ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالتطبيع البحريني مع سلطات الاحتلال، وجدد تأكيد تحريم علماء الأمة للتصالح أو التطبيع مع إسرائيل. وشدد الاتحاد الذي يتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقراً له، على فتواه المؤصلة التي صدرت من علماء المسلمين والتي أكدت بالأدلة القاطعة على حرمة التطبيع مع محتلي الأقصى والقدس وفلسطين، وأنه خيانة عظمى. وعبر الأستاذ الدكتور علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عن استنكاره، وتنديده للتطبيع البحريني مع دولة الاحتلال. وقال: "إن هذا التطبيع يساعد على تكريس الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية في فلسطين، كما يعمل على تشجيع إسرائيل على استمرارها في احتلال الأراضي الفلسطينية". وأضاف في بيان: "إن مصالحة المحتلين لديار الإسلام يترتب عليها بالضرورة تعطيل كثير من النصوص الشرعية الخاصة بالجهاد والمقاومة ضد الغزاة المعتدين، ووجوب استرداد الحقوق". وأكد القره داغي على حرمة التطبيع مع محتلي الأقصى والقدس، وأنه خيانة عظمى كما ورد في الفتوى المؤصلة التي صدرت من علماء المسلمين لتؤكد حرمة هذا التطبيع. وأجمع العلماء الحاضرون على أن ما تم بين بعض الدول العربية وإسرائيل، التي ما زالت تحتل معظم فلسطين بما فيها المسجد الأقصى والقدس الشريف، وتريد جهاراً نهاراً احتلال بقية الأراضي الفلسطينية: لا يُسمّى صلحاً في حقيقته ولا هدنة، وإنما هو تنازل عن أقدس الأراضي وأكثرها بركة، وإقرار بشرعية العدو المحتل". وأضافت الفتوى أن ذلك هو "اعتراف به، وبما يرتكبه من الجرائم المحرمة شرعاً وقانوناً وإنسانياً من القتل والتشريد، وتمكين له من احتلال فلسطين كلها، وهيمنته على الشرق الأوسط، وبخاصة في دول الخليج وباقي دول العالم العربي، وتحقيق أحلامه في الوصول إلى الجزيرة العربية". وأكد علماء الأمة العربية والإسلامية الذين يمثلون مختلف المذاهب والتوجهات أن "ما سمي باتفاقيات السلام، أو الصلح، أو التطبيع، في هذه الحالة، محرم وباطل شرعاً، وجريمة كبرى، وخيانة لحقوق الله تعالى ورسوله وحقوق فلسطين أرضاً وشعباً، وحق أمتنا الإسلامية وشهدائها عبر تاريخها الطويل بدءاً من فتح عمر رضي الله عنه وصلحه مع أهل فلسطين من المسيحيين، وتحرير صلاح الدين لهذه الأرض المباركة وتطهيرها من الاحتلال وتسامحه مع المهزومين، ثم الثورات الفلسطينية والأمة الإسلامية خلال أكثر من قرن". وجاء تصريح الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، أن البحرين انضمت إلى الإمارات في إبرام اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. ويعدّ تطبيع العلاقات بين إسرائيل وحلفاء الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، بمن فيهم دول الخليج، هدفاً رئيساً ضمن الاستراتيجية الإقليمية لترامب من أجل احتواء طهران، عدو واشنطن والدولة العبرية اللدود.