سيصدر قريبا للدكتور الإعلامي محمد بغداد، كتاب جديد يحمل عنوان" المؤسسة الدينية وإدارة الأزمات-جائحة كورونا نموذجا"، قدم فيه دراسة موضوعاتية حول مواقف وتصورات هذه المؤسسة في تفاعلها مع الجائحة، كونها المؤسسة التي نالت الكثير من الاهتمام والتفاعل من طرف الرأي العام. دراسة الدكتور محمد بغداد الموسومة ب"المؤسسة الدينية وإدارة الأزمات، جائحة كورونا أنموذجا"، تثير الكثير من الأسئلة وتتجنب الإجابة عن الملح من التساؤلات، إلا أنها تفتح المجال على إمكانية ميلاد دراسات علمية متخصصة، تتناول سلوك المؤسسات في التعاطي مع جائحة "كورونا"، وفي مقدمة هذه المؤسسات، المؤسسة الدينية، نظرا لمساحة تأثيرها في المجتمع. وقال الدكتور محمد بغداد في مقدمة كتابه إن الكتاب عبارة عن دراسة قدم فيها رؤية إعلامية تأتي في سياق المتابعة اليومية التي يقوم بها الباحث، منذ تحول "كورونا" من مستوى الوباء إلى مستوى الجائحة، والتي ترصد توثيق الخطوات المتخذة، وما نتج عنها من ردود أفعال، كان لها دورها في بلورة الصورة المشكلة عن تفكير المؤسسة الدينية في الجزائر. الدراسة عملت على تقديم تحليل خطاب هذه المؤسسة ومناقشة صورة الجائحة في ذهنية هذه المؤسسة، والعمل على تفكيك طبيعة تعامل المؤسسة مع تداعيات الجائحة، والذهاب إلى آفاق تعاطي المؤسسة الدينية في التعامل مع الأزمات المشابهة. كما تعمل دراسة الدكتور بغداد، على تركيز التحليل الإعلامي على ثلاث محطات في تعامل المؤسسة الدينية مع الأزمات، المحطة الأولى، التي يعتبرها محمد بغداد أنها فرصة ذهبية كبيرة، هي بمثابة هدية من السلطة السياسية التي منحت المؤسسة الدينية دورا قياديا في إستراتيجية الدولة لمواجهة جائحة "كورونا"، وقد بدا واضحا اعتماد السلطة على المؤسسة الدينية في تحقيق أهداف إستراتيجية لمواجهة الجائحة، وحسب دراسة محمد بغداد، فإن النتائج الأولى تؤكد أن المؤسسة الدينية لم تفهم رهان السلطة، ولم تدرك الدور المنوط بالمهمة المطلوب منها إنجازها. فيما يخص المحطة الثانية، وهي نتيجة للمحطة الأولى، والتي نتج عنها ارتباك وتململ إلى درجة التناقض، ظهر في سلوك المؤسسة الدينية من إفرازات سوء فهمها للدور وعدم إدراكها للمهمة، مما جعلها تظهر في مواقف تجذب الشفقة والسخرية في كثير من المساحات، وما عمق من مأساوية المشهد، عدم امتلاك المؤسسة الدينية المهارات الكافية للتعامل مع متطلبات الفضاءات الاتصالية الجديدة، وبالخصوص الافتراضية منها على وجه التحديد. أما المحطة الثالثة، فيقوم بمزج التوقع المستقبلي مع ارتكازات وتجارب الماضي، من خلال استحضار سلوكات المؤسسة الدينية مع أزمات أخرى، تختلف من حيث الطبيعة والمضمون، إلا أنها تلتقي في الجوهر والمضمون في كونها تندرج في المفهوم الشامل للأزمة.