يشارك الفيلمان الجزائريان “بابيشا” للمخرجة مونية مدور، و”143 طريق الصحراء” لحسان فرحاني ، ضمن المسابقات الرسمية للدورة الثالثة من مهرجان الجونة بمصر، والتي ستعقد فعالياتها في الفترة مابين 17 الى 27 سبتمبر الداخل من ضمن قائمة تضم 80 فيلما سيقدم للجمهور. كشفت أول أمس، إدارة مهرجان الجونة خلال مؤتمر صحفي عقد بأحد الفنادق بمصر لتقديم البرنامج التفصيلي للمهرجان، والذي يضم 80 فيلما عبر ثلاث مسابقات رسمية روائية طويلة، ووثائقية لطويلة، وقصيرة، بالإضافة إلى البرنامج الرسمي خارج المسابقة، والبرنامج الخاص، كما ستعرف الدورة تكريم الفنان محمد هنيدي، والمخرجة والمنتجة الفلسطينية مي مصري، بمنحهما جائزة الإنجاز الإبداعي، كما أعلنت عن اختيار المخرج مروان حامد رئيسا للجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، والتي تضم في عضويتها كلا من الفنانة سوسن بدر، والتونسية درة. أما بالنسبة لقائمة الأفلام المشاركة ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة والتي من ضمنها فيلم “بابيشا” للمخرجة مونية مدور، نجد فيلم “1982” من لبنان للمخرج وليد مؤنس، ويشارك في بطولته المخرجة والممثلة نادين لبكي، وفيلم “آدم” من المغرب للمخرجة مريم توزانى، و”حلم نورا” من تونس إخراج هند بوجمعة، والذي تشارك في بطولته الفنانة هند صبري، و”ستموت في العشرين” من السودان، إخراج أمجد أبو العلا، و”الأب” من بلغاريا، إخراج كريستينا جروزيفا، بيتر فالجانوف، و”أغنية بلا عنوان” من بيرو، إخراج ميلينا ليون، و”عيد القربان” من بولندا إخراج يان كوماسا، و”لارا” من ألمانيا إخراج يان أوليه جريستر، بالإضافة إلى ثلاثة أفلام من فرنسا هي “سيدة النيل” إخراج عتيق رحيمي، و”الفتاة ذات السِوار” إخراج ستيفان ديموستيه، و”المرأة الباكية” من فرنسا إخراج خايرو بوستامانتي. وبالعودة للفيلم الجزائري “بابيشا” والذي تعول عليه السينما الجزائرية في مسابقة الأوسكار لهذه سنة باعتباره المرشح الوحيد لها، والذي توج أول أمس بجائزة الجمهور وجائزتي أحسن سيناريو وأحسن ممثلة بمهرجان أنجوليم ال12 للفيلم الفرانكوفوني بفرنسا، فيعد الأول من نوعه بالنسبة للمخرجة، ويستعرض الفيل والذي تجسد دور البطولة به الممثلة لينا خوذري، جزءا مؤلما من التاريخ الحديث للبلاد بسبب التطرف والإرهاب، حيث تمثل فيه خودري دور الشابة الجزائرية القوية، التي ترفض الخضوع لتهديدات المتشددين والخنوع للوصاية الذكورية، فقد شكلت سنوات التسعينات حقبة صعبة في تاريخ الجزائر الحديث، تعرف بالعشرية السوداء، بسبب جرائم الإرهاب، إذ أدت لمقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، في ظرف اختلط فيه السياسي بالديني، وحاولت فيه بعض القوى المتشددة فرض أسلوبها في الحياة على الآخرين. تدور أحداث الفيلم حول شابات جزائريات يتابعن دراستهن في الجامعة بالعاصمة، بشكل لا يفرضن على أنفسهن أي قيد من القيود المجتمعية المعتادة في المجتمعات العربية. شابات يعشن الحياة بكل ما يملكن من طاقة، ويظهرن حماسا كبيرا