دخلت الاحتجاجات في العراق، على مدار الأيام القليلة الماضية وحتى اليوم، منعطفا جديدا، تمثل في المواجهة بين المحتجين ضد الحكومة وأنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذين يحاولون مساعدة قوات الأمن في فض الاعتصامات وفتح الطرق. وأغلق المحتجون في محافظة النجف العراقية، الاثنين، عددا من الطرق والجسور الرئيسة عقب مواجهات مع أنصار زعيم التيار الصدري، المعروفين باسم “القبعات الزرق”، الذين استمرت محاولتهم لإعادة فتح الطرق المغلقة بمساعدة رجال الإطفاء في المحافظة. وأظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون تهديد مجاميع مسلحة بزي مدني المتظاهرين بإطلاق الرصاص الحي إذا ما أصروا على إبقاء الطرق مغلقة. واندلعت مواجهات بين المحتجين وأنصار الصدر في مدينة النجف، حيث أطلق أصحاب القبعات الزرق الرصاص الحي لتفريق المحتجين. وفي مدينة الحلة، أصيب متظاهرون بسبب استخدام أنصار الصدر الأسلحة النارية. وأفاد مراسل سكاي نيوز عربية أن المتظاهرون طردوا أنصار التيار الصدري واستعادوا السيطرة على ساحة اعتصام الحلة في بابل وسط العراق. وذكر أن قيادة شرطة محافظة بابل أكدت أن قوات أمنية إضافية ستتوجه إلى ساحة المظاهرات لحمايتها. وكان الصدر قد دعا أنصاره، الأحد، إلى مساعدة قوات الأمن في فتح الطرق التي أغلقت على مدى أشهر من الاعتصامات والاحتجاجات، وطالب بعودة الحياة اليومية إلى طبيعتها، بعد تكليف السياسي العراقي محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة. وفي سياق آخر، تلقى الرئيس العراقي برهم صالح اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حسب ما ذكر المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية العرقية. وقدّم صالح تعازيه للرئيس التركي في حادث الزلزال الذي أودى بحياة عدد من المواطنين الأتراك، معبرا عن مواساته وتضامنه مع أسر الضحايا. وخلال المكالمة “تم التأكيد على أهمية دعم المجتمع الدولي لاستقرار العراق، والحفاظ على أمنه وسيادته، وضرورة تعزيز العلاقات الثنائية، بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين”. وذكر البيان أنه “جرى بحث التطورات السياسية والأمنية على الساحتين العربية والإقليمية، وضرورة التنسيق والتعاون المشترك بين البلدين لترسيخ السلم والأمن في المنطقة، وإيجاد الحلول للأزمات بالركون إلى الحوار البنّاء والجاد بين جميع الأطراف”.