نجحت الديبلوماسية الجزائرية في إسكات أصوات الرصاص في غرب ليبيا بداية من ليلة أمس الأحد لتفسح المجال بذلك للآلة الدبلوماسية في محاولة لإيجاد مخرج آمن يحقن دماء الليبيين ويعيد أطراف الصراع إلى طاولة الحوار. سليم.ف وكان أحمد المسماري المتحدث باسم قوات «حفتر» قد أعلن وقفا لإطلاق النار في المنطقة الغربية من ليبيا اعتبارا من منتصف ليلة أمس الأحد وسط ترحيب دولي وأممي بالقرار.وتأتي الخطوة تطبيقا للدعوة التي وجهها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول يوم الأربعاء الماضي. وكانت الجزائر شهدت إنزالا دبلوماسيا كثيفا الأسبوع الماضي تمثل في زيارة كل من رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج.ووزراء خارجية إيطاليا ومصر وتركيا الذين قاموا بزيارات منفصلة إلى الجزائر التي تؤكد حرصها على البقاء على مسافة واحدة من طرفي الصراع في ليبيا.وهو ما أكده المحلل السياسي الليبي محمد الروياتي الذي قال أن الحراك السياسي المحموم الذي شهدته العديد من الدول وعلى رأسها الجزائر قد ألقى بضلاله على تغير المشهد السياسي وتوجهاته في ليبيا. ولفت الروياتي إلى هناك تفاهمات تكون قد جرت في الكواليس.مضيفا أن تحالفات الجزائر وتونس وتركيا ألقت بضلالها على العمليات العسكرية في ليبيا وضغطت باتجاه وقفها. واعتبر الروياتي أن الرحلات المكوكية والاجتماعات لوزراء خارجية تركيا ومصر وإيطاليا في الجزائر لا شك أنها تحصلت على إشارات ورسائل مفادها أن مشروع دخول قوات حفتر إلى طرابلس خط أحمر.وأضاف الروياتي أن وقف إطلاق النار هو خطوة في اتجاه التسوية السياسية ولجم مساعي الأطراف الساعية إلى عسكرة. مشيدا بالدور الذي لعبته الجزائر التي عملت في الخفاء بطريقة ضابطة للإيقاع حسب تعبيره من أجل إنتاج هذه الهدنة. ومنذ قرار تركيا نشر قوات في ليبيا، كثفت الدبلوماسية الجزائرية المبادرات السياسية لتهدئة الأزمة في ليبيا التي تشترك معها في حدود طولها نحو ألف كيلومتر وهي المساعي التي وصلت في نهاية المطاف إلى الإعلان عن وقف إطلاق النار.وترفض الجزائر أي تدخل أجنبي في ليبيا,حيث ناشدت كل مكونات والأحزاب السياسية الليبية العودة إلى عملية الحوار الوطني الشامل من أجل حقن دماء الليبيين. لدى استقبالها من طرف وزير الخارجية صبري بوقادوم ساعات قبل إعلان وقف إطلاق النار الحكومة الموالية ل «حفتر» تبرز الدور الهام الذي لعبته الجزائر في الملف الليبي سليم.ف استقبل وزير الخارجية، صبري بوقادوم وفدا من الحكومة الموالية لحفتر، برئاسة الجمهورية قبل إعلان الأخير وقف إطلاق النار في طرابلس، وتكون الوفد من نائب رئيس مجلس الوزراء، عبد السلام البدري، وزير الخارجية والتعاون الدولي عبد الهادي الحويج، وزير الداخلية ابراهيم بوشناف ووزير الدفاع المكلف اللواء يونس فرحات.وأفاد بيان للحكومة الموالية لحفتر نشرته على جدار صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، أن وزير الخارجية الليبي عبد الهادي الحويج بعد تهنئته لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بانتخابه على رأس الدولة الجزائرية، أكد على الموقف الجزائري الثابت اتجاه الملف الليبي بالرفض القاطع للتدخل الخارجي في الشؤون الليبية، والموقف الثابت ضد الإرهاب والمليشيات.كما أشار في ذات السياق، إلى سنوات الجمر التي عانت منها الجزائر خلال فترة التسعينيات، مُبرزا رؤية الحكومة الليبية.واتفق الطرفان على مزيد من التنسيق والتعاون والتشاور في مختلف المجالات بما يضمن أمن واستقرار وسيادة الجمهورية الليبية، خاصة وأن البلدين يؤمنان بأن السلام في ليبيا يرتبط بالفضاء المغاربي والمتوسطي والعربي والإفريقي والدولي، وأن مصلحة الجزائر تتمثل في تحقيق الأمن في ليبيا.