أشرفت أمس الاثنين، وزيرة الثقافة مليكة بن دودة، بقصر الثقافة مفدي زكرياء وبمناسبة اليوم العالمي للمتاحف، المصادف ل 18 ماي من كل سنة، على اختتام فعاليات شهر التراث الثقافي الذي كان شعاره “التراث الثقافي في ظل الرّقمنة”. خلال كلمة ألقتها بالمناسبة، أعلنت وزيرة الثقافة، عن إطلاق مشروعين كبيرين في مجال التراث من حيث التشريع والجرد، واللذان يندرجان في إطار تنفيذ مشروع المحافظة على التنوع البيولوجي ذو الأهمية العالمية والاستعمال المستدام لخدمات الأنظمة البيئية بالحظائر الثقافية بالجزائر المنجز بالشراكة مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي بالجزائر، وقد تمكن فريق علمي من الباحثين التابعين للمديرية الوطنية لمشروع الحظائر الثقافية وإطارات الديوان الوطني للحظيرة الوطنية للأهقار، من تسجيل عودة الفهد الصحراوي للمنطقة بعد انقطاع دام قرابة 15 سنة، حيث تم بموجب بروتوكول علمي لمتابعة الأصناف الحيوانية من رصد وتصوير هذا الحيوان بمنطقة أتاكور. كما نوّهت اوزيرة الثقافة، بالجهود التي بذلتها المؤسسات المشرفة على قطاع التراث الثقافي طوال فعاليات شهر التراث لحسن توظيفهم المنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي للترويج للتراث الثقافي الوطني المادي وغير المادي، وأعلنت من جهة أخرى، هم إطلاق مشروع الخريطة الأثرية بمشاركة خبراء وفاعلين من داخل وخارج الوطن، وأضافت الوزيرة أن مشروع رسم الخرائط هذا، الذي طالما شكل مصدر انشغال للمهنيين في هذا القطاع، بما في ذلك المركز الوطني للبحوث في علم الآثار، سيتم بالتعاون مع جميع المؤسسات ومراكز البحث النشطة في هذا المجال. كما أعلنت عن تعديل القانون 98-04 المتعلق بحماية التراث بحيث يصبح يتماشى هذا النص مع التغييرات الأخيرة والسياسة الثقافية للبلاد.وقالت في السياق ذاته غالبًا ما كان هذا القانون الساري منذ عام 1998، موضوعًا لطلبات التعديل والتحيين من قبل المتخصصين في مجال التراث، وخاصة أولئك الذين يعملون على التراث غير المادي. وبالنسبة لليوم العالمي للمتاحف المصادف ليوم 18 ماي، تطرقت وزيرة الثقافة الى مختلف النشاطات الرقمية ذات الصلة بالتراث التي تم تنظيمها على غرار الندوات الافتراضية العديدة التي نشطها خبراء دوليون، و جاء هذا الانتقال لإحياء شهر التراث باعتماد الرقمنة من 18 أفريل إلى 18 ماي من كل سنة عقب غلق المتاحف والمواقع كإجراء احترازي ضد انتشار وباء كورونا . كما ذكرت الوزيرة بالتعليمة التي وجهتها لمدراء المتاحف من أجل القيام بتطهير وإعادة تهيئة هذه المؤسسات وتنظيم زيارات افتراضية حولها. من جهة أخرى أعلنت مليكة بن دودة عن نشر خلال الأيام القادمة مجلة مخصصة كليا للتراث الثقافي، و يهدف نشر هذه المجلة التي تحمل عنوان “الجدار” نسبة للمصب التذكارية البربرية بمنطقة فرندة بتيارت الى نشر التراث وتقريبه من الجمهور.