كشف المركز الجزائري لتطوير السينما عن تقديم العرض الأول لفيلم “بابيشا” للمخرجة مونية بن مدور، وذلك يوم 21 سبتمبر الجاري بالعاصمة، باعتباره مرشح لجائزة الأوسكار في دورتها 92، والتي تشترط على الأفلام المرشحة أن تكون قد عرضت في قاعات السينما ببلدانها. اعلن المركز الجزاير لتطوير السينما بالجزائر العاصمة انه سيعمل على تقديم العرض الاول من فيلم “بابيشا” للمخرجة مونيا بن مدور بتاريخ 21 من الشهر الجاري، فيما سيتم الانطلاق في عرضه تجاريا بداية من اليوم الموالي ، أي في 22 من شهر سبتمبر، وذلك بعد ما تم ترشيحه لجائزة الأوسكار، في فئة الافلام الاجنبية، ورشح لنفس الجائزة من مصر فيلم “ورد مسموم” للمخرج أحمد فوزي، ومن تونس فقد رشح فيلم ” وليدي” للمخرج محمد بن عطية، اما ايران فقد رشحت الفيلم الوثائقي “البحث عن فريدة” للمخرجين كوروش عطائي وزاده موسوي. وبالعودة للفيلم الذي توج مؤخرا بجائزة الجمهور وجائزتي أحسن سيناريو وأحسن ممثلة بمهرجان أنجوليم ال12 للفيلم الفرانكوفوني بفرنسا، وتألق ايضا بمهرجان كان في دورته المنصرمة، بالإضافة إلى أنه سيمثل الجزائر في الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي، فيعد الأول من نوعه بالنسبة للمخرجة، ويستعرض الفيل والذي تجسد دور البطولة به الممثلة لينا خوذري، جزءا مؤلما من التاريخ الحديث للبلاد بسبب التطرف والإرهاب، حيث تمثل فيه خودري دور الشابة الجزائرية القوية، التي ترفض الخضوع لتهديدات المتشددين والخنوع للوصاية الذكورية، فقد شكلت سنوات التسعينات حقبة صعبة في تاريخ الجزائر الحديث، تعرف بالعشرية السوداء، بسبب جرائم الإرهاب، إذ أدت لمقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، في ظرف اختلط فيه السياسي بالديني، وحاولت فيه بعض القوى المتشددة فرض أسلوبها في الحياة على الآخرين، تدور أحداث الفيلم حول شابات جزائريات يتابعن دراستهن في الجامعة بالعاصمة، بشكل لا يفرضن على أنفسهن أي قيد من القيود المجتمعية المعتادة في المجتمعات العربية. شابات يعشن الحياة بكل ما يملكن من طاقة، ويظهرن حماسا كبيرا لقضم المزيد منها كلما أتيحت لهن الفرصة لذلك، وفي وقت من الأوقات بدأن يشعرن بتصاعد الضغط عليهن من قبل إسلاميين متشددين أصبحوا يعلقون ملصقات تدعو إلى ارتداء النقاب، بل شكلوا عصابات تلعب دور "الشرطة الدينية" في الجامعة، ويظهر أحد المشاهد مجموعة منها، عناصرها تتكون من نساء منقبات، تقتحم غرفة نجمة التي كانت بصحبة صديقاتها وتطالبها بارتداء الحجاب والصلاة، اغتيال ليندا أثر كثيرا على نفسية نجمة أو "بابيشا"، وأفسد شهيتها للمستقبل، فقررت أن تتخلى عن حلمها، الذي ظل يسكنها طيلة الفيلم، وهو تنظيم عرض لفساتين تخيطها بأكملها انطلاقا من "الحايك"، إلا أن إصرار صديقاتها دفعها للتراجع، والمضي قدما مجددا في تنفيذ الفكرة على أرض الواقع، لم يكن من السهل على "بابيشا" وصديقاتها إقناع مديرة الحي الجامعي بتنظيم العرض. الوضع أصبح خطيرا، بالنسبة للمديرة، ولم يعد هناك مجال لتنظيم مثل هذه الأنشطة بين أسوار الجامعة. لكن نجمة ومجموعتها نجحت في إقناعها بتنظيمه، إلا أنه كان هدفا لهجوم مسلح، نجت فيه نجمة من الموت.