توافد عشرات الآلاف من المتظاهرين وطلبة الجامعات، والمعاهد، اليوم، إلى ساحة التحرير، وسط بغداد، تنديدا بعمليات القمع التي مارسها أتابع رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، منذ مساء أمس، باستخدام العصي، والهروات. وصدحت أصوات المتظاهرين الذين امتلأت ساحة التحرير، بهم بعدما كانت فارغة حتى وقت مبكر من اليوم الأحد، بعبارات ضد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر بالتزامن مع تغريدته التي دعا فيها القوات الأمنية إلى إنهاء مظاهر الاحتجاج، واصفا قطع الطرق من قبل المحتجين، بالإرهاب. وكان زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، قد دعا أمس، إلى “تشكيل لجان في المحافظات لإعادة الدوام الرسمي للمدارس وفتح الطرق”، مشددا على ضرورة “إرجاع الثورة إلى انضباطها وسلميتها”. وأضاف “أجد لزاما تنسيق القبعات الزرق مع القوات الأمنية الوطنية البطلة ومديريات التربية في المحافظات وعشائرنا الغيورة، إلى تشكيل لجان في المحافظات من أجل إرجاع الدوام الرسمي في المدارس الحكومية وغيرها، كما وعليهم فتح الطرق المغلقة، لكي ينعم الجميع بحياتهم اليومية، وترجع للثورة سمعتها الطيبة”. ودعا الصدر “المختصين إلى الإسراع في البدء بذلك”، موجها “نصيحة إلى القوات الأمنية بمنع كل من يقطع الطرقات، وعلى وزارة التربية معاقبة من يعرقل الدوام من أساتذة وطلاب وغيرهم”. وعلى الصعيد الميداني رفض المحتجون العراقيون في مختلف الساحات تكليف محمد توفيق علاوي برئاسة الحكومة، يأتي ذلك بعد إعلان الرئيس العراقي برهم صالح تكليف علاوي برئاسة الحكومة، وإزاء ذلك تباينت مواقف الكتل السياسية. ووصف معتصمو ساحة التحرير تكليف علاوي برئاسة الحكومة بأنه استهتار بمطالبهم، ودعوا في بيان لهم إلى ما سموها خطوات تصعيدية سلمية للرد على هذه الخطوة. من جهتها، رحبت ممثلة الأممالمتحدة لدى العراق جينين هينيس بلاسخارت بتكليف رئيس وزراء عراقي جديد، وحثت على العمل سريعا لتنفيذ الإصلاحات والمساءلة في العراق. وفي ردود الفعل على تكليف علاوي، قال ائتلاف الوطنية بزعامة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي إن الائتلاف لم يرشح أي شخص لرئاسة الحكومة ولن يكون شاهد زور على حد وصفه. وأضاف الائتلاف في موقعه الإلكتروني أنه لن يقبل بمرشح يملى عليه من خارج العراق. أما زعيم التيار الصدر مقتدى الصدر فقال إن الشعب هو من اختار رئيسا لوزرائه وليس الكتل وهذه خطوة جيدة ستعزز في المستقبل، وفق قوله. وأعرب الصدر في بيان عن أمله ألا يستسلم السيد علاوي للضغوط وأن يعلن برنامجه ويسرع في البدء بالانتخابات المبكرة. وأكد منع كل من ينتمي لتياره من الزج بنفسه في الحكومة أو التأثير على تشكيلها بأي شكل كان. أما جبهة الانقاذ والتنمية البرلمانية فقد رحبت بتسمية علاوي، وطالبته بالإعداد لانتخابات مبكرة بإشراف الأممالمتحدة وأن يرشح نفسه في الانتخابات القادمة.