تتواجد خمس عائلات بالحي العتيق الرورابلي بالمكان المسمى حوش بلجوهر في ظروف معيشية أقل ما يمكن أن يقال عنها أنّها الجحيم بعينه، ورغم شكاويهم ومراسلاتهم المتكررة للجهات المسؤولة ،إلا أنّ هذه الأخيرة لا تعرف مثل هؤلاء إلا في وقت الإنتخابات والحملات المدعمة لها. تروي لنا عائلة تشيكو المتكونة من 6 أفراد قصة عمرها 22 عاما من المأساة حيث تعيش في غرفة واحدة و لنتصور الوضع، فهي لا تصلح حتى لتكون إسطبل للحيوانات فما بالك لبني البشر، أثاث مبعثر وبعض الأدوات المدرسية التي اختارت لها الأم طاولة صغيرة لأن الحجرة لا تسع فردين ،حدثتنا الأم وكلّها حصرة - لا ندري متى سيتحقق حلمي في سكن يأويني وعائلتي أنا لا أعرف طعم النوم ولا الأعياد ،حياتي كلها مأساة اشتهي أن أجلس مع أبنائي وأتحدث معهم ،لأستقبل ضيوفي ومعارفي لأنه وببساطة ليس ببيت يحفظ كرامتي ، ونحن نتجول بالحوش أدركنا حجم المعاناة التي تتكبدها تلك العائلات فقد استأجروا هذه السكنات بقيمة 1700دج حتى 2000دج في الشهر وصاحب الحوش يأخذ الأجرة بخمس سنوات مسبقا .و نفس الأمر بالنسبة للعائلات الأخرى ،كل من سغوان طفلان وعائلة بالجوهر5 أطفال وعائلة شرعي فضيلة زوجها متوفي وهي أمّ ل4 أبناء وكذا عائلة بالجوهر 5أطفال فهي لا تبعد كثيرا عن سابقتهم فأغلب هذه العائلات تعاني الأمرين، الفقر والحرمان من سكن يحفظ العزة والكرامة لأولئك الذين ذنبهم الوحيد أنهم فقراء وليس لهم سند. و خلال حديثهم للحياة العربية عبّروا لنا عن سخطهم وتذمرهم للوضع الذي آل إليه حالهم فبالرغم من شكاويهم التي رفعوها إلى جميع المسؤولين المحليين حسبهم إلا أن مناجاتهم ضرب بها عرض الحائط .وعن الأوضاع حدثتنا إحدى السيدات وهي تذرف دموعا استفدت مؤخرا من سكن اجتماعي وفرحنا كثيرا ولكن عندما ذهبنا لنستلم المفاتيح أخبرونا أنّ اسمنا قد شطب من القائمة فأصيبت ابنتي بضغط الدم وعمرها 10 سنوات، والآن هي تصارع المرض أما باقي أبنائي فقد انقطعوا عن الدراسة لأنهم يشعرون بالعار بسبب السكن .أما عن الجو العام بالحوش فخمس غرف يتقاسمها 31 فردا بالإضافة إلى مرحاض واحد يسكنه فئران بحجم قطط هذه العائلات أصبحت تعيش في العراء في فصل الشتاء لأن كل الأمطار تدخل الغرف وتصبح وكأنها مسابح وحسب إحدى السيدات فقد لامست شرارة كهربائية الماء وكادت أن تحدث الكارثة ،ولم تفقد العائلات الأمل فكلما حضر وزير أو تجمع للوالي مع المجتمع المدني إلا وحضرت تلك العائلات على أمل إيجاد حلول مناسبة لها و في انتظار تحقيق حلم هذه العائلات يبقى الأمل يلازمهم رغم الظروف المعيشية الصعبة.