قالت أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الدكتورة نجوى عابر، إن قرار الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية، هو نتاج تراكمات وسقطات هذه الأخيرة، مشيرة إلى أنه يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات. وأوضحت السيدة نجوى عابر في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن ما حدث يعد نتيجة ل "تراكمات دفعت الجزائر إلى اتخاذ قرارها هذا، مع ابقاء الأفق مفتوحا على كل الاحتمالات"، وأضافت أنه أتى أيضا "عقب سلسلة الخروقات والسقطات الدبلوماسية التي وسمت السلوك المغربي تجاه الجزائر، والذي مثل بكل وضوح سياسة عدوانية ممنهجة تحمل نية مبيتة للإضرار بالجزائر، وتهديد أمنها القومي ووحدتها الترابية". وأشارت الدكتورة عابر، إلى أن كل الدلائل المتوفرة تؤكد على تورط جهات رسمية في المملكة المغربية، بالوقوف خلف عناصر تنتمي إلى حركتي "الماك" و"رشاد" المصنفتان كحركتين إرهابيتين من قبل الدولة جزائرية. وأبرزت أن امتناع المغرب عن تقديم تفسير لسلوك مندوبه لدى الأممالمتحدة على خلفية المذكرة التي قام بتوزيعها بمناسبة اجتماع حركة عدم الانحياز، والتي تم من خلال التطرق إلى ما سماه +حق تقرير المصير لشعب القبائل الشجاع+، "شكل منعطفا خطيرا في مسار العلاقات الثنائية، وذلك إلى جانب التصريح العدائي لوزير خارجية الكيان الصهيوني من الأراضي المغربية". وترى المحللة السياسية، أن قطع العلاقات بحسب الرؤية الجزائرية "يبقى مرحلة غير عادية، في مسار العلاقات بين البلدين بغض النظر عن طبيعة هذا المسار، ويبدو أن الأفق يبقى مفتوحا على الكثير من المعطيات، خاصة وأن صانع القرار الجزائري مدرك تماما لطبيعة الخطوة المتخذة". وأكدت الأستاذة عابر أن الهدف من هذه الخطوة هو "تصويب السلوك المغربي الذي كشف عن تهور غير محسوب، ميزته سياسات عدوانية تجاه الجزائر ودول أخرى على غرار إسبانيا وألمانيا والصحراء الغربية". كما لفتت إلى أن "قرار قطع العلاقات الدبلوماسية، حتما سيدفع الرباط إلى حث العديد من الأطراف للتدخل، من أجل التخفيف من حدة التوتر، حيث تبدو شروط الجزائر موضوعة على طاولة التنفيذ". ويشار الى أن وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، قد أعلن أمس الثلاثاء، أن الجزائر قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب ابتداء من ال24 أغسطس الجاري، على خلفية أفعاله العدائية المتواصلة ضد الجزائر. وكان المجلس الأعلى للأمن، خلال اجتماعه الاستثنائي الأربعاء الماضي الذي ترأسه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، قد قرر إعادة النظر في العلاقات بين الجزائر والمغرب، على خلفية الأفعال العدائية المتكررة من طرف المغرب ضد الجزائر.