مع اقتراب إحياء الشعب الفلسطيني الذكرى ال72 ل"النكبة"، التي احتلت خلالها العصابات الصهيونية أراضيهم بعد طردهم قسرا من بلداتهم بارتكاب العديد من المجازر، أظهرت أرقام تقرير إحصائي رسمي جديد أن عدد الفلسطينيين تضاعف تسع مرات خلال تلك السنوات الطويلة، فيما استشهد ما يزيد عن مئة ألف دفاعا عن أرضهم منذ ذلك الوقت. وفي تقرير جديد أصدره الجهاز المركزي للإحصاء، مع قرب إحياء ذكرى "النكبة 72" يوم 15 من الشهر الجاري، أكد أنه على الرغم من تشريد أكثر من 800 ألف فلسطيني في العام 1948، ونزوح أكثر من 200 ألف فلسطيني غالبيتهم إلى الأردن بعد حرب جوان 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم نهاية العام 2019 حوالي 13.4 مليون نسمة، ما يشير إلى أن عدد الفلسطينيين تضاعف أكثر من 9 مرات، منذ أحداث النكبة، أكثر من نصفهم (6.64 ملايين) نسمة في فلسطين التاريخية (1.60 مليون في أراضي عام 1948). وأوضح الإحصاء في تقرير استعرض فيه أوضاع شعبنا الفلسطيني من خلال الأرقام والحقائق الإحصائية عشية الذكرى، أن عدد السكان نهاية 2019 في الضفة الغربية "بما فيها القدس" بلغ 3.02 ملايين نسمة، وحوالي 2.02 مليون نسمة في قطاع غزة، وفيما يتعلق بمحافظة القدس فقد بلغ عدد السكان حوالي 457 ألف نسمة في نهاية العام 2019، منهم حوالي 65% (حوالي 295 ألف نسمة) يقيمون في مناطق القدس، والتي ضمها الاحتلال الإسرائيلي إليه عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية عام 1967، لافتا إلى أنه بناء على هذه المعطيات، فإن الفلسطينيين يشكلون حوالي 49.7% من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود ما نسبته 50.3% من مجموع السكان ويستغلون أكثر من 85% من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية (البالغة 27,000 كم2)، بما فيها من موارد وما عليها من سكان، وما تبقى من هذه المساحة لا تخلو من فرض السيطرة والنفوذ من قبل الاحتلال عليها. وتجدر الإشارة إلى أن اليهود في عهد الانتداب البريطاني استغلوا فقط 1,682 كم2 من أرض فلسطين التاريخية وتشكل ما نسبته 6.2%. وحسب البيان، فقد بلغ عدد السكان في فلسطين التاريخية عام 1914 نحو 690 ألف نسمة، شكلت نسبة اليهود 8% فقط منهم، وفي العام 1948 بلغ عدد السكان أكثر من 2 مليون حوالي 31.5% منهم من اليهود، وقد ارتفعت نسبة اليهود خلال هذه الفترة بفعل توجيه ورعاية هجرة اليهود إلى فلسطين خلال فترة الانتداب البريطاني، حيث تضاعف عدد اليهود أكثر من 6 مرات خلال الفترة ذاتها، حيث تدفق بين عامي 1932 و1939 أكبر عدد من المهاجرين اليهود، وبلغ عددهم 225 ألف يهودي، وتدفق على فلسطين بين عامي 1940 و1947 أكثر من 93 ألف يهودي، وبهذا تكون فلسطين قد استقبلت بين عامي 1932 و1947 ما يقرب من 318 ألف يهودي، ومنذ العام 1948 وحتى العام 1975 تدفق أكثر من 540 ألف يهودي. ويؤكد التقرير الإحصائي أن أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير شكلت مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، لما مثلته وما زالت هذه النكبة من عملية "تطهير عرقي"، حيث تم تدمير وطرد شعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه، لافتا إلى أن الاحتلال سيطر خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، ودمر 531 منها بالكامل، وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه، وقد رافق عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين، أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني.