صدر حديثا للكاتبة سميرة جلاب، رواية تنتمي إلى أدب الفنتازيا بعنوان "أندريا-سحر أردال" عن دار المثقف للنشر والتوزيع، سلطت فيها الضوء على الأساطير والقصص الشعبية القديمة. رواية "أندريا- سحر أردال" تعد أول عمل أدبي للكاتبة، وهي ضمن القائمة القصيرة لأحسن عمل أدبي عن دار المثقف للنشر و التوزيع وفكرتها مأخوذة من مذكرة تخرجها حيث قامت ببحث أكاديمي في حول أدب الفنتازيا الذي يسرد أبعاد الواقع بقصص خيالية مشوقة وعميقة، وتقع الرواية في 244 صفحة، قطع المتوسط، وصمم غلافها هيثم بن حليمة، تدور أحداثها في عالم أنداريا حيث يعيش مخلوقات تدعى المودوس، بين عامة وسحرة، في سبع أراض فوق بحر الموسور العظيم. من خلال قصة شيقة مفعمة بالمغامرات والأساطير، تطرح شخصيات الرواية فلسفات وأفكار متنوعة وعميقة لتناقشها بأسلوب تحليلي، تناقش مواضيع أساسية كإعادة صياغة أساطير قديمة تعود إلى عصر النور وأخرى حديثة، بالإضافة إلى مواضيع أخرى تتشابك في قالب الفنتازيا لتنسج رواية خيالية تعكس الواقع إلى أبعد مدى. وقد حاولت الكاتبة سميرة جلاب من خلالها إلغاء فكرة الأحادية البطولية في الرواية، من خلال القصّة، حاولت الكاتبة إلغاء فكرة الأحادية البطولية في الرواية لتصنع من كلّ شخصيات الرواية، حتّى الثانوية منها، أبطالا للقصة، وارتكزت في تجسيد أحداثها على خلق جسر بين الواقع والخيال، لتثبت من خلال الرواية أن أدب الفنتازيا من أجمل الأنواع التّي تسطر أبعاد الواقع بقصص خيالية مشوقة وعميقة، وقد حاولت الكاتبة تسليط الضوء على تزييف التاريخ والأساطير من طرف أعداء العلم عن طريق تجهيل الشعوب والتلاعب بتراثهم و تحريف قصصهم الفلكلورية التّي تشكل ثقافاتهم وهويّتهم. وطرحت الكاتبة حفنة من أفكار فلسفية تعني الوجودية، باعتبارها متأثرة بفلاسفة من مختلف العصور كأرسطو، سقراط، أفلاطون، نيتشه، آلبير كامو، كافكا، وبمؤرخيين ومفكرين أمثال ابن خلدون، الإمام الشافعي، مالك بن نبي. تتضمن الرواية اثني عشر جزء، تستهل الكاتبة كلّ جزء بمقولة مأثورة تلخص المضمون القادم لتحمّس القارئ على توقع الأحداث وربطها بأفكار مأثورة وقيّمة ربما صادفته في عالم الواقع، ولتربط الأجزاء بشكل فني مشوق. للإشارة، الكاتبة سميرة جلاب أستاذة في جامعة بجاية، تخصص أدب وحضارات، قسم اللغة الإنجليزية، وهي بصدد التحضير للجزء الثاني من سلسلة أنداريا، بالإضافة إلى عمل أدبي من نوع آخر، أدب الرسائل.