تحتضن جامعة زيان عاشور بالجلفة الملتقى الدولي الثاني لتقييم النشر العلمي في الجزائر في ظل التجارب الدولية يومي 25 و26 نوفمبر القادم، حيث سيناقش عدة محاور تتعلق بالمفاهيم وتأثيرات النشر العلمي إضافة إلى تقديم تجارب عربية وعلمية في المجال. ويأتي الملتقى حسب منظميه بهدف تشخيص وتقييم واقع النشر العلمي في الجزائر واستشراف مستقبله، وتحسس مواطن الخلل في منظومة النشر العلمي الجزائر وسبل معالجتها، إلى جانب تحديد المعايير العالمية لتقييم أوعية النشر ودورها في ترقية البحث العلمي، والتعريف بالتجارب الرائدة في مجال تقييم النشر العلمي، مع تسليط الضوء على التجارب والمشاريع العالمية الرائدة في مجال قياس وتقييم النشر العلمي، والتعرف على الصعوبات والتحديات التي واجهت تجارب الجزائر في مجال قياس وتقييم النشر العلمي، إضافة إلى تقديم مقترحات لترقية منظومة تقييم النشر العلمي. وقد ورد في ديباجة الملتقى إن النشر العلمي والأكاديمي يعد المحصلة النهائية للبحوث والدراسات العلمية لنشر العلم والمعرفة والمساهمة في تبلورها التراكمي، مما أدى بالجامعات ومخابر البحث ومراكز الدراسات وكذا الباحثين لنشر أبحاثهم ودراساتهم العلمية ضمن أوعية النشر العلمية والأكاديمية المتعددة والتي تعتمد المعايير العلمية سواء كانت مجلات أو دوريات علمية متخصصة أو كتب إذ تمثل المجلات العلمية والدوريات المتخصصة مصدرا للمعلومات العلمية، كما يعد النشر العلمي البنية الأساسية لتأسيس وتطوير التعليم العالي والبحث العلمي وأهم المعايير الدولية في تصنيف الجامعات والمؤسسات العلمية والبحثية وترتيبها عربيا وعالميا. وتضيف الديباجة، وعلى الرغم من استمرارية المساعي و الجهود الحثيثة من اجل ترقية النشر العلمي بالجزائر، إلا أنها تصطدم بالعديد من التحديات و العوائق والتي تتمثل أساسا في عدم التزام النشر العلمي (المجلات العلمية) بدولة الجزائر في الغالب بالمعايير المتعارف عليها عالميا، ما أثر سلبا على تصنيفها ضمن المجلات العالمية التي لها معامل تأثير عال، هذا إضافة إلى احتكار مؤسسات بعينها لتصنيف المجلات والدوريات اعتمادا على شروط مجحفة وتعجيزية والتي قد لا يكون لها علاقة بجودة النشر العلمي، مما أدى إلى حرمانها من هذا الحق، إلى جانب قضايا تتعلق مباشرة بموضوعات تهم الباحث في الجامعة : علاقة البحث العلمي بالتقدم المهني و الأكاديمي للأستاذ الجامعي وشروط الترقية و التثبيت. وكثيرة هي المجلات والدوريات العلمية التي ظهرت في السنوات الأخيرة في مجال نشر البحوث العلمية في الجزائر؛ تعتبر إيجابية كبداية، لكن ومع مرور الوقت ظهرت الحاجة لتثمين هذه المجلات لإخراجها من حالة الكم إلى حالة الكيف، والارتقاء بها لتصبح في مصاف المنشورات العالمية الرائدة. وأما هذا الوضع تشير الديباجة بأن الملتقى سيأتي كنتيجة حتمية للملتقى الوطني الثالث الموسوم بأساسيات النشر في المجلات المحكمة الذي لمس من خلاله مدى الاهتمام الكبير من طرف الباحثين لمعرفة كل ما يدور في فلك النشر لذلك ارتأت الجهة المنظمة إقامة الملتقى الدولي الثاني الموسوم بتقييم النشر العلمي في الجزائر في ظل التجارب الدولية الذي يصب في نفس السياق وذلك من أجل تحسن الرؤيا والإجابة على الأسئلة المهمة في موضوع النشر العلمي التي تتمثل في: ماذا أنشر؟ كيف اختار المجلة العلمية المناسبة للنشر؟. وتتوزع محاور الملتقى لتشمل، المفاهيم النظرية وسبل وآليات تقييم النشر العلمي في الجزائر، تأثير النشر العلمي على التصنيف العالمي للجامعات، التجارب العالمية و العربية في مجال تقييم النشر العلمي، وكذا الجهات المانحة وهيئات التقييم الدولي، منصات إدارة تحرير المجلات وبرمجيات التوثيق وإدارة المصادر، مشكلات وصعوبات صناعة النشر العلمي في الجزائر.