طالب عدد من الحراكيين في مسيرتهم ال 56 من عمر الحراك الشعبي السلمي المستمر منذ 22 فيفري من السنة الماضية، بتوقيف المسيرات والتجمعات الرافضة لبقايا النظام البوتفليقي بشكل مؤقت، كخطوة وقائية لمنع إنتشار فيروس كورونا أو ما يعرف بالقاتل المجهول. سارة شرقي تواصلت مسيرة الجمعة الرافضة لبقايا رموز النظام السابق والمطالبة بتحقيق التغيير المنشود للأسبوع ال56 على التوالي منذ انطلاق الحراك، حيث خرج حشود من الجزائريين في العاصمة ومختلف أنحاء ولايات الوطن، متحدين بذلك فيروس كورونا الخطير، غير آبهين للتحذيرات من التجمعات التي تزيد من خطر إنتشار هذا الفيروس الذي ينتشر عن طريق مخالطة شخص مصاب بالعدوى لدى سعاله أو عطسه أو عن طريق القطيرات أو اللعاب وإفرازات الأنف.وتزامنت الجمعة 56 من عمر الحراك الشعبي السلمي مع إرتفاع الإصابات بفيروس كوفيد- 19 المعدي في العالم إلى أكثر من 132 ألف شخص، وفي الجزائر إلى أكثر من 26 حالة ووفاة شخصين، ما جعل البعض يتوقع إنخفاض عدد المشاركين في المسيرة، غير أن العكس هو ما حدث، حيث اجتاحت العاصمة سيول بشرية رافعت شعارات كتب عليها» العصابة هي الكورونا»، جيبو الكورونا وزيدو الطاعون في الحراك نحن مواصلون»، «حنا منخافوش» «إما نحن أو أنام» ,مطالبين برحيل كافة رموز النظام السابق وتحقيق التغيير الجذري وكذا إطلاق سراح سجناء الرأي، في حين رفع عدد منهم لافتات كتب عليها» أوقفوا الحراك بسبب كورونا وسنعود إليه شهر أفريل المقبل» في إشارة منهم إلى مخاطر التجمعات التي تزيد من إنتشار هذا الفيروس الذي أدى إلى هلاك الآلاف عبر العام على غرار الصين، إيطاليا وإيران التي تعتبر من أكثر الدول تضررا من فيروس كورنا .ووسط إنتشار لعناصر الأمن وقوات مكافحة الشغب بشاحناتهم وسياراتهم رباعية الدفع على أهم شوارع الجزائر العاصمة خرج المتظاهرون بأعداد هائلة قادمين من كل صوب وحدب على غرار باب الواد، ديدوش مراد، أول ماي، القبة الحراش وغيرها من الساحات والمدن التي تشهد مسيرات مطالبة بالاستقلال من النظام السابق، باتجاه ساحة البريد المركزي التي تعتبر ملتقى المتظاهرين، حاملين الأعلام الوطنية وصورا لشهداء التحرير الوطني وعدد من النشطاء السياسيين الموقوفين، ليرتفع عددهم مباشرة بعد صلاة الظهر.نساء، شيوخ أطفال تحدوا الكورونا وأبوا إلا أن يشاركوا في مسيرتهم الأسبوعية رغم الدعوة التي أطلقها عدد من الأطباء والتي تحذر المسنين وذوي الأمراض المزمنة وحتى الأصحاء، من التواجد في التجمعات وتحاشي الخروج من البيت إلا للضرورة القصوى، وهو مالم نشهده في مسيرة الجمعة التي عرفت مشاركة كبيرة لهذه الشريحة، وهذا ما يشير إلى عدم وعيهم بالأخطار الناتجة عن فيروس كورونا القاتل.وفي هذا السياق قال أحد الحراكيون»» « لن نتوقف وسنواصل النضال رغم إنتشار كورونا الى حين رحيل نظام العصابة، الشعب واعي بمخاطر هذا الوباء ، غير أن وباؤنا الحقيقي هو السيستام» وتابع «السيستام كورونا إرحلوا لن تخيفونا بكورونا أرحلوا» .وفي الجهة المقابلة طالب الشباب الذين رفعوا لافتات تطالب بتعليق التظاهر واستئنافه شهر أفريل القادم كخطوة لتفادي إنتشار هذا الوباء العالمي، مشيرين إلى النسبة الكبيرة من الوفيات التي عرفتها الصينوإيطاليا بسبب كوفيد-19 رغم التطور الذي وصلت إليه فكيف يكون الحال إذا ما انتشر في الجزائر؟ مشددين على ضرورة توعية المواطنين لاسيما الحراكيون من مخاطر هذا القاتل المجهول.