يشكل شهر رمضان، بالإضافة إلى أبعاده الروحانية وطقوسه ومكانته الدينية، موعدا متجددا لاكتشاف أهم الأعمال الفنية، وما جاد به إبداع المخرجين والمنتجين والممثلين، ورغم أننا بالأيام الأولى من هذا الشهر الفضيل إلا أننا يمكننا أن نرصد جملة من الاكتشافات على جميع الأصعدة الكتابة، والتمثيل وخصوصا الإخراج والإنتاج اللذان يشكلان العلامة الفارقة في هذا الموسم. وقبل الحديث عن الكم الهائل من الاكتشافات يجب الاشارة والتذكير الى ان الأعمال الدرامية لهذا الموسم في مجملها أعمال مشتركة، سواء في السيناريو، او التمثيل، الإنتاج والإخراج، وهذا ما أعطى فرقا واضحا بين ما كان موجود سابقا وما هو موجود في الوقت الحالي، كما يجب ان نشير إلى إن هناك أعمال مستنسخة من أعمال عربية تمثيلا واداءا وإخراجا وهنا نتحدث عن مسلسل “اولاد الحلال” الذي يبدو من خلال الأحداث والإخراج انه مستنسخة من المسلسل التونسي “أولاد مفيدة”، المسلسل من إخراج التونسي نصر الدين السهيلي تم تصويره في وهران وهو من نوع "دراما الواقع" دون مكياج أو خيال أو تصنُّع ولعب دور البطولة عبد القادر جريو، سهيلة معلم، إيمان نوال، يوسف سحيري، مليكة بلباي، مصطفى لعريبي، احمد مداح بالإضافة إلى هيفاء رحيم وهي خريجة ألحان وشباب الموسم الماضي. الممثل محمد خساني هو الآخر يحقق نقلة نوعية في مستوى أداءه فبالرغم من دوره البسيط “رضا” الذي يجسده في المسلسل غير أنه استطاع شد انتباه المشاهد، حتى في سلسلة “خالي”. وما يشهد للمسلسل أيضا التصوير والإخراج ويمكن القول أننا أمام نقلة نوعية بحاجة إلى دعم واهتمام من طرف القائمين، كما يمكن الحديث عن الإنتاج الذي أشرف عنه كل من عماد هنودة ومحمد الأمين الجوادي. نفس الأمر بالنسبة لمسلسل “مشاعر” الذي شد انتباه المشاهد من أول حلقة، رغم أنه لم يقدم النموذج الحقيقي للأسرة الجزائرية وهذا الانتقاد كان قد وجه لمسلسل الخاوة الذي أخرجه التونسي بلعيد مديح، حيث كان عملا فنيا يحمل كل النماذج غير انه لم يمد بصلة للعوائل الجزائرية، ها هي اليوم نفس التجربة تتكرر مع المخرج الايراني الألماني محمد جوك، في مسلسل “مشاعر” الذي أنتجته قناة قرطاج بلاس، المسلسل تم تصويره بتقنيات عالية الجودة ويظهر في صورة مكتملة خصوصا مع الأداء المميز الذي ظهر به البعض على غرار التونسية “مريم بن شعبان” التي تجسد دور “مريم” كذلك “حسان كشاش”. وما يمكن القول ان حراك إنتاجي يشكل نقلة، تتجاوز كل ما هو مألوف، ويذهب إلى تأسيس منطقة إنتاجية جديدة وإضافة تقترن مع حراك مواز على صعيد التوزيع والتسويق، لذا تحظى هذه الأعمال بتلك المساحة من الحضور والانتشار، ومن قبله تلك الجودة في الاختيارات على صعيد النص، والتمثيل، والإخراج وبقية الحرفيات الفنية.