تجددت المواجهات بين القوات الأمنية العراقية والمحتجين، بين تقاطع جسر محمد القاسم وساحة الطيران المؤدية إلى ساحة التحرير، مركز الاحتجاجات في العاصمة بغداد، وذلك عشية إنتهاء مهلة المتظاهرين للسلطات بتنفيذ مطالبهم، أو البدء بخطوات تصعيدية. ويندد العراقيون منذ أكثر من ثلاثة أشهر بالطبقة السياسية الحاكمة التي يتهمونها بالفساد والمحسوبيات، حيث أسفرت أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات في أنحاء البلاد عن مقتل نحو 460 شخصا غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفا بجروح، منذ الأول من أكتوبر 2019. وقبل يوم من إنتهاء مهلة المتظاهرين، تجددت المواجهات بين المتظاهرين والقوات الأمنية في ساحة الطيران وسط بغداد، حسبما، أفاد مصدر أمني عراقي في تصريح لقناة (السومرية نيوز) العراقية. وأوضح المصدر أن "الأوضاع في ساحة الطيران وسط بغداد توترت وأدت إلى حدوث مصادمات بين القوات الأمنية والمتظاهرين". وأشار إلى أن عددا من المتظاهرين أغلقوا الساحة بواسطة الإطارات المحروقة، مضيفا أن القوات الأمنية أطلقت قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، مما أدى إلى تسجيل 6 حالات اختناق في صفوفهم. كما أصيب ثمانية أشخاص في صفوف المتظاهرين خلال المواجهات مع قوات الأمن في ساحة التحرير ببغداد. استعدادات في الوسط و الجنوب لحراك غير مسبوق ردا على "تسويف" مطالب المحتجين وتأتي هذه التطورات، فيما تستعد مدن الوسط والجنوب اليوم وغدا الاثنين لحراك تصعيدي غير مسبوق، ردا على ما وصفه المتظاهرون ب"التسويف" لمطالب المحتجين، وفي مقدمتها، محاسبة المتسببين بمقتل مئات المتظاهرين، و ترشيح رئيس وزراء من خارج عباءة الأحزاب، وإجراء انتخابات مبكرة بإشراف أممي. ففي المحافظاتالجنوبية توافد عدد كبير من المحتجين إلى ساحات التظاهر، من ضمنهم طلاب الجامعات ورجال العشائر، كما جدد المتظاهرون تهديدهم للطبقة الحاكمة بالتصعيد السلمي خلال اليومين القادمين في حال عدم الاستجابة لمطالب الحراك، وأشار ناشطون مدنيون إلى أن التظاهرات غطت ميادين الاحتجاجات وشوارع محيطة، وسط هتافات ضد التدخلات الخارجية. كما أقدم عدد من المتظاهرين على إغلاق "شارع 60 " و "جسر الثورة" وسط مدينة "الحلة" مركز محافظة /بابل/ جنوببغداد، في حين شهدت محافظة /النجف/ جنوبالعراق قيام متظاهرين من الطلاب بإغلاق بوابة جامعة /الكوفة/، ومنع الموظفين من الدخول، كما قطع محتجون العديد من الطرق بين /النجف/ و/الكوفة/، وكذلك إغلاق طريق مطار /النجف/ بالإطارات المحترقة. وأقدم متظاهرون غاضبون على إغلاق بوابة مستودع الفاو النفطي، في محافظة /البصرة/، فيما شهدت محافظة /ذي قار/ قطع عدد من الطرق وأضرم المتظاهرون النار بالإطارات وقاموا بإغلاق تقاطع البهو في مدينة /الناصرية/. وفي سياق متصل، طالب شيوخ عشائر محافظة ذي قار جنوبالعراق، البرلمان ب"الإسراع في تحقيق مطالب المتظاهرين التي وصفوها بالعادلة والدستورية"، مؤكدين "ضرورة الحفاظ على سلمية الاحتجاجات في البلاد". وحذر شيوخ عشائر محافظة ذي قار خلال اجتماع لهم في مدينة الناصرية، مركزِ المحافظة، الحكومة والبرلمان من "المماطلة والتسويف في تحقيق مطالب المتظاهرين"، ودعوا للإسراع بمحاكمة قتلة المتظاهرين في عموم البلاد، وأكدوا رفضهم تجاوز المؤسسات التربوية والحكومية. وأمهل المتظاهرون في العراق، بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على الإعتصام في الساحات الرئيسية ببغداد ومحافظات الوسط والجنوب، السلطات أسبوعا كاملا، ينتهي غدا الإثنين، قبل ترك خيم الإعتصام و الذهاب نحو تصعيد إحتجاجهم للضغط بشكل أكبر في سبيل تحقيق المطالب الأساسية. ومن بين مطالب المحتجين محاسبة المتسببين بمقتل مئات المتظاهرين وإصابة أكثر من 25 ألفا، منذ مطلع أكتوبر الماضي، وترشيح رئيس وزراء من خارج عباءة الأحزاب، والإسراع بإجراء انتخابات مبكرة بإشراف أممي.