علق الحراك الشعبي في الجزائر مظاهراته، اليوم، عند الجمعة 57 إذ استجاب المتظاهرون للنداءات المتكررة بعدم الخروج إلى الشارع حفظًا لأرواح وصحة المواطنين، بسبب مخاطر تفشي فيروس كورونا، في مشهد حضاري أثبت مرة أخرى أن الحراك واع وهو أبعد ما يكون عن التهور والتلاعب بأرواح الجزائريين. وقد خلت شوارع العاصمة والمدن الأخرى من البلاد من المتظاهرين في أول جمعة منذ حوالي 13 شهرًا، رغم الوجود الأمني المكثف في الشوارع والساحات، إذ كانت العاصمة شبه مقفرة في هذه الجمعة، بعد أن استجاب المتظاهرون للنداءات الكثيرة التي ارتفعت من داخل الحراك وخارجه، والتي ألحت على ضرورة البقاء في البيوت من أجل تفادي تفشي فيروس كورونا المستجد الذي قلب حال العالم، وخلق حالة رعب وذعر ومئات الآلاف من الإصابات وآلاف الوفيات في العديد من دول العالم، فيما أعلنت وزارة الصحة في الجزائر عن تسجيل حالة وفاة جديدة بوباء كورونا المستجد، اليوم، ليصل عدد المتوفين إلى 11 من إجمالي 92 مصابا. وأثبت الحراكيون بالتزامهم بيوتهم في هذه الجمعة، الذي يعتبر الأول من نوعه دون مظاهرات منذ فبراير 2019، أنهم على درجة كبيرة من الوعي، رغم التخوفات من نزول البعض ولو كنوع من التحدي، خاصة بعد صدور قرار منع المظاهرات بشكل رسمي، وذلك في وقت كان فيه الكثير من المشاركين في الحراك قد بدأوا يقتنعون بضرورة تعليق المظاهرات إلى حين انجلاء خطر الفيروس المستجد، وقد جدد الكثير من رموز الحراك دعواهم إلى المواطنين بعدم الخروج في المظاهرات، مؤكدين أن الذي يفعل ذلك متهور ومجرم في حق غيره، وفي حالة توقيفه لا يمكن اعتباره معتقل رأي، مثلما كتب المحامي عبد الغني بادي، أحد أبرز وجوه الحراك، وأحد المحامين المدافعين عن معتقلي الحراك، والذي دعا مع محامين وناشطين إلى إطلاق سراحهم بسبب مخاطر تفشي كورونا داخل السجون. وتزامن ذلك مع أول جمعة بدأ فيها تطبيق قرار السلطات منع الصلاة وغلق المساجد، في إطار تدابير الوقاية من انتشار كورونا حيثثمن وزير الشؤون الدينية يوسف بلمهدي تفهم الجزائريين لهذه الإجراءات واستجابتهم لها والتي هي في صالحهم مذكرا انه تم، استشارة العديد من العلماء قبل الإقرار بغلق كل المساجد لتفادي تفشي هذا الوباء الذي ينتشر بسرعة.