دفع حب وتفاني عبد القادر الحاج عيسى لفعل الخير ولعمله في قطاع الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بولاية الأغواط الى تأجيل تقاعده الى حين لكي يواصل تكفله بالمصابين بفيروس كورونا في هذا الظرف الذي يحتاج فيه الوطن الى كل كفاءاته، كما قال. وعمل الحاج عيسى منذ أبريل سنة 1988 في سلك الممرضين قبل أن يصبح رئيس مصلحة الأشعة بالمؤسسة العمومية الإستشفائية أحميدة بن عجيلة بعاصمة الولاية منذ أزيد من عشرة (10) سنوات. وصادف بلوغ سن تقاعده الكامل عن العمل مع تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) عبر الوطن وفي العالم بأسره، ولذلك اختار ان يؤجل الإستفادة من التقاعد الى وقت آخر بغرض مواصلة رسالته الإنسانية والتطوع للمساهمة في التصدي لهذه الجائحة الفتاكة، خاصة وأن مصلحة الأشعة التي يترأسها تعد وسيلة طبية محورية في تشخيص المصابين بهذه الجائحة. وأوضح عبد القادر الحاج عيسى في حديث مع وأج أنه يعمل بمبدأ “الواجب قبل كل شيء” وأنه “مستعد للعمل مجانا” إذا اقتضت الضرورة لأن الجزائر كما قال، منحت له كل شيء، وبقاءه في العمل هو”أقل رد للجميل” يمكن أن يقدمه لبلده ولأبناء بلده. ويرى الحاج عيسى أن متابعة إحصائيات المصابين وأعداد المرضى الذين تماثلوا للشفاء من كورونا عبر التلفزيون “شيء جيد”، ولكن المساهمة في شفائهم “أمر أعظم” وهوما يجبره على البقاء في منصبه، كما قال. وحسبه فان الاحالة على التقاعد ستأتي “عاجلا أم آجلا” متأسفا كون ذلك سينهي فرص مساعدته للمرضى وهوالذي يسعى “بقدر الإمكان استغلال كل دقيقة تمر داخل أسوار المستشفى لقضاء مصالح الناس وخدمتهم”. وبالمناسبة وجه السيد حاج عيسى امتنانه إلى كل من عمل معه طوال سنوات في قطاع الصحة، وإلى عائلته التي رافقته خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة التي امتدت لاثنين وثلاثين سنة. وتؤكد شهادة المراقب العام لنفس المؤسسة الإستشفائية، عطاء الله بن صالح، خصال السيد الحاج عيسى الذي إستطاع بفضل نشاطه الدؤوب وتفانيه في العمل وطبعه الإجتماعي أن ينافس الشباب ويتفوق عليهم، حسب المراقب العام. وأضاف أن عطاء الحاج عيسى “لا يعد ولا يحصى، فهويساعد الكبير والصغير، وقلبه يتسع لكل من يدخل المستشفى، وجعل من خدمة الانسانية رسالته في الحياة”. وبدوره، قال رئيس نقابة موظفي قطاع الصحة جمال قاسمي في ردة فعل بعد علمه برفض السيد حاج عيسى التقاعد في هذه الظروف الصحية الإستثنائية التي تمر بها البلاد أن التضحيات الجسام للسيد حاج عيسى وأمثاله هي “مثال يحتذى به، ودرس في أخلاقيات المهنة الشريفة”. وأشار أيضا إلى أن كل زملاءه من الطاقمين الطبي والشبه الطبي لم ولن يتراجعوا عن أداء واجبهم بما يمليه ضميرهم ولن يبرحوا أماكن عملهم إلى أن نتجاوز هذه المرحلة الصعبة وتعود الحياة إلى طبيعتها.