توجت أول أمس، مخرجة فيلم “بابيشا” مونيا بن مدور بجائزة “أليس غي” في دورتها الثانية ، التي تنافس عليها خمس أفلام وهي “بورتريه الفتاة الشابة المشتعلة” لكاترين سيانا، “أتلانتيك” للسنغالية مأتي ديوب، “جان فانييه عمادة الحنان” لفريديريك بيدوس، و”بروكسيما” لأليس فينوكور. اجتمعت أول أمس، لجنة تحكيم جائزة أليس غي ومكونة هذا العام من المخرجة كاترين كورسيني، الممثلة جولي غاييه، المصور والمخرج يأن ارتوس برتران، في مطعم أوكس ليون في باريس لاختيار الفائز من بين المتسابقين النهائيين الخمسة “أتلانتيك ” للمخرج ماتي ديوب وجان فانيير، “سر الحنان” لفريديريك بيدوس، “بابيشا” للجزائرية مونيا مدور، “بورتريه الفتاة الصغيرة التي اشتعلت فيها النيران” للمخرجة سيلين سيكاما و”بروكسيما” لأليس وينوكورن. ومن المقرر أن تمنح الجائزة في الربيع المقبل خلال حفل سيكون مفتوح للجمهور تقيمه جمعية الكتاب والمؤلفين الموسيقيين الجهة المنظمة للحدث. للإشارة فيلم “بابيشا” الممنوع من العرض بالجزائر، قد عرف منذ طرحه في صالات العرض الفرنسية إلى استقطاب أكثر من 260 ألف مشاهد بعد عرضه في تظاهرة “نظرة ما ” في مهرجان كان السينمائي، ويعد فيلم "بابيشا" أول تجربة سينمائية في مسار إبنة المخرج الراحل عز الدين مدور ، حيث يروي العمل تحدي النساء في الجزائر خلال سنوات سنوات التسعينات، أين كان الإرهاب يضرب بقوة، وذلك من خلال سرده لحياة طالبة جامعية تسعى لتنظيم عرض أزياء في الحي الجامعي، وتتحدى المحرمات خلال العشرية السوداء، امن بطولة كل من "لينا خضري" و"مريم مجقان" و"شيرين بوتيلا" و"أميرة هيلدا" و"زهرة دومانجي"، وفيه تُظهر المخرجة روحا متمردة، حرة، ومقاومة ونظرة شجاعة في تناول جزء من حياة جزائر التسعينات. وقد حقق فيلم "بابيشا" منذ خرجته الأولى بالدورة 72 لمهرجان "كان" السينمائي، نجاحا واسعا، خاصة وانه شارك في عدد من أهم المهرجانات العربية والدولية الهمة وتوج من خلالها بجوائز تعد أيضا مهمة بالنسبة للسينما الجزائرية. وقد رشح ليمثل الجزائر في مسابقة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، إلا أنه خرج منها بعد أن قامت السلطات المعنية بالجزائر بمنعه من العرض داخل صالات السينما الجزائرية، وهو الشرط المهم الذي ترتكز عليه مسابقة الأوسكار في الترشح في فئة أفلام الأجنبية، كما كان ضمن قائمة الأفلام المرشحة لمسابقة "الغولدن غلوب" العالمية في دورتها ال 77، كما صنفه موقع "ألو سينما" الفرنسي في قائمة أفضل 10 أفلام لسنة 2019 حيث أبرز الموقع فيلم مونيا مدور في المرتبة السابعة بحصوله على علامة 3.9/5 في قائمة الأفلام التي خرجت أو وزعت في فرنسا خلال الفترة الممتدة ما بين الفاتح جانفي إلى نهاية ديسمبر 2019، وتمت مشاهدتها على الأقل من طرف 9 صحفيين ونقاد يتعاملون مع موقع "ألو سينما"، كما دخل الفيلم سباق جوائز السيزار الفرنسية. كما تجدر الإشارة، أن “أليس غي باتشي”، هي أول مخرجة في العالم (1873-1968)، فرنسية الأصل والمنشأ، قدمت أكثر من ألف فيلم، على مدار عشرين عامًا من عمرها الفني، أخرجت فيلمها الأول “The cabbage fairy “عام 1896 كتابةً وإنتاجًا وإخراجًا، حققت أليس نجاحًا كبيرًا، على مدار عقدين عددًا كبيرًا من الأفلام القصيرة، تقلدت وسام الشرف الفرنسي عام 1955، ومع ذلك فقليلاً ما تذكر أليس في تاريخ السينما. ألهمت أليس مخرجات أخريات، مثل “لويس ويبر” (1879-1939)، أول مخرجة أمريكية، كانت في بداية حياتها مبشّرة، وانطبع ذلك على مواضيع أفلامها، مثل محاربة الكحول والإدمان والإجهاض، تعد من أهم المخرجات في تاريخ السينما، قدمت عددًا كبيرًا من الأفلام الصامتة، كان أول أفلامها في عام 1911 بعنوان “Aheroin of 76″، كما عملت لويس كممثلة، كاتبة، ومنتجة أيضًا، وأخرجت لويس أكثر من 100 فيلم، كانت حصيلتها من ورائهم جائزة واحدة.