الجنرال الأسير ماهر يونس الأطول اعتقال بشكل متواصل برفقة ابن قضيته عميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس، جنرالاً في الصبر والقدرة على التحمل، حيث أنه شارف على العام الأربعين في السجون الاسرائيلية بثبات ويقين وقناعة بلا وجل ولا ندم . الأسير يونس كما عايشناه داخل الاعتقال وعرفناه " الأكثر حكمة، والأعمق حنكة، والأصلب عزيمة وانتماء، والأكثر وعي في مواجهة الأزمات، وأكثر حرص على الوحدة الوطنية والتفاهم، والأقدر على استقراء المستقبل بالقدر الذي يحقق الأهداف المرجوة، والأقدر على ترتيب الأولويات، واختيار البدائل الأقل تكلفة وأكثر تأثير فى تحقيق الأهداف المرجوة حتى تحقيق الحرية والسيادة والاستقلال". الأسير ماهر عبد اللطيف يونس ثاني أقدم أسير في العالم من قرية عارة في المثلث الشمالي بأراضي48، من مواليد 6 /1/ 1958م، من عائلة مكونة من خمس أخوات، وأخ، اُعتقل في تاريخ 18 / 1/ 1983م، حكم عليه في بداية اعتقاله بالإعدام شنقاً برفقه أبناء قضيته ( الأسير كريم يونس والأسير سامي يونس ) بدعوى " الخيانة كونه يحمل الهوية الإسرائيلية ويعتبره الاحتلال مواطناً إسرائيلياً، ومن ثم حوكم بالمؤبد مدى الحياة، وفى العام 2012 تم تحديد المؤبد لأربعين عاما، ولم تشمله عمليات التبادل في العام 1985 بصفقة أحمد حبريل، ولا في العام 2011 بصفقة وفاء الأحرار، ولا في المفاوضات السياسية في أعقاب اتفاق أوسلو 1993، ولا في الدفعة الرابعة التى أوقفتها دولة الاحتلال رغم أنها كانت برعاية أمريكية ولا يزال 26 أسيراً من عمداء الأسرى صامدون في انتظار الحرية، وخاض الأسير يونس إضرابا عن الطعام في العام 2013، لتسليط الضوء على معاناة الأسرى القدامى في السجون الإسرائيلية وخاصة أسرى الداخل الفلسطيني المحتل، التى تقفز عنهم افراجات المفاوضات السياسية وصفقات التبادل مع الفصائل الفلسطينية. وأنهى مقالى من حيث رسالة ماهر التى أكد فيها " أنه لن يكون هناك سلام عادل في ظل وجود نتنياهو وترامب "، وأضاف نحن أصحاب قضية وباقون رغم كل شيء، مجدداً عهده بالقول أن الأسرى جميعاً أصحاب قضية وطريق هو طريق الحق، فالبلاد بلادنا وما أتينا ضيوفاً على البلد. نحن باقون هنا رغم كل التشديدات والعقوبات والقوانين الجائرة، متمسكين بثوابتنا وأرضنا، نحن أبناء الجذور؛ جذور فلسطين داخل الأرض المحتلة عام 48، ولن يستطيع أحد نزع هذه الهوية. والأسرى هم أصحاب رسالة نبيلة وشريفة، فنحن نتبع للوطن وليس لأشخاص وقضيتنا قضية وطن، وقد تشبّعنا من هذا الشيء من إرث من سبقونا إن كان من العائلة أو من مناضلي شعبنا. وطالما هناك احتلال فالمشوار يجب أن يستمر والأرض مهرها غالي، لذلك سالت دماء الشهداء الشرفاء والكرماء، ونحن مستمرون لأن قضيتنا هي قضية عادلة، أما الاحتلال فهو عنصري وقوانينه تثبت ذلك . وطالما وجد طفل فلسطيني أو فتاة أو شاب فلسطيني فإن الأرض ستبقى لأن الحامي لها مخلص لشعاراته وأهدافه وللقضية بشكل عام.