أعلنت فعاليات طلابية ناشطة، الثلاثاء في بيان لها تعليق مشاركتها في مسيرات الثلاثاء والجمعة “انطلاقا من المصلحة العليا للوطن وتقديرنا للمسؤولية الاخلاقية” والتاريخية خلال هذ الظرف العصيب التي تمر فيه البلاد في ظل تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19 ). وجاء في بيان الفعاليات الطلابية التي تضم ثماني تنظيمات أنه انطلاقا “من المصلحة العليا للوطن وتقديرنا للمسؤولية الاخلاقية والتاريخية” التي تصاحب هذا الظرف العصيب وعملا بتوصيات البيان الصادر عن مجموعة من الاطباء(…) ، “نعلن تعليقنا لمشاركتنا في مسيرات الثلاثاء والجمعة حتى مرور الازمة وحسب مستجدات الوضع” داعية الى “تغليب المصلحة الوطنية وتعليق خروج الطلبة حماية لأنفسهم ولوطنهم”. وكانت مجموعة من أطباء وصيادلة وممارسين في الصحة قد دعت، خلال اجتماع لهم الاثنين، المواطنين الى تجنب التجمعات والمظاهرات وتعليق المسيرات الشعبية وتفادي كل أماكن الاكتظاظ كالأسواق، قاعات الحفلات، المقاهي، المساجد ووسائل النقل العمومية والتزام شروط النظافة والامن الصحي. و”بحكم اطلاعهم على خطورة هذا الوباء على الامن الصحي ومعرفتهم بواقع القطاع الصحي في الجزائر ” دعا الموقعون على البيان الختامي السلطات العمومية الى ضرورة “اتخاذ تدابير استعجالية جدية ومسؤولة من خلال خطة عمل واضحة وشفافة، تأمين الحدود البرية والغلق الفوري للمجال الجوي والبحري من والى المناطق الموبوءة”. كما أكد ممارسو الصحة على ضرورة توفير كل الوسائل البشرية والمادية الضرورية للوقاية والكشف والعلاج وكذا تجهيز مرافق استثنائية لاستقبال والتكفل بحالات الحجر الصحي. وشهدت مسيرة الطلبة الأسبوعية بالعاصمة، الثلاثاء، حضورا محدودا للمتظاهرين، للمرة الأولى منذ فبراير 2019، بسبب فيروس كورونا. وبحسب متابعين، فإن الحضور المحدود للمشاركين في حراك الطلبة، مؤشر أولي على تعليق مؤقت لحراك الجمعة الرئيسي. ومنذ 22 فبراير 2019، لم تنقطع المسيرات الشعبية المطالبة بالتغيير الجذري للنظام الحاكم، كل ثلاثاء وجمعة، المعروفة باسم الحراك الشعبي، رغم تمكنها في 2 أفريل الماضي، من إجبار عبد العزيز بوتفليقة على الاستقالة من الرئاسة (1999 2019). وقبيل انطلاق المسيرة في ساحة الشهداء وسط العاصمة، جرى حديث بين طلبة وأطباء من جهة، ومشاركين من جهة أخرى، حول ضرورة وقف الحراك مؤقتا بالنظر إلى وجود خطر حقيقي لنقل العدوى. ولاحقا، فرقت مصالح الأمن المسيرة عند وصولها ساحة البريد المركزي وسط العاصمة. .. نداءات لتعليق الحراك في الجزائر خشية انتشار فيروس كورونا تزايدت الدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتعليق مسيرات الحراك الأسبوعية في الجزائر، ما يدفع المتظاهرين للبحث عن وسائل أخرى للاحتجاج تمكنّهم من تفادي خطر الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد. ويوم الجمعة الماضي الموافق للاسبوع ال56 على التوالي، خرج آلاف الجزائريين للتظاهر متحدين خطر الفيروس. وفي اليوم التالي فرقت الشرطة بضع مئات من المتظاهرين المتعنتين. ومع ذلك ، فإن العديد من الشخصيات في هذه الحركة الاحتجاجية السلمية غير المسبوقة، دعت بشكل علني إلى تعليق المسيرات – التي جمعت مئات الآلاف من الجزائريين في ذروة الحراك – طالما أن خطر انتشار الوباء موجود. وكتب المحامي مصطفى بوشاشي أحد أبرز وجوه الحراك على صفحته على فيسبوك “الحكمة تستوجب تعليق المسيرات حفاظا على الصحة العامة بانتظار المستجدات. إنها الطريقة المثلى للمحافظة على حضارية الحراك مع التفكير جماعيا في بدائل”. وكذلك بين المعارضين السياسيين ، ندعو أيضا إلى “مسؤولية الجميع في جعل صحة الجزائريين هي الأولوية”، كما طالب محسن بلعباس، رئيس التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية. أما سعيد سعدي، الشخصية المعارضة المعروفة فقال صراحة “في الثورة، يجب تغليب العقل على الشغف. لكي تعيش بحرية ، يجب أن تكون على قيد الحياة”. وهو رأي تقاسمه الوزير والدبلوماسي السابق واحدى شخصيات المعارضة عبد العزيز رحابي، كاتبا على تويتر “التعليق المؤقت للمسيرات، بسبب المخاطر الصحية، واجب وطني ويحفظ حقنا في التظاهر بحرية من أجل جزائر قوية واكثر عدلا”. .. “إعادة اختراع نفسك” وانتشر على تويتر وسم “إبق في دارك” باللغات الثلاث العربية والفرنسية والانكليزية، لدعوة الجزائريين الى عدم مغادرة بيوتهم. وكتب ناشط على فيسبوك “توقفوا عن الحديث عن مؤامرة تستهدف الحراك عند الحديث عن وقف المسيرات الأسبوعية! لا ينحصر الحراك في التجمعات أو المسيرات. الحراك هو ضمير مواطني قيد البناء وسيدوم في الزمن”. وطرحت مجموعة “ابتكار” على موقع فيسبوك، للنقاش بين الأعضاء إطلاق فكرة التفكير في أشكال أخرى من النشاط الجماعي. وقال نائب رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان سعيد صالحي “سيتعين علينا أن نذهب إلى أشكال أخرى خارج المسيرات. وسيتعين على الحراك أن يظل فاعلًا في توعية المواطنين والتضامن وإذا لزم الأمر التعبئة الوطنية ضد فيروس كورونا”. وأضاف عبر مواقع التواصل الاجتماعي”نعم ، يمكننا إنشاء مجموعات تضامن وإغاثة ومساعدة وتوعية”. وعلى هذه المواقع، ابتكر الجزائريون العديد من الأفكار للمشاركة الفعلية في الحراك على الإنترنت: “احتجوا من شرفات المباني أو أظهروا ببساطة سلوكا حضاريا”. ويأمل خالد قائلا “يجب أن يعيد الحراك تجديد نفسه. إنها فرصة للخروج من فولكلور المسيرات” كما كتب على تويتر.