهجينة وأثرها السلبي على اللغة، وشخصيات خدمت اللغة العربية. ويُشترط في الصحافي الراغب في المشاركة أن يكون جزائري الجنسية، ويقدم عملا باللغة العربية، ويثبت انتسابه لوسيلة إعلامية وطنية بصفة رسمية، وأن لا يكون العمل قد فاز بجائزة من قبل، وأن يكون قد نُشر أو بُث من تاريخ الإعلان عن الجائزة إلى غاية 30 سبتمبر من السنة الجارية، على أن يُسلّم العمل في أجل أقصاه 10 أكتوبر المقبل، فيما سيتم الإعلان عن المتوجين بها في 18 ديسمبر المقبل المصادف لليوم العالمي للغة الضاد من كل سنة. أما فيما يتعلق بالملتقى الوطني حول المواطنة اللغوية والتعايش السلمي والذي ينظم احتفاءً باليوم العالمي للعيش معا بسلام، المصادف للسادس عشر ماي من كل سنة، والذي أقرّته الجمعية العامة لهيئة الأممالمتحدة بمبادرة جزائرية، ستحتضنه مكتبة الحامة شهر جوان المقبل. يأتي هذا الملتقى ليسلط الضوء على مفهوم المواطنة اللغويّة لدى الفرد الجزائري، بغية ترسيخ مبادئها من اعتزاز باللغات الوطنية، ودفاع عنها، وعمل على ترقيتها بشتى السبل، باعتبار أن الدول الموسومة بالتعدّد والنامية منها خاصة، أكثرُ عرضة من غيرها للغزو اللغويّ للغات العولمة التي تجتاح معظم الدول الموسومة بالتعدد في كل من أفريقيا وأوروبا وآسيا، وتعمل بشتى السّبل على إيجاد منفذ لها في هذه المجتمعات؛ لبسط نفوذها على اللغات الوطنية، بما يجعلنا نعتبر المواطنة اللغوية في حد ذاتها أمنا لغويّا يمكن من خلاله التصدي لأي غزو لغوي للغات العولمة. كما يرمي هذا الملتقى، الذي يرأسه شرفيا رئيس المجلس الدكتور صالح بلعيد، إلى تحقيق جملة من الأهداف، أهمّها إبراز جهود الدولة الجزائرية في تعزيز ثقافة السلم والسلام والعيش المشترك وطنيا وعالميا لترسيخ مبادئ المواطنة اللغوية، والتنويه بدور المدرسة والمؤسسات اللغوية الجزائرية في ترسيخ مبادئ المُواطَنة اللغوية، ووضع مخطّط تربوي ولغوي محكم لترسيخ مبادئ المُواطَنة اللغوية في المجتمع الجزائري والتصدي لأي غزو لغوي للغات العولمة، والعمل على تثبيت دعائم الهوية الوطنية وهي العربيّة الأمازيغية والإسلام، وتوجيه طلبة التعليم الجامعي والباحثين المختصين على البحث في مسألة المواطنة اللغوية ودورها في تعزيز سُبُل التعايش السلمي بين اللغات الوطنية في الجزائر، حُدّد للملتقى مجموعة محاور، منها مبادئ المُواطَنة اللغوية، وكذا محور المُواطَنة اللغوية والأمن اللغوي، المجتمعات الدولية من المواطنة اللغوية إلى توطين المعرفة، مبادئ المُواطَنة اللغوية والفرد الجزائري، دور المدرسة والمؤسّسات اللغوية والإعلامية والاقتصادية في تعزيز مبادئ المُواطَنة اللغوية، الترجمة بين العربية والأمازيغية ودورها في تعزيز مبادئ المُواطَنة اللّغوية، المُواطَنة اللغويّة وتحدّيات الغزو اللغويّ للغات العولمة، وأخيرا المُواطَنة اللغويّة وثقافة الانفتاح على اللغات الأجنبية.