شرع مؤخرا، المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري في عملية توثيق خاصة بالمعهد منذ تأسيسه سنة 1964 إلى يومينا، بالاستعانة على شهادة كلا من الفنان عبد الحميد رابية وإدريس شقروني. كشف الموقع الرسمي للمعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، أن إدارة المعهد شرعت مؤخرا في عملية توثيق لذاكرة المعهد وذلك من خلال تسجيل إفادات الفنانين الكبيرين عبد الحميد رابية ودريس شقروني، وتأتي هذه المبادرة وفقا للموقع بالتعاون بين المدير الجديد للمعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري الدكتور محمد بوكراس، والأكاديمي إبراهيم نوال، وقد عاد من خلالها كلاً من الممثل عبد الحميد رابية ودريس شقروني إلى المعهد الذي تخرّجا منه تباعا في مطلع سبعينات القرن الماضي، وقام الأستاذ الفنان مجيد منصوري بتسجيل ومضتين مطوّلتين مع الفنان عبد الحميد رابية ودريس شقروني حول جوانب هامة كشف عنها الرجلان الذاكرتان، تخص مسار معهد فنون العرض منذ نشأته الأولى بساحل سيد فرج عام 1964. وستعمل إدارة المعهد بالمزيد من الجلسات التوثيقية مع خرّيجي المعهد، حتى تتّم كتابة التاريخ الكامل لمعهد برج الكيفان في غضون القادم. ..معهد برج الكيفان تاريخ وذاكرة تاريخ المعهد العالي لمهن الفن والسمعي البصري يمتد ل56 سنة، بدايته كانت من ساحل سيدي فرج غربي الجزائر العاصمة، أين جرى تأسيس ما كان يسمى آنذاك "المعهد لوطني للفنون الدرامية والإيقاعية" على يد فقيد الركح مصطفى كاتب (1920 1989) أيام كان مديراً للمسرح الوطني الجزائري، وجسّد كاتب الخطوة في الرابع أكتوبر 1964 رفقة مديره الفني الفقيد محمد بودية (أحد الرجال العظماء الذين قدموا روائعا للمسرح الجزائري قبل أن يغتال من طرف الموسيد بباريس في 28/06/1973 وهو المعروف بدفاعه عن القضية الفلسطينية)، بهدف كبير: تكوين ممثلين مسرحيين، وجرى افتتاح المعهد بتكاثف وإصرار كفاءات محلية، أوروبية ومشرقية هامة جداً، وبإشراف عام للمخرج الفرنسي هنري كوردرو ومساعدة مواطنه جان ماري بوقلان، والمصري سعيد زهران بالتنسيق مع مصطفى كاتب، وتمّ تبني المنهج الفرنسي في التكوين، وهو واقع ظلّ قائماً إلى غاية ثمانينات القرن الماضي. في أكتوبر من عام 1965، جرى نقل مقر المعهد إلى مدينة برج الكيفان، وجرى استبدال تسمية المعهد الوطني للفنون الدرامية والإيقاعية، بالمعهد الوطني للفنون الدرامية، الذي تخرّجت منه أول دفعة ضمّت: محمد آدار، أحمد بن عيسى، زياني شريف عياد، سعيد بن سالمة، زهير بوزرار، عبد العزيز قردة، بوعلام بناني، محمد سلال، محمد قرفي، رابح لشعة وغيرهم. وفي سنة 1968، جرى تغيير تسمية المعهد الوطني للفنون الدرامية، إلى المعهد الوطني للتنشيط الثقافي والرقص الكوريغرافي، وتمّ استقدام التقني الروسي نيكولاي ساشا، والمصمم البلغاري جورج أبرانشاف ولودميلا رانسكوفا، لتكوين منشطين وراقصين جرى إشراكهم في إحياء المهرجان الثقافي الإفريقي الذي احتضنته الجزائر في صيف عام 1969. وفي سنة 1991 تحوّل اسم المعهد إلى المعهد الوطني العالي للفنون الدرامية، وحددت له فروع التكوين التالية: التمثيل، الإخراج، السينوغرافيا والكوريغرافيا، وحصل هذا التحوّل بعد إضراب طويل شنّه طلبة التمثيل للحصول على شهادة ليسانس في التمثيل بدل شهادة الكفاءة المهنية التي كانت تُمنح في السابق. وفي جوان 1995، جرى تعيين المرحوم أمقران حفناوي مديراً جديداً للمعهد الوطني للفنون الدرامية، وجرى الاتكاء اعتباراً من هذه السنة على برنامج بيداغوجي قارّ توافقت عليه وزارتا الثقافة والتعليم العالي والبحث العلمي، ونصّ على مسار دراسي يستمر خمس سنوات ويتوج بشهادة الدراسات العليا في الفنون المسرحية. وفي سنة 2004، تحولت تسمية المعهد إلى المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، بقرار من الوزيرة السابقة خليدة تومي، وتم إضافة أربع شُعب وهب مساعد إخراج، سكريبت، التركيب والتقاط الصورة، وتم تبني نظام "الألمدي" بداية من الموسم الجامعي 2015-2016، بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وصار المعهد يقع تحت مسؤولية وزارة التعليم العالي من حيث البرامج البيداغوجية، ووصاية وزارة الثقافة من حيث التسيير والمالية.