لقضم المزيد منها كلما أتيحت لهن الفرصة لذلك، وفي وقت من الأوقات بدأن يشعرن بتصاعد الضغط عليهن من قبل إسلاميين متشددين أصبحوا يعلقون ملصقات تدعو إلى ارتداء النقاب، بل شكلوا عصابات تلعب دور "الشرطة الدينية" في الجامعة، ويظهر أحد المشاهد مجموعة منها، عناصرها تتكون من نساء منقبات، تقتحم غرفة نجمة التي كانت بصحبة صديقاتها وتطالبها بارتداء الحجاب والصلاة، اغتيال ليندا أثر كثيرا على نفسية نجمة أو "بابيشا"، وأفسد شهيتها للمستقبل، فقررت أن تتخلى عن حلمها، الذي ظل يسكنها طيلة الفيلم، وهو تنظيم عرض لفساتين تخيطها بأكملها انطلاقا من "الحايك"، إلا أن إصرار صديقاتها دفعها للتراجع، والمضي قدما مجددا في تنفيذ الفكرة على أرض الواقع، لم يكن من السهل على "بابيشا" وصديقاتها إقناع مديرة الحي الجامعي بتنظيم العرض. الوضع أصبح خطيرا، بالنسبة للمديرة، ولم يعد هناك مجال لتنظيم مثل هذه الأنشطة بين أسوار الجامعة. لكن نجمة ومجموعتها نجحت في إقناعها بتنظيمه، إلا أنه كان هدفا لهجوم مسلح، نجت فيه نجمة من الموت. ..”143 طريق الصحراء” يواصل تألقة بعد مهرجان لوكارنو بسويسرا ينتظر أن يعرض خلال الدورة الثالثة من مهرجان الجونة الوثائقي “143 طريق الصحراء” للمخرج حسان فرحاني الذي توج مؤخرا وخلال مشاركته في الدورة 72 من مهرجان لوكارنو الدولي بسويسرا بجائزتين وهما جائزة أحسن مخرج ناشيء" وجائزة "لجنة تحكيم الأصاغر”.
الفيلم أنتج بدعم من المركز الجزائري لتطوير السينما وصندوق تنمية الفن السينمائي وتقنياته. وتدور أحداثه حول سيدة تدعى "مليكة" تعيش بمنطقة معزولة تماما في الصحراء، ولا يوجد بها أثر للحياة، حيث تدير كشكا للوجبات السريعة للمارة من عابري السبيل وسائقي شاحنات الوزن الثقيل على الطريق الصحراوي رقم واحد، الذي يصل شمال البلاد بجنوبها. وحيث لا أحد يعرف قصة هذه السيدة التي وجدت نفسها في هذه البقعة من الأرض. ويشارك الى جانبه “حديث عن الأشجار” من فرنسا إخراج السوداني صهيب قسم الباري، و”أمة الطفل الواحد” من الصين إخراج نانفو وانج، جيالينج جانج، و”عائلة منتصف الليل” من المكسيك إخراج لوك لورنتزن، و”كابُل، مدينة في الريح” من أفغانستان إخراج أبوزار أميني، و”كونجو” من فرنسا إخراج أدريان لا فابور، كورتو فاكلاف، و”مُحصّن” من المملكة المتحدة، إخراج أورسولا ماكفارلين، بالإضافة إلى فيلمين من ألمانيا هما “واقع آخر” إخراج نويل دِرنيش، أولي فالدهاور، و”كانينجهام” إخراج ألا كوفجن. أما فيما يتعلق بمنافسة الأفلام الروائية القصيرة الجزائر تغيب عنها كما ستغيب عن العروض التي ستقدم خارج إطار المنافسة، وعن منصة الجونة تنقسم منصة الجونة السينمائية، وهو مختبر لتطوير مشاريع الأفلام، والإنتاج المشترك، يهدف إلى تمكين صناع الأفلام العرب من منتجين ومخرجين، عن طريق توفير الدعم الإبداعي، والمالي اللازم لهم، والذي يصل إلى 175 ألف دولار أمريكي، ويتنافس عليه هذا العام 12 مشروعًا في مرحلة التطوير، و 6 أفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج.